غادر الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس واشنطن بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام، تصدرها البحث عن خطوات لانقاذ عملية السلام قبل مهلة أيلول (سبتمبر)، التاريخ المتوقع لتوجه السلطة الفلسطينية للأمم المتحدة لطلب الاعلان عن الدولة الفلسطينية. وفي ضوء معارضة الولاياتالمتحدة واسرائيل لأي اعلان فلسطيني أحادي للدولة في أيلول، جاءت قمة أوباما - بيريس لبلورة خطوات عملية بديلة لتفادي الوصول لهذه النقطة. ويضع التعاطف الذي تتمتع به السلطة الفلسطينية من قبل دول أوروبية ودول الشرق الأوسط، ادارة أوباما في موقع حرج وخصوصاً كون الرئيس الأميركي كان قد تعهد العمل للوصول لدولة فلسطينية مستقلة عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة بحلول أيلول 2011. وهيمنت هذه الأجواء على الزيارة مع تأكيد المستشار الرئاسي لاوباما دنيس روس في بدايتها رفض واشنطن المطلق للاعلان الأحادي للدولة الفلسطينية، واستعجال بيريس عملية المفاوضات المباشرة. كما انعكست نبرة الاستعجال في تصريحات أوباما الذي أكد أنه «من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى» أن يتم انتهاز الفرصة للتوصل إلى حل سلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأعتبر بعد اللقاء أن الطرفين «يتشاركان قناعة» بأن الاضطرابات الراهنة في العالم العربي تشكل «تحدياً وفرصة»، وأضاف: «مع رياح التغيير التي تهب في العالم العربي من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن نحاول اغتنام الفرصة للتوصل إلى حل سلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين». ولمح أوباما ان لديه «أفكاراً مهمة جداً في هذا المجال»، قد تترجم وفق مصادر موثوقة في رزمة مقترحات أميركية للفلسطينيين بينها الاعتراف بمرجعيات حدود العام 1967 وحوافز اقتصادية وسياسية تمهد للعودة الى طاولة المفاوضات المباشرة «تحت اطار زمني محدد»، مقابل العدول عن التوجه لمجس الأمن لنيل اعتراف بالدولة. غير أن مصادر مطلعة قالت ل «الحياة» إن الهوة كبيرة اليوم بين الجانب الفلسطيني من جهة والأميركي والاسرائيلي من جهة أخرى، وأن هذه الفجوة اتسعت بعد قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس تقديم مشروع إدانة الاستيطان أمام مجلس الأمن مطلع العام ومساعي المصالحة مع «حماس». وفي ظل هذه الأجواء وغياب أي مقترحات سلام محددة وجديدة، يستبعد المراقبون أي اختراقات في العملية، متوقعين أن تتجه الامور الى مزيد من التوتر كلما اقترب استحقاق ايلول المقبل.