حشرت لجنة المسابقات ثلاثة لقاءات مهمة في دوري زين، وأجبرت بالتالي المتابع على التنقل بين ثلاث قنوات فيما يشبه «سباق المشاهدين»، أو مشاهدة لقاء واحد وتجاهل البقية. هكذا كانت البرمجة زحمة في زحمة ولا يوجد إلا يوم واحد لإقامة هذه اللقاءات المهمة، وزحمة التنظيم ستجعل المدرجات خالية في الملاعب الثلاثة وستكون اللقاءات باهتة من دون الجمهور المشتت بين ثلاثة لقاءات كلها تستحق المتابعة، رغم أن بالإمكان تحريك لقاء النصر والأهلي قبل أو بعد وإقامة لقاء الهلال والشباب حسب مواعيد الصلاة في الرياض لا مكةالمكرمة، وقد كان بالإمكان تقديم لقاء الهلال والشباب ليقام يوم السبت، وكان بالإمكان ترحيل لقاء النصر والأهلي ليوم الإثنين ولكن الأماني في وادٍ واللجنة المعنية في وادٍ آخر. لقاءات اليوم ستكون مفترق طرق، فالهلال في حال فوزه يعلن تتويجه بالدوري قبل نهايته بأربع جولات وهو رقم قياسي بعد أن فاز به العام الماضي قبل نهايته بثلاث جولات، وقد يختصر المسافة فريق الوحدة إذا تعادل أو فاز على الاتحاد في لقائهم المحتدم في الساحل الغربي، والشباب بدأ يستعيد عافيته وقد يتجرع الهلال أول «هزيمة» من الشباب وبالتالي تتأثر لوحة الموسم الجمالية بخدش الهزيمة الوحيدة، والوحدة سيبحث عن هويته على حساب الاتحاد ويفكر في النهائي الكبير على ملعبه يوم الجمعة المقبل، وبين هذه الأوراق يتسلل الاتحاد نحو بطاقة المركز الثاني هروباً من مزاحمة النصر الذي يلاحقه عن قرب. لقاء الأهلي والنصر سيكون مختلفاً في اللون والطعم، فالأهلي بدأ يستعيد توازنه وأصبح مهيأ أكثر من ذي قبل للفوز على أي فريق محلي، وأصبح في كامل جاهزيته ويسعى لبلوغ كأس الأبطال وهذا لن يتحقق إلا من بوابة النصر أولاً وأخيراً وما عدا ذلك فرص ضئيلة جداً، والنصر الذي يبعثر أوراقه محلياً وآسيوياً بفعل فاعل من داخل البيت النصراوي، يكتب على سطر ويترك سطراً ولم يستقر فنياً لا محلياً ولا خارجياً رغم توافر مجموعة لاعبين محليين مميزين، وقد يظهر بمستواه الطبيعي الليلة وينتزع المركز الثاني من الاتحاد أو يثبت قدمه ثالثاً وقد يمنح الأهلي بطاقة العبور للمزاحمة مع أهل القمة. لقاءات الليلة مهمة لكل الأطراف وقد تعلن لنا بطل الدوري وتحسم الوضع نهائياً، وقد تقدم لنا مفاجآت مدوية فترقبوها من بين ركام زحمة المسابقات، والله يعين الوسط الرياضي على «سباق المشاهدين» مساء الليلة. [email protected]