حذرت إحصاءات عرضتها مشاركات في حملة «هلا بالأمل» التي يقيمها مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام، عن تنامي حالات الإدمان على المخدرات بين فئة المراهقين، وبلوغها مستويات «مُقلقة». وقالت اختصاصية الطب النفسي في المجمع الدكتورة غادة الشماسي: «إن التعاطي بين المراهقين وصل إلى نسبة تتراوح بين 13 إلى 18 في المئة. فيما 42 في المئة من المراهقين المدمنين استخدموا مواد مخدرة لمرة واحدة»، لافتة ان «تعاطي الحشيش بين الرجال يفوق النساء». ولفتت الشماسي، خلال حفلة التعريف في أهداف الحملة بعد مرور عام على انطلاقتها، التي أقيمت في «غرفة الشرقية» بحضور حرم أمير المنطقة الأميرة جواهر بنت نايف، إلى المضاعفات التي يتركها تعاطي المخدرات، والأعراض التي يمكن من خلالها التعرف على علامات التعاطي. بدورها، قالت اختصاصية الطب النفسي في المجمع الدكتورة بسمة فيرا: «إن الإدمان يهدد مجتمعنا، بعد ان أصبح في متناول العاطلين عن العمل والطلبة»، موضحة ان «الإدمان ينتشر بين الفئة العمرية بين 18 إلى 25 سنة، وتبلغ نسبة الوفاة بين المدمنين 12 في المئة». وذكرت ان النسبة ترتفع بسبب «الأعراض الناجمة عن التعاطي، مثل تدمير الأعصاب والتخلف العقلي»، معددة العوامل التي تؤدي إلى الإدمان، وأبرزها «الاستعداد الوراثي، والتفكك الأسري، وغياب الحوار العائلي، والحرمان العاطفي، والظروف الاجتماعية، وأبرزها الفقر والبطالة». وأضافت فيرا، أن «المراهقين يندفعون إلى تجربة كل ما هو جديد»، مشيرة إلى أن هناك «10 ملايين مدمن في العالم العربي، 70 في المئة منهم من فئة الشباب، و40 في المئة منهم ينتمون إلى أسر مُفككة وتعاني من مشكلات، و34 في المئة من المدمنين تعرفوا على المخدرات من طريق رفاق السوء، و22 في المئة بسبب مشكلات منوعة، و11 في المئة بدأوا درب الإدمان من خلال التقليد، وتسعة في المئة بحثاً عن الإشباع الجنسي»، مضيفة أن «40 في المئة من المدمنين يتعاطون المخدرات داخل المنزل». واستعرضت العلامات التي تسهل اكتشاف المدمن، ومنها «نقصان الوزن، وقضاء فترات طويلة خارج المنزل، والانطواء والابتعاد عن الأسرة». وطالبت الأجهزة المعنية كافة ب «توحيد جهودها، والعمل بجدية، لمواجهة خطر المخدرات الداهم، وزيادة جرعات الوعي، والقضاء على البطالة والفراغ، وإعطاء الشباب فرصاً منوعة قبل وصولهم إلى المستشفيات للعلاج أو إلى السجون»، معتبرة الأسرة «خط الدفاع الأول. ولا بد من تنمية الرقابة الذاتية، وتكثيف مراقبة الآباء على أبنائهم». وقالت مديرة العلاقات العامة والتثقيف الصحي في المجمع ابتسام الدوسري، في كلمة ألقتها نيابة عن المشرف العام على المجمع الدكتور محمد الزهراني: «إن الحالة التي نعيشها في ترويج المخدرات أشبه بالحرب الخفية، وتشارك في هذه الحرب جيوش مجهولة الهوية، على رأسهم تجار هدفهم الربح ودمار الأسر»، مبينة ان «تنقية المجتمع لا تكون إلا بالنهج السليم، والتربية الصحيحة». وأكدت حرم أمير الشرقية الأميرة جواهر بنت نايف، في تصريح على هامش الحفلة، أهمية «تكثيف الدور الرقابي والتوعوي». وقالت: «إن حملة «هلا بالأمل» أثبتت نجاحها، ووصلت إلى أكبر شريحة من فئات المجتمع»، مضيفة ان «المخدرات آفة تدمر شبابنا، ونخشى من انتشارها، وسيكون تضافر جهود المعنيين أفضل وسيلة لمكافحة هذه الآفة». وردت على سؤال ل «الحياة»، عن انتشار المخدرات بين العاطلين عن العمل والطلبة، فقالت: «الأمر يتطلب رقابة مستمرة، وتقوية الوازع الديني والترابط الأسري، للحفاظ على ثروة الأمة وهم الشباب».