نيويورك - أ ف ب - حذر الرئيس محمود عباس مجدداً امس من ان مفاوضات السلام مع اسرائيل ستتوقف اذا استؤنف الاستيطان عند انتهاء فترة تجميده الاسبوع المقبل. وكان عباس رحب بدعوة الرئيس باراك اوباما اسرائيل الى تمديد قرار تجميد الاستيطان واقامة دولة فلسطينية العام المقبل، وقال عباس خلال لقاء في نيويورك مع ممثلي الجالية الفلسطينية في الولاياتالمتحدة: «من واشنطن انطلقت المفاوضات المباشرة، لكن قلنا لاسرائيل وللادارة الاميركية، لن تستمر المفاوضات اذا لم يوقف الاستيطان، وانا اقول كلمة واحدة، اذا لم يوقف الاستيطان ستوقف المفاوضات». وأضاف: «ان نهاية فترة التجميد تصادف 26 الشهر الجاري، واذا كان الجواب الاسرائيلي غير ايجابي باستمرار تجميد الاستيطان، فسنوقف المفاوضات، وسنكون آسفين على هذه الفرصة ان تضيع». وتابع: «لا نستطيع ان نقبل المفاوضات في ظل الاستيطان لقد وصل السيل الزبى، ولم يعد بالامكان الاحتمال ان يستمر الاستيطان في الاراضي الفلسطينية، وهناك فرصة للسلام، لكن اسرائيل تريد مواصلة الاستيطان. هذا غير ممكن». وأكد انه في حال وقف المفاوضات «سنقرر نحن والعرب سوية ماذا سنفعل لأن اثر وقف المفاوضات صعب جداً ومصيري». وأضاف: «ما المطلوب منا؟ هذا الوضع غير محتمل، والخطوة المقبلة هي ان تقوم القيادة الفلسطينية بدراسة القرار (الواجب اتخاذه) وبعد غد السبت، سأجتمع مع لجنة المتابعة العربية هنا في نيويورك، وسأشرح لهم الموقف، ويوم التاسع من (تشرين الاول) اكتوبر المقبل هناك قمة سرت الثانية حيث سأوضح للقادة العرب الموقف لأن القضية الفلسطينية قضية العرب جميعاً». وكان عباس رحب في تصريح لوكالة «فرانس برس» بما «قاله الرئيس الاميركي وبتشديده على وقف الاستيطان ... وتأكيده على حل الدولتين وإعرابه عن امله في اقامة دولة فلسطين المستقلة في العام المقبل لتكون عضواً جديداً في الاممالمتحدة». وأوضح: «نؤكد استعدادنا للوصول الى تسوية سلمية مع اسرائيل برعاية اميركية»، مرحباً «بكل الجهود الاميركية الكبيرة التي يبذلها اوباما وادارته في سبيل انجاح عملية السلام». يذكر ان اوباما قال في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة اول من امس: «لقد شكل التجميد الاسرائيلي للاستيطان فرقاً على الارض واسهم في خلق مناخ مؤات للمفاوضات، ان موقفنا ازاء هذا الموضوع معروف، نحن نرى انه يجب تمديد العمل بقرار التجميد». وأكد على ان قيام دولة فلسطين في غضون سنة ممكن. وبعد ساعات من خطاب اوباما، اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان الولاياتالمتحدة «تعرض افكاراً» على الاسرائيليين والفلسطينيين على امل دفع عملية السلام، وقال: «ثمة مواقف غير منسجمة من الجانبين، ونعرض افكارنا في شأن الطريقة التي يمكننا بها المضي قدماً من الطرفين حتى تستمر العملية في التقدم». وأكد ان الولاياتالمتحدة «مشاركة بالكامل» في الجهود المبذولة لانقاذ مفاوضات السلام، لكن «هم الذين سيتخذون القرارات في نهاية المطاف». وقال: «نقدم اقتراحات، وقد فعلنا ذلك في شكل مكثف هذا الاسبوع». كوشنير يحض على تمديد التجميد من جانبه، اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اول من امس في نيويورك ان «العالم لن يفهم» لماذا لم تعمد اسرائيل الى تمديد مذكرة تجميد الاستيطان في الضفة الغربية، وقال لوكالة «فرانس برس»: «سنرى مساء الاحد، لكن يبدو لي الآن انه من الضروري ان نقول للقادة الاسرائيليين ان العالم لن يفهم لماذا لم تؤخذ هذه المبادرة تجاه الذين مدوا اليد وهم افضل المؤيدين للسلام»، في اشارة الى عباس الذي التقاه مساء الاربعاء على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة. ورداً على سؤال لمعرفة ما اذا كان متفائلاً بمفاوضات السلام المباشرة، اجاب كوشنير: «انه امر صعب بالنسبة الى آفاق السلام ولدعاة السلام الذين نحن منهم منذ سنوات». وأضاف: «لن يكون هناك ابداً محاورون افضل وبالتالي فإن بنيامين نتانياهو قال بنفسه ان شريكه من اجل السلام هو محمود عباس». وأوضح: «اذاً نحن نأمل» في ان توافق اسرائيل على «تمديد المذكرة، اي ان لا يكون هناك استيطان ولا قرار ببناء منازل خلال فترة المفاوضات». وتابع: «لن نفهم اذا لم يتم هذا الشيء»، مضيفاً: «يجب ان يتوصل عباس ونتانياهو الى مخرج، وهذا المخرج سيظهر، وامل في ذلك، مساء الاحد».