لا تزال حال المراوحة تطغى على ازمة تشكيل الحكومة في لبنان، في ظل استمرار الجدل بين فريقي 8 و14 آذار اللذين يتهم كل منهما الآخر بعرقلة التأليف لأسباب داخلية وخارجية. في حين كرر البطريرك الماروني بشارة الراعي في قداس في حاريصا تمنياته بأن يوقظ الله «ضمائر المسؤولين اللبنانيين ليُخرجوا البلاد من أزمة تأليف الحكومة مدركين ان الابطاء بتأليفها امعان في شل المؤسّسات الدستورية وتعطيل الادارات العامة وفي اغراق لبنان في مآسيه الاقتصادي والاجتماعية والمعيشية. وكأن ناقوس الخطر الذي تدقه الهيئات الاقتصادية والمالية عندنا لا يبلغ اذهانهم وضمائرهم». ودعا إلى «إرساء المحبّة بين القادة السياسيين للعيش معاً وفق الاحترام المتبادل»، آملاً في أن «تخرج بلدان هذه المنطقة من ازماتها ونزاعاتها الى فجر حياة جديدة من السلام والاستقرار والعدالة». ورأى وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال ابراهيم نجار أنّ «تأليف الحكومة يمرّ في دائرة مغلقة وليس هناك أيّ إمكانية للتأليف من دون مخاطر يمكن أن لا تكون فقط لبنانية بل إقليمية وهذا الأمر يشكل عبئاً على الرئيس المكلف». وقال في حديث ل «صوت لبنان» امس، انّ «حكومة اللون الواحد لا يمكن أن تتّفق وتوجّهات الرؤساء الثلاثة ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي الذين يسعون إلى إنتاج حكومة تكون بعيدة من مفهوم التحدي والاستفزاز خصوصاً أنّ حكومة كهذه من لون واحد لن تكون أيّامها مريحة». ورأى عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النائب فادي الهبر أنّ «تشكيل الحكومة مضبوط على إيقاع ساعة الأحداث في سورية»، مذكّراً في حديث لموقع «ناو ليبانون»، بأنّ «الانقلاب الذي وقع مطلع العام الجاري كان بدعم سوري مباشر وبمعية حزب الله، إلا أنّ مستجدات الأحداث والتطورات في سورية جعلت الوضع الداخلي اللبناني وتشكيل الحكومة العتيدة ليسا مدرجين على أولويات الاجندة السورية في الوقت الحاضر». وإذ لفت إلى أنّ «أي تشكيلة أمر واقع يقدمها الرئيس ميقاتي ستكون بمثابة مخرج لاعتذاره»، رأى الهبر أنّ «هناك حالة واحدة لتشكيل الحكومة، وهي عندما يقرر الرئيس بشار الاسد الهروب إلى الأمام، بمعنى أن يستعمل الدبابات أكثر فأكثر داخل سورية وأن يوعز إلى حلفائه أن يشكلوا حكومة اللون الواحد في لبنان، على قاعدة عليّ وعلى أعدائي في كلا البلدين»، إلا أنّ الهبر أعرب عن اعتقاده بأنّ «رئيس الجمهورية لن يوقع على هكذا نوع من الحكومات في ظل ما يشهده العالم العربي من ثورات». ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا أن «الحلّ يبدأ بأن يتم إقرار أنّ وزارة الداخلية، كما وزارة الدفاع يجب أن تتركا لرئيسي الجمهورية والحكومة المكلّف المنوط بهما قانونياً تشكيل الحكومة، وبالتالي». وقال في حديث ل «أخبار المستقبل» ان ارتباك فريق 8 آذار مردّه إلى «ارتباك من يدعمهم اقليمياً، ومن المؤكّد أن اللعبة ليست في وزارة الداخلية»، لافتاً الى أن «فريقي 8 و 14 آذار لا يجب أن يقبلا بأن تكون الوزارات الأمنيّة في يد واحد منهما». الى ذلك، اعتبرت كتلة نواب عكار في بيان بعد اجتماعها امس، ان «الأكثرية الجديدة الآتية بالقمصان السود لم تقدم طوال مئة يوم أي حلول لأزمة الفراغ وفشلت في تشكيل حكومة تخرج لبنان من أزماته الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ولم توفر للبلد سوى سجالات وشعارات مل اللبنانيون من سماعها».