صرح نائب وزير الخارجية الصيني تشنغ تسه قوانغ بأن بلاده «بذلت ما في وسعها لحل القضايا الخاصة بأزمة شبه الجزيرة الكورية»، مع بدء الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولته في 5 دول آسيوية سيُبلغ قادتها، وفق مستشاره للأمن القومي إتش آر مكماستر، أن «الوقت ينفد في شأن وضع حد لأزمة البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية». ويرجح أن تكون الصين المحطة الأكثر حساسية لترامب الذي سيطالب رئيسها شي جينبينغ ببذل مزيد من الجهد لكبح كوريا الشمالية، فيما يقول مسؤولون أميركيون بارزون إن «الصين تعتبر كوريا الشمالية ورقة استراتيجية وتتردد في قطع مواردها عن بيونغيانغ خشية أن يتسبب ذلك في موجة من اللاجئين». وعشية الزيارة، صادقت الولاياتالمتحدة رسمياً على عقوبات اتخذتها في حزيران (يونيو) الماضي لمنع وصول كوريا الشمالية الى النظام المالي الأميركي، وتستهدف خصوصاً مصرف داندونغ الصيني الذي تتهمه وزارة الخزانة الأميركية بأنه «قناة للنشاطات المالية غير الشرعية لبيونغيانغ، لا سيما لمصلحة برامجها الباليستية والنووية». كما أصدرت وزارة الخزانة الأميركية وثيقة تحذر فيها المؤسسات المالية من الأساليب التي يستخدمها نظام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون للتحايل على العقوبات الأميركية والدولية. وقال وزير الخارجية الصيني تشنغ في إفادة صحافية ببكين: «ستكون المسألة النووية الكورية الشمالية موضوعاً مهماً خلال المناقشات بين ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ»، مؤكداً أن بكين «تعارض بشدة أي صراع في شبه الجزيرة الكورية، وتعتقد بأن استخدام القوة ليس الطريقة الصحيحة لحل الأزمة». وأضاف أن «الصينوالولاياتالمتحدة لديهما مصلحة مشتركة في تحقيق السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية». ومع توقع أن يضغط ترامب على شي كي يقلل من صادرات النفط لكوريا الشمالية وواردات الفحم منها ويحد من التحويلات المالية بين البلدين، صرح مستشاره مكماستر بأن «الرئيس ترامب يُدرك أن الوقت ينفد منا للتعامل مع كوريا الشمالية، وسيطالب كل الدول بفعل المزيد، ويحض تلك التي لها أكبر تأثير على بيونغيانغ على إقناع قادتها بأن السعي وراء أسلحة نووية طريق مسدود، وأنه يجب أن تنزع السلاح النووي». واعتبر مكماستر أن ترامب الذي صادق على مجموعة متنوعة من العقوبات ضد كوريا الشمالية، وضغط على الصين لفعل المزيد، «ما زال في بداية مسعاه لدفع بيونغيانغ إلى التخلي عن الأسلحة النووية». وتابع: «أعتقد بأنه يجب أن نتحلى بقليل من الصبر لبضعة أشهر كي نرى ما نستطيع ان نفعله مع شركائنا وبينهم الصين. لا نرى أننا نحتاج إلى إعادة تقويم استراتيجيتنا الآن»، علماً أن ترامب كان هدد بتدمير كوريا الشمالية بالكامل. على صعيد آخر، أجرت قاذفتا «بي 1 بي لانسر» أميركيتان أسرع من الصوت تدريباً مشتركاً مع مقاتلات يابانية وكورية جنوبية وفق ما ذكرت القوات الجوية الأميركية. وأوضح الجيش الأميركي أن القاذفتين أقلعتا من قاعدة «اندرسون» الجوية في جزيرة غوام بالمحيط الهادئ، وتوجهتا إلى غرب اليابان حيث انضمت إليهما مقاتلات يابانية، ثم حلقتا فوق كوريا الجنوبية للانضمام الى مقاتلات الكورية الجنوبية في البحر الأصفر، قبل أن تعود المقاتلات كلها إلى قواعدها. وأشار إلى أن المناورة «كان مخططاً لها منذ فترة طويلة في إطار «الوجود المستمرّ للقاذفات في المحيط الهادئ، ولا تتعلق برد على أي أحداث تحصل في المنطقة». لكن المناورة جاءت بعد أقل من شهر على استعراض ليلي للقوة شاركت فيه مقاتلات تابعة لليابان وكوريا الجنوبية. وفيما اعتادت بيونغيانغ إدانة تحليق قاذفات «بي 1 بي» باعتباره «استعداداً لشن هجمات»، قالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية إن «الواقع يدل على أن الامبرياليين الأميركيين يفاقمون الوضع في شبه الجزيرة الكورية، ويسعون إلى إشعال حرب نووية».