تظاهر نحو مليوني شخص في محافظات مصرية عدة أمس في إطار «جمعة المحاكمة والتطهير»، للمطالبة بمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وأفراد عائلته وأركان نظامه. وانتقدوا «تباطؤ» المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد والحكومة الانتقالية، في تنفيذ مطالب الثورة. واحتشد في ميدان التحرير وسط القاهرة نحو مليون ونصف المليون متظاهر، فيما تجمع مئات الآلاف في عدد من الميادين الرئيسية في المحافظات، خصوصاً في الإسكندرية والسويس. ورددوا هتافات تطالب بمحاكمة مبارك وزوجته سوزان ونجله جمال ورئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف ورئيس ديوان الرئاسة السابق زكريا عزمي ورئيس مجلس الشعب السابق فتحي سرور. وهددوا بالذهاب إلى منتجع شرم الشيخ حيث يقيم مبارك وتوقيفه. وعقدوا «محاكمة شعبية» رمزية للرئيس السابق وأفراد عائلته ورجاله ترأسها القاضي محمود الخضيري، الذي يعد أحد رموز تيار استقلال القضاء. ووُضع بجوار المنصة الرمزية قفص مثل في داخله متظاهرون ارتدوا أقنعة لمبارك وزوجته ونجله جمال. وردَّد المحتشدون في الميدان هتافات، بينها: «على شرم (الشيخ) رايحين، شهداء بالملايين»، و «القصاص القصاص، دول ضربونا بالرصاص». ورفعوا لافتات كُتب عليها: «خلص الكلام يا عم الشيخ، هنروح له شرم الشيخ»، و «يا مشير يا مشير، إحنا قاعدين في التحرير»، في إشارة إلى رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي. ورُفعت أعلام كبيرة لسورية وليبيا واليمن وتونس مع الأعلام المصرية، تضامناً مع الانتفاضات الشعبية في هذه الدول. وأعلن تنظيم قوافل إغاثة تتجه إلى غزة خلال أيام، فيما تظاهر بضع مئات أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة، لرفض الهجمات على القطاع والمطالبة بوقف تصدير الغاز المصري إلى الدولة العبرية. واستنكر خطيب الجمعة الدكتور صفوت حجازي، تأخُّرَ محاكمة مبارك وأفراد عائلته ورموز نظامه، كما حمّله مسؤولية إراقة دماء مئات المتظاهرين. وحض المصريين على عدم الانقسام، مشدداً على «سلمية الثورة الشعبية، والوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين». أما في الإسكندرية، فتحركت مسيرة حاشدة ضمت أكثر من 100 ألف متظاهر من أمام مسجد القائد إبراهيم في محطة الرمل (وسط المدينة)، إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية في منطقة سيدي جابر. واستنكر المتظاهرون تباطؤ المجلس العسكري في محاكمة الرئيس السابق. من جهته، طالب المرشح المحتمل للرئاسة الدكتور محمد البرادعي المجلس العسكري والحكومة ب «سرعة التطهير لأن هذا مهم جداً للنهوض سريعاً والمضي قدماً». ولفت إلى أن «هناك إحساساً لدى الشباب والثوار بعدم التجاوب السريع مع مطالب الثورة، ولذلك يجب أن تتواصل التظاهرات لحين تحقيق كل المطالب»، وعلى رأسها «الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة ومحاسبة رموز الفساد كافة». ودعا البرادعي خلال كلمة ألقاها أمام مؤتمر في الجامعة الأميركية في القاهرة، المجلس العسكري إلى «وضع خطة واضحة المعالم» للمرحلة الانتقالية. واعتبر أن «مصر ستظل مريضة إلى حين رحيل مبارك أو محاكمته».