أكد الدكتور محمد الربيّع تأثير أدباء ومفكري مصر في أدباء السعودية، وبخاصة أدباء الحجاز، «الذين كان اتصالهم بمصر وأدبائها قوياً، من خلال ما يصل إليهم من صحف ومجلات وكتب أدبية، ومن خلال دراسة بعضهم في مصر أو الإقامة فترات طويلة فيها»، مشيراً إلى أن أدباء مصر كانوا «هم القدوة والمثل الأعلى لأدباء الحجاز في فترة مبكرة من تاريخ النهضة الأدبية في المملكة». جاء ذلك خلال محاضرة قدمها السبت الماضي في مجلس حمد الجاسر، وتناول فيها علاقة العطار بالعقاد، وقدم تحليلاً لتلك العلاقة، من خلال استعراض ما كتبه العطار مشيداً بالعقاد، سواء في كتابه «العقاد» أم من خلال ما كتبه عن العقاد في مؤلفاته الأخرى. وقال الربيع إنه على رغم وضوح التأثر الإيجابي في النتاج الأدبي لأدباء الحجاز، «اختلفوا في انتماءاتهم واقتدائهم بأدباء مصر، فمنهم من أعجب بطه حسين، ومنهم من تأثر بمصطفى صادق الرافعي، ومنهم من جعل الأديب والمفكر الكبير عباس محمود العقاد إمامه وقدوته في الفكر والأدب والنقد، كما هو واضح في كتابات محمد حسن عواد، وأحمد عبدالغفور عطار، الذي وصف العقاد في كتابه بأنه «قوة عقلية كبيرة ضخمة، وعبقرية ناضجة الفكر، ومدرسة بنيت قواعدها الثابتة على التأمل الثاقب والعمق البعيد والاستنباط المحكم والثقافة الواسعة والدراسة المضنية والعلم الغزير». وأشار العطار في ختام المقدمة إلى أن الكتاب يطبع في مكةالمكرمة، وإيماناً من العطار بعبقرية العقاد وفهمه العميق لمقاصد الإسلام ولأسرار العربية لغة القرآن الكريم، اقترح على العقاد أن يشرع في إنجاز تفسير عصري للقرآن الكريم حينها». وفي ختام المحاضرة استعرض الربيع نتائج عدة، أبرزها أن العطار يبالغ في تصويره وحديثه عن علاقته مع العقاد، كما أن العطار كتب فصولاً في مهاجمة المخالفين للعقاد في بعض آرائه، لكنه لم يكن موضوعياً ولا منصفاً للآخرين، كما أن العطار يكرر كثيراً من مقالاته في أكثر من كتاب، وربما نشرها في الصحف قبل ذلك.