واشنطن، إسلام آباد، كابول - أ ف ب، يو بي آي، رويترز - حذر البيت الأبيض في تقريره نصف السنوي الموجه الى الكونغرس حول الوضع في أفغانستانوباكستان، من عدم امتلاك باكستان امكانات واضحة للتغلب على المتمردين على المدى الطويل، مؤكداً تزايد استهداف حركة «طالبان» الافغانية للمدنيين. وأشار التقرير الى تدهور الوضع منذ بدء السنة الحالية في منطقة القبائل شمال غربي باكستان والمحاذية للحدود مع افغانستان، ومواجهة القوات الباكستانية عقبات في حملتها ضد المتمردين في اقليمي مهمند وباجور، في ظل المقاومة الشرسة التي يظهرها المقاتلون ضدهم وشنهم هجمات باستخدام قنابل يدوية، والمعاناة من الظروف الجوية السيئة ومشكلة النازحين بسبب المعارك. وأورد النص: «ما يثير الاحباط بالنسبة الى باكستان هو عدم وجود مؤشرات الى خطط او جهود للحفاظ على المكاسب او اعادة البناء من اجل استكمال عمليات التطهير، وعدم سلوك طريق محددة للتغلب على التمرد، على رغم تنفيذ عملية انتشار غير مسبوقة تمثلت في نشر اكثر من 147 الف جندي في افغانستان». لكن التقرير نوّه بالتعاون العسكري «الجيد» بين إسلام آباد وواشنطن، على رغم التوتر الشديد الذي ساد علاقاتهما اخيراً بسبب قضية قتل عميل لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي أي) باكستانيين اثنين، ثم اطلاقه في مقابل «دية» الشهر الماضي. وبالنسبة الى افغانستان، كشف التقرير زيادة هجمات «طالبان» ضد أهداف سهلة، مثل مراكز التجنيد التابعة للجيش ومبان حكومية وأسواق، ما رفع في عدد الضحايا المدنيين، «لكن تكثيف طالبان عمليات القتل وتكتيك التخويف يشير الى خضوعها لضغط الحملة العسكرية للتحالف». وشدد التقرير على ضرورة مواصلة تطبيق الاستراتيجية التي اعلنها الرئيس الاميركي باراك اوباما في كانون الاول (ديسمبر) 2009 على صعيد ارسال 30 الف جندي اضافي وتحديد تموز المقبل موعداً لبدء الانسحاب، ملمحاً الى استمرار ثقة «طالبان» باستراتيجيتها ومواردها، فيما توقع اندلاع معارك عنيفة مجدداً هذا الربيع. وشابه معظم ما اورده التقرير تقويم الإدارة الذي صدر في كانون الأول (ديسمبر) الماضي في شأن الوضع في البلدين والذي أشار إلى تحقيق مكاسب عسكرية ثابتة في أفغانستان منذ نهاية عام 2009، «لكنها هشة ويمكن قلبها، خصوصاً ان الظروف الأمنية غير المستقرة والخطرة في هذه المناطق تعيق قدرة كارزاي على تجهيز الحكومات المحلية بعناصر فاعلة». وحذر التقرير أيضاً من مواجهة كابول مشاكل مالية كبيرة «بسبب عدم قدرتها على الرد في شكل مناسب على الأزمة المالية في بنك كابول، ومحاسبة المسؤولين عنها، ما أقلق المانحين الدوليين». وشهدت منطقة كوهات القبلية شمال غربي باكستان أمس، مقتل 4 أطفال على الأقل وجرح 3 آخرين في انفجار قذيفة هاون كانوا يلعبون بها. وفي افغانستان، قتلت امرأة وجرحت اخرى وطفل في حادث مرور مع موكب لوحدة بريطانية تابعة للحلف الاطلسي (ناتو)، والذي تعرض لإطلاق نار من جموع تواجدت في المكان، ما دفعه الى مغادرة المنطقة مع تأكيد قيادة الحلف عدم اطلاق أي من جنوده النار». وكانت احتجاجات اخيرة على حرق المصحف في الولاياتالمتحدة ادت الى اندلاع اعمال عنف في افغانستان اسفرت عن سقوط 24 قتيلاً على الاقل وحوالى 140 جريحاً. ويُغضِب سقوط ضحايا مدنيين الأفغان العاديين الذين لم يروا نفعاً لتدخل القوات الأجنبية في بلادهم منذ نحو عشر سنوات. ووترت القضية العلاقات بين الرئيس كارزاي وحلفائه الغربيين.