دانت كوريا الشمالية اليوم (الجمعة) الولاياتالمتحدة لجلبها «أصولاً استراتيجية نووية هائلة» إلى شبه الجزيرة الكورية مع توجه مجموعة حاملة طائرات أميركية إلى المنطقة وسط مخاوف من إقدام الشمال على إجراء تجربة نووية سادسة. وأصدر الناطق باسم معهد نزع الأسلحة والسلام التابع إلى وزارة الخارجية في كوريا الشمالية بياناً ندد فيه بنقل الولاياتالمتحدة أصولاً نووية إلى المنطقة. ونقلت وكالة «الأنباء المركزية الكورية» عن البيان قوله «فَرَضَ هذا وضعاً خطراً قد يتسبب في اندلاع حرب نووية في أي لحظة في شبه الجزيرة وشكل تهديداً خطراً للسلام والأمن العالميين ناهيك عن السلام والأمن في شمال شرق آسيا». وندد البيان أيضاً بالضربة الصاروخية التي نفذتها الولاياتالمتحدة على سورية. وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول من أمس أن الولاياتالمتحدة مستعدة للتعامل مع الأزمة المتعلقة بكوريا الشمالية من دون الصين إذا اقتضت الضرورة، فيما تدرس إدارته تشديد العقوبات الاقتصادية التي قد تشمل حظراً نفطياً. وتزايد التوترات منذ أن أطلقت البحرية الأميركية 59 صاروخ «توماهوك» على قاعدة جوية سورية الأسبوع الماضي رداً على هجوم بغاز سام أوقع عشرات القتلى ما أثار مخاوف من خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال كوريا الشمالية التي أجرت تجارب صاروخية ونووية في تحد لعقوبات الأممالمتحدة. وحذرت الولاياتالمتحدة من أن سياسة «الصبر الاستراتيجي» التي انتهجتها مع بيونغيانغ انتهت. ويسافر نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى كوريا الجنوبية بعد غد ضمن جولة آسيوية تستغرق 10 أيام كان مخطط لها منذ فترة. ولا تزال كوريا الشمالية في حالة حرب مع كوريا الجنوبية من الناحية الفنية إذ انتهت الحرب التي دارت بينها بين 1950 و1953 بهدنة من دون توقيع معاهدة سلام. وأجرت بيونغيانغ تجارب صاروخية ونووية تزامناً مع أحداث سياسية كبرى وتهدد في كثير من الأحيان الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية واليابان. وتحتفل كوريا الشمالية غدا السبت ب«يوم الشمس» الذي يوافق الذكرى 105 لميلاد كيم إيل سونج مؤسس الدولة. ومن جهتها، دعت الصين، الحليف الرئيس الوحيد لبيونغيانغ والتي تعارض رغم ذلك برامجها للأسلحة، لإجراء محادثات من أجل التوصل لحل سلمي وإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي. وقال وزير خارجية الصين وانغ يي للصحافيين في بكين أمس إن «القوة العسكرية لا يمكن أن تحل المسألة» وأضاف «وسط التوترات سنجد أيضاً فرصة ما للعودة إلى المحادثات». ودعا الكرملين جميع الجهات المتنازع الى ضبط النفس، بحسب ما ذكر الناطق باسمه ديمتري بيسكوف، موضحاً أن موسكو «تفضل الطرق الديبلوماسية في حل كل الأزمات ومن بينها الأزمة في شبه الجزيرة الكورية وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وبيونغيانعغ في شأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية». وتابع في مؤتمر صحافي «ندعو كل الدول إلى ضبط النفس والامتناع عن أي أعمال قد تصل إلى حد الخطوات الاستفزازية».