باحترافية مهنية وبحفاوة أضواء الطبيعة في أجواء ربيعية خلابة تألقت الخيول العربية الأصيلة بعدسة إحدى عشر فنانة فوتوغرافية سعودية من الأحساء وبقيق والدمام خلال رحلة قمن بها لإحدى إسطبلات الخيل في الأحساء, ليظهرن جمال الخيل العربي بشموخها وغرورها وانكسارها لتضفى رونقاً أصيلاً في معرض صور الخيول العربية الأصلية في سوق هجر الثاني , هذا المعرض الذي سلب لبَّ الكثيرين بجمال واحترافية الصور الملتقطة للخيول بجميع حالتها وباختلاف أشكالها . جاءت فكرة هذا المعرض بدعم من جمعية الثقافة والفنون ممثلة بلجنة التصوير الضوئي بها لصنع لقطات إبداعية للخيول العربية لتجسد هذا التراث العريق بما يتماشى مع الحقبة الزمنية التي يقدمها سوق هجر في نسخته الثانية , ويظهر الركن إحدى وثلاثون صورة من أصل ثمانين صورة التقطت للخيول داخل الإسطبلات ومن داخل المزمار . واعتمدن الفنانات أثناء التصوير التركيز على آذان الخيل المرتفعة وكذلك ذيلها المرتفع الذي يعبر عن أصالة الخيل وإبرازها من خلال الصور , كما التقطت الصور بكاميرات احترافية تحمل خاصية telephoto ذات عدسات الزوم العالي لتظهر الصور جميعها بنقاوة طبيعية مع إدخال بعض التعديلات والمعالجة البسيطة في إزالة المشتتات من الصور وزيادة التشبع اللوني . وقد ثمنت خديجة الخليفة عضو اللجنة النسائية في جمعية الثقافة والفنون دور سوق هجر في إتاحة الفرصة للفتيات السعوديات لإبراز إبداعهن وإطلاع الناس على مواهبهن, وخلق ثقافة فنية عند الزوار ليقدروا أهمية هذا الفن التي تقدمه فتيات الأحساء , كما توجهت بالشكر لصاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء الذي أظهر إعجابه بالصور الملتقطة بعدسات مصورات محترفات وهاويات خرجن بصور احترافية وإبداعية . من جهة أخرى سجل أكثر من 18000 زائر لمختلف فعاليات سوق هجر الثاني في يومه الخامس، من بينهم زوار خليجيون وعرب مقيمون بالمنطقة، بالإضافة لعدد من عشاق التراث والثقافة من كافة أرجاء المملكة. وقد استمتع زوار السوق على مدى أيامه الخمسة الماضية، بعروضٍ تراثية تُعيد إحياء التاريخ، عبر تجسيد الملحمة الهجرية الثانية “جواثا يسكنون” التي جاءت لتعيد للأبناء حِقبة ثبات بنو عبدالقيس على دينهم الإسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، بالإضافة لأوبريت عجائب هجر، والقوافل الهجرية التجارية التي تجوب أركان قصر إبراهيم لترسم لجيل الحاضر ما كانت عليه حياة أسلافهم، وكذلك معرض الخيل العربية الأصيلة ومسابقة الزي الهَجري التراثي، والمرسم الفني الحُر الذي أضفى لمسة جماليةً على ركن وثير من السوق، ومن بين كل ذلكَ برع الحكواتي والحكواتية باجتذاب انتباه الحضور، معطرين مسامعهم بِسِيَرِ من سكنوا هذه الأرض الطيبة من بني عبدالقيس، فيما استمرت الأهازيج الشعبية والعروض التراثية لفرقة السريع الشعبية، بدزة العريس كأحد أبرز الألوان الشعبية وغيرها.