رام الله (الضفة الغربية) - رويترز - اختار عامر زهر، الأميركي من أصل فلسطيني، طريقتَه الخاصة للدفاع عن قضية شعبه، بعيداً من مهنة المحاماة التي درسها، ليبدأ مشواراً فنياً يقدم خلاله «ستاند أب كوميدي»، يتناول فيه قضايا سياسية واجتماعية فلسطينية وعربية. قال زهر، بعد انتهائه من تقديم عرضه الكوميدي باللغتين العربية والانكليزية في رام الله ليل السبت - الأحد: «إذا أضحكتَ الناس فمعنى هذا انهم يستمعون إليك، وبذلك تكون الرسالة وصلت». وأضاف: «درست المحاماة، ولكني اخترت هذه الطريق لإيصال رسالتي في الدفاع عن قضية شعبي. وفي عروض ال «ستاند أب كوميدي» يمكنك الحديث عن نفسك، عن أهلك، عن وطنك، عن كل شيء». واستعرض زهر مهارته الكوميدية في عرضه الأخير في الاراضي الفلسطينية وإسرائيل، بعد جولة شملت حيفا وبيت لحم، تحدث فيه بأسلوب الكوميديا الساخرة عن كيفية خروج والده من مدينة يافا عام 1948، ولجوئه الى الاردن، وتوجهه بعد ذلك الى الولاياتالمتحدة للدراسة والعمل والاستقرار هناك. وقال زهر بطريقة ساخرة: «يمكن الفلسطيني ان يعيش في كل مكان إلا هنا في فلسطين»، مقدماً نموذجاً لإحدى رحلاته الى فلسطين عبر مطار بن غوريون، وما جرى من نقاش بينه وبين الضابط الإسرائيلي في المطار. كما تناول مواضيع، مثل زواج والده المسيحي من والدته المسلمة، والقصص التي كان يسمعها من جدته عندما تركوا بيتهم على أمل العودة إليه بعد اسابيع... واستحضر زهر، في عرضه الثورات العربية في مصر وتونس وليبيا واليمن، من خلال حوار مع صديق له من مصر دعاه الى مشاهدة الاحتجاجات فيها، قائلاً له: «من عمر سبع سنوات وأنا أشارك في الاحتجاجات... الفلسطيني سياسي وهو طفل. سألني طفل فلسطيني في السابعة من عمره اذا كان الرئيس الأميركي باراك اوباما سيترشح مرة ثانية ام لا... ما هذا؟». ويرى زهر في ال «ستاند أب كوميدي» أنه يمثل ضمير الناس، إذ يتحدث فيه عن شيء من دون خوف، والعلاقة مع الجمهور تكون عفوية تفاعلية. وأكد: «تمنيت خلال هذه الزيارة أن أتمكن من تقديم عرض في غزة، إلا أنني لم أتمكن من ذلك، ربما في مرات المقبلة». وأفاد بأنه يحلم بتنظيم مهرجان «ستاند أب كوميدي» في فلسطين خلال هذا العام، بمشاركة فنانين عرب وأجانب، وربما يكون ذلك في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وبلفتة تلعب على وتر الذاكرة الجماعية، ختم زهر عرضه بالعزف على العود والغناء باللغتين العربية والإنكليزية لمقاطع من أغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ.