أكد مدير العلاقات العامة وقسم التثقيف الصحي في مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام بالإنابة خالد السعدون، انخفاض نسبة المترددين على عيادات العلاج من الإدمان، والمراجعين، خلال شهر رمضان المبارك. وقال: «تنخفض خلال هذا الشهر نسبة المراجعينإذ يتوقف بعض المتعاطين عن الإدمان، أو يقللون من التعاطي، وتكون فرصة للكثير منهم للتعافي، وعدم العودة إلى الإدمان»، مشيراً إلى أن الانخفاض يكون «ملحوظاً والنسبة عالية، وهذا الأمر تستغله إدارة المجمع في علاج المدمنين، والتأكيد على عدم العودة إلى الإدمان، من خلال شغلهم ببرامج دينية، وعقد حلقات تثقيفية لهم». ويسعى مجمع الأمل، إلى إقامة رحلة عمرة خلال الأسبوع الجاري، بمشاركة عدد من المتعافين من الإدمان. بعد أن أكدوا انه «لا عودة إلى المخدرات». وذكر السعدون أنه «يجري حالياً التنسيق لإطلاق رحلة عمرة، بمشاركة متعافين، وسيتم خلالها إرشادهم إلى الطريق الصحيح، والبعد عن الضياع، وان المخدرات طريق الهلاك»، مضيفاً «تعمل عيادات العلاج من الإدمان في شكل طبيعي، والبرامج العلاجية مستمرة، إلا أن الضغوط عليها تخف، مقارنة مع شهور السنة الأخرى، فتكون هذه الفترة أكثر مرونة وسلاسة، لقلة المراجعين»، مؤكداً أن «برامج الأقسام كافة، سواء التنويم، أو الرعاية المستمرة، تسير بصورة طبيعية». وربط الاختصاصي النفسي أيمن العمير، بين قلة تردد المدمنين على مراكز العلاج، وروحانية شهر رمضان، للتعافي الدائم، مؤكداً على استغلال هذه الفترة في إقامة البرامج التأهيلية، موضحاً أن «عدم العودة إلى الإدمان أصعب من التخلص منه في بداياته، لذا يفترض تقديم برامج توعوية بصورة مكثفة خلال هذه الفترة، من خلال التنسيق مع جمعية تعافي الخيرية، المتخصصة في تقديم برامج للمتعافين، وجلب المدمنين لها لمساعدتهم، ليس بطرق علاجية، وإنما إرشادية من خلال التواصل مع المدمن بعد تلقيه العلاج، ولديهم برامج لمن يعانون من مشكلات أسرية أو فردية». وأبان العمير، أن «قلة المراجعين في العيادات، لا يعني انخفاض نسبة الإدمان، وإنما الابتعاد عنه، وعدم التردد على العيادات للعلاج، فلو راجعنا مجمع الأمل للصحة النفسية بعد شهر رمضان بفترة بسيطة، للاحظنا عودة المراجعين بنسبة عالية»، مؤكداً أن المسألة تتطلب «تكاتف الجهود واستغلال الفترة الحالية، حتى لا يكون التعافي موقتاً، أو يترك العلاج إلى حين انتهاء شهر رمضان». وكانت اختصاصية الطب النفسي في المجمع الدكتورة بسمة فيرا، أوضحت في وقت سابق، أن «المخدرات أصبحت في متناول أيدي العاطلين عن العمل والطلبة»، محذرة من «الامتداد الذي يستغله تجار المخدرات». وأوضحت أن «الإدمان منتشر بين الفئة العمرية من 18 إلى 25 سنة، ونسبة الوفاة بين المدمنين تصل إلى 12 في المئة، إذ ترتفع بسبب الأعراض الناجمة عن التعاطي، مثل تدمير الأعصاب والتخلف العقلي». وأردفت فيرا، أن «أبرز العوامل التي تؤدي إلى الإدمان، هي: الاستعداد الوراثي، وانعدام الجو الأسري، وغياب ثقافة الحوار، والحرمان العاطفي والظروف الاجتماعية، مثل الفقر والبطالة». وأضافت أن «فئة المراهقين تحاول الاندفاع في تجربة كل ما هو جديد»، مشيرة إلى أن هناك «10 ملايين مدمن في العالم العربي، 70 في المئة منهم من فئة الشباب، و40 في المئة ينتمون إلى أسر مفككة وتعاني مشكلات، و34 في المئة تعرفوا على المخدرات من طريق رفاق السوء، و22 في المئة بسبب مشكلات منوعة، و11 في المئة بسبب محاولة التقليد، وتسعة في المئة للإشباع الجنسي»، مبينة ان «40 في المئة من المدمنين يتعاطون المخدرات داخل المنزل».