كابول، إسلام آباد، واشنطن، لندن - أ ف ب - بلغ عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في افغانستان هذه السنة 600، بعد اعلان مقتل جندي جديد شرق البلاد أمس، في الحصيلة الأكبر خلال تسع سنوات من الحرب، وتترافق مع سعي الحكومة الى بدء محادثات مع حركة «طالبان». وسقط جنديان اجنبيان يومياً في افغانستان هذه السنة، ما يشكل وتيرة مرتفعة تقارب خسائر أسواء حقبة من الحرب في العراق مطلع عام 2007، علماً ان الوتيرة تسارعت منذ عام 2006 حين قتل 191، ثم 232 عام 2007، و295 عام 2008، و521 عام 2009، وبلغ اجمالي عدد القتلى 2170 منذ نهاية عام 2001، معظمهم من الجنود الأميركيين (1348). في المقابل، اعلن الناطق باسم الحلف الأطلسي الكابتن رايان دونالد مقتل 15 مسلحاً على الأقل في غارة جوية للحلف استهدفت منطقة بغران النائية شمال ولاية هلمند (جنوب). وأدت الغارات الجوية الكثيفة الى سقوط ضحايا مدنيين، وزادت التوتر بين الرئيس حميد كارزاي وحلفائه الغربيين الذين يتعرضون لضغوط داخلية متزايدة في شأن حرب لا تحظى بشعبية. في غضون ذلك، اعلن المبعوث الأميركي الخاص الى افغانستانوباكستان، ريتشارد هولبروك، ان عدداً متزايداً من كبار قادة «طالبان» مهتمون بالتفاوض مع كابول «بسبب تنامي ضغوط العمليات الميدانية عليهم»، مشدداً على ان الحوار الحالي ينحصر في «اتصالات ومحادثات». ودعا في حديث إلى محطة «سي ان ان» الى عدم توقع تسوية الحرب في افغانستان عبر مفاوضات سلام رسمية كما حصل في فيتنام او البوسنة، «اذ لا جهة واحدة واضحة تستطيع التحاور معها»، في ظل وجود لائحة مجموعات تضم «طالبان» الأفغانية والباكستانية و «شبكة حقاني» والحزب الاسلامي و «عسكر طيبة» وتنظيم «القاعدة»، التي استبعد هولبروك اجراء محادثات معها. وأكد عدم امكان الانتصار عسكرياً في هذه الحرب، «لذا لا بد من وجود عنصر سياسي ندرس جوانبه كلها»، وبينها اضطلاع باكستان بدور في المحادثات، خصوصاً بعد التقارير التي اشارت الى استمرار اتصالها بمجموعات من «طالبان» بهدف الحفاظ على نفوذ لها في افغانستان، بعد رحيل قوات الحلف الأطلسي (ناتو). وأمس، كشفت صحيفة «ذي غارديان» أن الاتصالات الأخيرة بين كابول وطالبان أجريت لتبادل سجناء في مقابل المال، ولا علاقة لها بأي تسوية سلمية. ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسيين ومراقبين غربيين قولهم إن «الاتصالات جرى تضخيمها عبر اعلان أنها تحرك نحو السلام يندرج ضمن حملة تضليل ضد قيادة طالبان، وذلك من اجل الإيحاء بأن قوات الحلف وتلك الأفغانية تحقق مكاسب استراتيجية على حساب طالبان». وأشارت إلى أن «قادة «طالبان طلبوا خلال اللقاءات مبالغ صغيرة من المال، من دون أن يقدموا أي تعهدات في شأن اجرءات مستقبلية، قبل أن يعودوا إلى ملاذاتهم الآمنة في باكستان». ونسبت إلى مبعوث الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي السابق في افغانستان مايكل سمبل قوله إن «تسريب كابول والحلف المحادثات بحرية يرجح كون مضمونها متواضعاً جداً، وليس جاداً». الى ذلك، اعلن ستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى أفغانستان ان المنظمة الدولية ستساعد في محادثات سلام بأفغانستان لكنها لن تشارك فيها، «لأن الحل أفغاني». وفي باكستان، قتل 4 اشخاص على الأقل وجرح 12 آخرون في انفجار قنابل وضعت داخل دراجة نارية وركنت امام احد ابواب مزار حضرة بابا فريد المكنى غانشكار، وهو شيخ صوفي في باكبتان بولاية البنجاب (وسط). وتشكل المزارات الصوفية احد ابرز اهداف المتطرفين الإسلاميين في باكستان، حيث قتل اكثر من 3700 شخص في نحو 400 اعتداء معظمها عمليات انتحارية خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وأعلنت الشرطة الباكستانية اعتقال رجلين حاولا تفجير نفسيهما في مدينة كراتشي، حيث دعت السلطات المحلية اعضاء الحزب المتحد القومي، الأكبر في المدينة، الى ضرورة التزام الحذر في تنقلاتهم.