رفضت إيران دعوة وجّهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى إجراء محادثات في شأن برنامجها الصاروخي، محذرة باريس من «التأثر بإيحاءات خاطئة وعناوين خادعة» ضد طهران. وكان ماكرون قال في دبي الأسبوع الماضي إنه «قلق بشدة» بسبب هذا البرنامج، داعياً الى «بدء مفاوضات» في هذا الصدد. وشدد على أهمية أن «نبقى حازمين مع إيران في ما يتعلّق بنشاطاتها الإقليمية وبرنامجها الباليستي»، مؤكداً في الوقت ذاته أن لا بديل عن الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست. وأبلغ ماكرون نظيره الإيراني حسن روحاني الشهر الماضي «تمسك فرنسا» بالاتفاق، مستدركاً أن الاستمرار به يستدعي إجراء «حوار و(تحقيق) تقدّم في شأن مسائل لا تتصل باتفاق 2015، لكنها أساسية ضمن الإطار الاستراتيجي الراهن وخصوصاً القلق المرتبط بالبرنامج الباليستي الإيراني وملفات الأمن الإقليمي». وعلّق الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قائلاً: «تدرك فرنسا جيداً الموقف الراسخ لبلادنا بأن شؤون الدفاع الإيرانية ليست قابلة للتفاوض، وبأن سوق هذه الاتهامات ضد إيران يتعارض مع الحقائق على الأرض والتغييرات خلال العقود الأخيرة، في المنطقة والشرق الأوسط». وأضاف: «قلنا للمسؤولين الفرنسيين مراراً إن الاتفاق النووي ليس قابلاً للتفاوض ولن يُسمح بإضافة ملفات أخرى إليه». وحذر قاسمي فرنسا من «التأثر بإيحاءات خاطئة وعناوين خادعة في المنطقة ضد إيران»، معتبراً أن «التعامل المسؤول من فرنسا وحلفائها في الخليج يؤدي الى نتيجة إيجابية ومعاملة حكيمة بعيدة من العواطف». الى ذلك، أعلن إسحق جهانكيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، استعداد بلاده لفتح مكتب للاتحاد الأوروبي في طهران، معتبراً أن ذلك «سيساهم في تعزيز العلاقات بين الطرفين». وطمأن الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي مواطنيه بأن أختام الشمع الأحمر في المنشآت النووية لبلاده «موقتة»، مشيراً الى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية «لا تسرّب معلومات سرية» عن النشاطات النووية الإيرانية. وعلّق كمالوندي على تصريح للمدير العام للوكالة الذرية يوكيا أمانو، أشار فيه الى التقاط مئات آلاف الصور ووجود ألفَي ختم بالشمع الأحمر في القطاعات النووية الإيرانية، قائلاً إن «جزءاً من الأرقام التي قدّمها هو من أجل إقناع الطرف الآخر بأن نشاطاتنا تحت المراقبة وشفافة». واعتبر التقاط كاميرات صوراً كثيرة في المنشآت النووية أمراً طبيعياً، وتابع: «اذا التقطت كل كاميرا صورة كل 3 ثوان، يبلغ العدد 30 الف صورة يومياً. هذه المسألة ليست مرتبطة بالاتفاق النووي، لأن التقاط الصور كان يُجرى قبله أيضاً، وليس في منشآتنا فحسب بل أيضاً في منشآت العالم بأكمله». كما اعتبر أن الختم بالشمع الأحمر «أمر موقت ومن أجل التحقق من الصدقية والحسابات المتعلقة بالمواد النووية».