تمكنت القوات النظامية السورية وحلفاؤها من تطويق مدينة البوكمال على الضفة الغربية لنهر الفرات، آخر معقل رئيس ل «داعش» في سورية، تمهيداً لاقتحام المدينة. في موازاة ذلك، التقت القوات النظامية مع الجيش العراقي عند الحدود السورية- العراقية قرب البوكمال، بعد تقدّم كبير أحرزه الطرفان خلال اليومين الماضيين شرق دير الزور. والتقى الطرفان على بعد 24 كيلومتراً جنوب البوكمال على الشريط الحدودي الفاصل بين سورية والعراق. وتُعد معركة البوكمال محورية بسبب أهمية السيطرة على المدينة عند تحديد ملامح التسوية النهائية في سورية. وتشهد المدينة «سباقاً ثلاثياً» نحوها، حيث تسعى إلى احتلالها القوات النظامية وحلفاؤها من ناحية، و «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة أميركياً من ناحية ثانية، والقوات العراقية و «الحشد الشعبي» من ناحية ثالثة. وتسهّل السيطرة عليها حسم ملفات حقول النفط والغاز الغنية والممر الإيراني بين العراق وسورية. وترى موسكو أن المدينة تقع ضمن منطقة النفوذ الروسي، جنوب نهر الفرات، لكن أميركا وحلفاءها يدركون أهمية السيطرة على المدينة من أجل تحجيم الدور الإيراني في سورية. في موازاة ذلك، قال كبير مستشاري الزعيم الأعلى الإيراني علي أكبر ولايتي إن القوات النظامية وحلفاءها سيبدأون قريباً عمليات عسكرية لانتزاع السيطرة على إدلب شمال غربي سورية ومناطق شرق البلاد. ونقلت «وكالة مهر» الإيرانية للأنباء عن ولايتي قوله: «قريباً سنمشط شرق سورية ثم منطقة إدلب في الغرب». وذكر تلفزيون «المنار» اللبناني أن القوات النظامية وحلفاءها شنوا أمس، هجوماً على آخر معقل كبير ل «داعش» في سورية. وأفاد بأن القوات النظامية «تطوّق» البوكمال، وبدأت تدخلها بالفعل. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، من جهته، أن قوات «الحشد الشعبي» عبرت الحدود إلى سورية للمشاركة في الهجوم، لكن «الحشد» نفى تقرير «المرصد» بعبور عناصر تابعة له الحدود السورية لمهاجمة البوكمال. وقال الناطق باسم «الحشد» أحمد الأسدي إن تحركات «الحشد» تتم بناء على أوامر من قائد القوات المسلحة، وإن هدفه الرئيس هو تحرير الأراضي العراقية من «داعش». وأفاد «المرصد» بأن «القتال يترافق مع استمرار الاشتباكات بين الجيش السوري وقواته الحليفة والرديفة من جهة، وعناصر داعش في بادية البوكمال الجنوبية الغربية، حيث تحاول قوات الجيش السوري تحقيق مزيد من التقدم في محور المحطة الثانية «تي–تو»، وتقليص المسافة بينها وبين مدينة البوكمال، بعد أن وصلت إلى أقل من 30 كيلومتراً عن المدينة». وتمكنت القوات النظامية خلال الأيام القليلة الماضية من استعادة السيطرة على محافظة دير الزور بعد هزيمة «داعش»، لتنقل القوات النظامية معركتها نحو الشرق السوري، وتحديداً تجاه مدينة البوكمال، معلنة عملية عسكرية على طول نهر الفرات من ناحية الشمال الغربي باسم «فجر3». ومع تراجع سيطرة التنظيم على الأرض، بدأت القوى المتنافسة التي كانت تحاربه الاستعداد لتقاسم «تركة ما بعد داعش». وألمحت القوات النظامية السورية إلى أن وجهتها بعد دير الزور ستكون الرقة، لاستعادتها من «سورية الديموقراطية». وجاء في بيان مشترك صادر عن وزراء خارجية الدول الغربية: «نحن نحض مجلس الأمن الدولي على الحفاظ على قدرات آلية التحقيق المشتركة». وأضاف البيان: «كما ندعو المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى اتخاذ التدابير، رداً على تقرير الآلية المشتركة وإرسال إشارة واضحة حول ضرورة محاسبة هؤلاء المسؤولين عن استعمال الأسلحة الكيماوية». وكان مجلس الأمن الدولي ناقش الثلثاء تقرير آلية التحقيق في استخدام الكيماوي في سورية، وأكد نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة فلاديمير سافرونكوف، أن التقرير يتضمن تناقضات وعيوب وثغرات عديدة. وقال نائب وزير خارجية روسيا سيرغي ريابكوف أمس، إن موسكو تعارض مشروع قرار في الأممالمتحدة يقضي بتمديد أجل التفويض بإجراء تحقيق الكيماوي.