أعلن رئيس «حزب الكتائب» الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل أن «عدم تشكيل الحكومة مقصود، ويدخل في اطار الانقلاب على الدولة الذي حذرنا منه مراراً»، سائلاً عن كيفية حل المشاكل، ولفت الى ان «نيات الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي الحسنة وحدها لا تكفي لإدارة البلاد»، داعياً اياه الى «مصارحة اللبنانيين بسبب التأخير الحقيقي لأن المسائل المعيشية ملحّة»، وأكد دعم قوى 14 آذار المطلق لرئيس الجمهورية ميشال سليمان في السراء والضراء. وقال الجميل في مؤتمر صحافي عقده في بيت «الكتائب» في الصيفي أمس: «البلد على شفير الهاوية وبالنسبة الى اللبنانيين طفح الكيل، وحفاظاً على المؤسسات والبلد ينبغي حصول مبادرات سريعة لإعادة الامل الى النفوس، ونحن في أمس الحاجة الى هيئة انقاذ وطني لتأمين التواصل بسبب الفراغ الموجود والانقطاع الوطني». وأكد أن «من غير المسموح استمرار حال الفراغ، لا سيما اننا نرى ما يجري حولنا في بعض الدول ويجب ألا نستخف بالتطورات التي لبنان ليس بمنأى عنها، والبلد لا يمكن ان يبقى فالتاً، فخطف الأستونيين خطير ويعيدنا الى الثمانينات، اضافة الى تفجير الكنيسة في زحلة، والتعرض لملحق السفارة الاميركية في صيدا عطفاً على ما جرى في سجن رومية»، لافتاً الى ان «الوضع اللبناني خطير داخلياً ونحن نتسلى بالقشور ونعود الى اعتماد لغة الخشب والسجالات العقيمة». وقال: «نخشى دخول السوسة الى المؤسسات الامنية، ولا يحق لنا التغاضي عما يتخبط فيه البلد»، معتبراً ان «من الضروري انشاء هيئة تتحمل مسؤوليتها في هذه المرحلة، فالتعطيل المستمر هل هو صدفة ام مقصود؟ نحن مقتنعون بأنه مقصود ويأتي في سياق الانقلاب الزاحف». وسأل: «ما سر استمرار التعطيل ولماذا لا يشكلون حكومة؟ ثمة دويلة لديها عسكرها وموازنتها وقضاؤها ومؤسساتها الاجتماعية»، معتبراً أن «من الطبيعي تعطيل الدولة الرسمية الشرعية لمصلحة الدويلة، فالامر يشكل خطراً على الكيان بالذات وسنتصدى له ضمن اطار النظام اللبناني والمؤسسات». ولفت الى أن «شعار فريق 8 آذار: انا اعطل اذا انا موجود. وهو ما نأسف له، فهناك مسؤوليات ملقاة على عاتق الرئيس المكلف وعليه ان يصارح اللبنانيين ويوضح حيثيات عدم تشكيل الحكومة، لماذا إذاً هذه الخلافات؟». وقال: «رئيس المجلس النيابي نبيه بري يقول ان فريق 8 آذار غير مسؤول عن التعطيل، وانا أقسم لك (لبري) ان فريق 14 آذار لا يعرقل ونحن اعطينا فرصة والطابة ليست عندنا. وعلى الرئيس بري ان يسأل حلفاءه». وقال: «لدينا كل الثقة بالرئيس ميشال سليمان ونحن الى جانبه في السراء والضراء، لكن لا يمكن ترك الامور على هذا الشكل، فهيئة الانقاذ يجب ان تتحمل مسؤوليتها وهذا الامر من واجبات رئيس الجمهورية، نحن نقترح حلاً وقد تكون هناك حلول اخرى يجب المباشرة بها، فيمكنه ان يصارح الناس في مجلس النواب كما في امكانه، بحسب الدستور، عقد اجتماع وزاري لمتابعة شؤون المواطنين». ولفت الى أن «أكثر جالية تتعرض لمضايقات في ابيدجان هي الجالية اللبنانية، اما المعالجة فبحبّة أسبيرين». وأكد أن ما «يهمنا في 14 آذار الا تكون ثمة خيبة امل جديدة من الجمهور بنا، وطمأنته من مسؤوليتنا وسنتحمل هذه المسؤولية، ونأمل بالوصول الى تفعيل هذا الدور والقيام بمسؤوليته، دم الشهداء امانة يجب ألا نتخلى عنها ويهمنا ان يكون هناك وضوح قوي في المواقف ومقاربة القضايا الوطنية اياً كان الثمن». وأشار الى «وجود اهداف واضحة على الصعيد الوطني، السلاح والسيادة وتطوير النظام والقضايا الاجتماعية والعلاقات الدولية، خصوصاً في هذه المرحلة وعلى لبنان ان يكون المحاور الاساسي على اي طاولة من طاولات الحوار». وشدد على أنه «على 14 آذار القيام بمراجعة وجدانية واستيعاب خطورة المرحلة والتصرف على هذه الاساس وسنكون على اتصال مع كل حلفائنا ليكون فريق 14 آذار الدرع للوطن»، مؤكداً أن «لا قطيعة مع الرئيس ميقاتي، ولكن لا مبادرة حالياً عملية نقدر المراهنة عليها»، لافتاً الى ان «المعايير الدولية تقول ببسط سلطة الدولة على كامل اراضيها وأهدافنا واضحة ومنطقية ولم نرفع السقف ولا انقاذ للبلد الا بالعودة الى هذه المفاهيم»، وقال: «نطالب بالتفاهم على معنى السيادة عبر حوار بين كل الاطراف وإلا سيبقى البلد معرضاً لكل المؤامرات»، مشيراً الى أن «على الرئيس سليمان ان يلعب دور الحكم، يدنا ممدودة للجميع والمطلوب مواقف شجاعة انقاذية لأن البلد بأسره في خطر».