دمشق، واشنطن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - تحول تشييع قتلى الاحتجاجات في مدينة درعا أمس الى تظاهرة احتجاج ضخمة. وذكر شهود ان قوات الأمن أطلقت النار على المشيعين. وندد الرئيس باراك اوباما والاتحاد الاوروبي «بشدة» بأعمال العنف في سورية حيث سقط 37 قتيلاً الجمعة الماضي، بحسب «المنظمة الوطنية لحقوق الانسان» في سورية. وفي بيان شديد اللهجة أكدت السلطات السورية تصميمها على «التصدي» للمجموعات المسلحة التي تطلق النار من دون تمييز على المتظاهرين وقوات الامن، وذكرت انه «لم يعد هناك مجال للتهاون أو التسامح في تطبيق القانون والحفاظ على أمن الوطن والمواطن». وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم اجتمع أمس مع سفراء الدول المعتمدين في دمشق متناولاً احداث درعا، وشدد على «مشروعية المطالب الشعبية» و»احترام التظاهر السلمي» مشيراً الى ان سورية تعمل على الاستجابة وفق برنامج يتضمن اصلاحات سياسية واقتصادية. لكنه شدد على ان «عناصر مخربة» استطاعت «الاندساس» بين المتظاهرين واطلقت النار عليهم وعلى رجال الامن ل»الجر للعنف واحداث فوضى»، الامر الذي «لم يعد يمكن السكوت عنه». وبحسب مصادر حقوقية، شارك أمس «نحو 50 ألف شخص في تشييع جثامين 10 (قتلوا اول من امس) من جامع العمري في درعا الى المقبرة وهم يهتفون بشعارات مناهضة للنظام وضد الفساد». وقال ناشط حقوقي فضل عدم كشف اسمه ان المشيعين «قاموا بعد الانتهاء من مراسم الدفن بالتظاهر، في حين اعتصم قسم منهم عند جامع العمري حيث اقاموا داراً لتقديم العزاء». وأضاف «ان بلدة ابطع (ريف درعا) شيعت قتيلين»، لافتا الى «عدم تدخل قوات الامن» هناك. واشار الناشط الى «اطلاق للنار على متظاهرين كانوا يركبون دراجات نارية في حي الجمرك في درعا ما ادى الى اصابات طفيفة»، من دون ان يشير الى مصدر اطلاق النار. إلا ان وكالة «رويترز» نقلت عن شهود عيان ان قوات الامن السورية أطلقت النار على المشيعين قرب المسجد العمري عقب الجنازة، مستخدمة الذخيرة الحية وقنابل الغاز لتفريق الآلاف الذين كانوا يرددون هتافات مطالبة بالحرية بعدما تجمعوا أمام المسجد. واغلقت المحال التجارية في كل ارجاء هذه المدينة (85 الف نسمة) ذات الطابع الزراعي. كما خلت طرقاتها من المارة خلال تشييع القتلى الذين سقطوا الجمعة. وندد الرئيس الأميركي «بشدة « بأعمال العنف البغيضة التي ارتكبتها اليوم (أمس) وفي الاسابيع الماضية الحكومة السورية ضد متظاهرين مسالمين. كما اندد ايضا بأي استخدام للعنف من جانب المتظاهرين». كما نددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون «بشدة بالعنف وسقوط القتلى في سورية خلال تظاهرات مطالبة بالحرية والديموقراطية» ودعت الى وقف اعمال العنف ضد المتظاهرين والشروع في اصلاحات «الآن» مشددة على «مسؤولية الدولة في حماية جميع مواطنيها واحترام التظاهرات السلمية وحرية التعبير».