افتتحت مساء أمس (السبت) الدورة 28 لمهرجان «أيام قرطاج السينمائية» الساعي إلى العودة إلى ثوابت التأسيس بمشاركة عدد كبير من نجوم الفن السابع من تونس والدول العربية والأفريقية وأميركا اللاتينية. وامتد البساط الأحمر وسط شارع الحبيب بورقيبة نحو قاعة الكوليزي لاستقبال ضيوف الدورة الجديدة للمهرجان العريق الذي انطلق عام 1966، بينما تهافت المصورون لالتقاط صور الفنانين المتأنقين بأزيائهم واحتشد المئات من الجمهور لتحية النجوم. وقال مدير «أيام قرطاج السينمائية» نجيب عياد في حفل الافتتاح «سعيد باستقبالكم اليوم في افتتاح الدورة 28 لأيام قرطاج السينمائية التي حاولنا أن نصالح بين ثوابت المهرجان وروح العصر». وأضاف «أيام قرطاج مهرجان عربي أفريقي بامتياز. كل المسابقات فيها مخصصة للسينما الأفريقية والعربية مع التأكيد على الرجوع التدريجي إلى التوازن بين الحضور العربي والأفريقي بتأكيد أكبر على أفريقيا كحجر زاوية للمهرجان». وكان المهرجان يقام كل عامين بالتداول مع مهرجان «أيام قرطاج المسرحية» قبل أن يصبح تنظيم الحدث السينمائي الأعرق في أفريقيا سنوياً. وتحل أربع دول دفعة واحدة بمقعد ضيف الشرف في المهرجان بدورته الجديدة هي الجزائروالأرجنتين وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية. وقدم خلال حفل الافتتاح في قاعة الكوليزي عرض راقص من الأرجنتين، وفقرة موسيقية من الجزائر لعازف القانون حسان بلقاسم بوعليوة. وكرم المنظمون السينمائية التونسية الراحلة كلثوم برناز والناقد المصري الراحل سمير فريد. وقال وزير الشؤون الثقافية التونسي محمد زين العابدين في كلمة الافتتاح «شكراً لحلم الحالمين وخيال المبدعين الذين ينشرون بيننا ولا يزالون قيم الجمال والإنسان، قيم الحياة والأمل والقناعة الصادقة في غد أفضل وأفق أرحب». وعرض في الافتتاح فيلم «كتابة على الثلج» للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، وهو من إنتاج مشترك تونسي مصري فلسطيني بحضور النجوم المشاركين فيه في مقدمهم الممثل المصري عمرو واكد. ويتناول الفيلم قصة خمسة فلسطينيين حوصروا في شقة صغيرة خلال الحرب في قطاع غزة، لكن مع مرور الوقت تظهر الانقسامات السياسية والاجتماعية في ما بينهم ويحول التعصب الديني وعدم قبول الآخر دون تضامنهم معاً وتضعف مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي. والفيلم من بطولة السوري غسان مسعود والمصري واكد والفلسطينية عرين عمري واللبنانية يمنى مروان والفلسطيني رمزي مقدسي. وتشارك في المهرجان أفلام من المغرب وتونسوالجزائر ومصر ولبنان وسورية والسنغال والكاميرون وموزامبيق وبوركينا فاسو وجنوب أفريقيا. وتقام على هامش المهرجان عروض أفلام في السجون وحفلات فنية وندوات فكرية في تونس العاصمة احتفاء بالسينما وعشاقها.