يدخل النجم السوري نضال السيجري تجربة من نوع جديد، إذ ينتقل من أمام الكاميرا كممثل إلى خلفها، ليجلس على مقعد المخرج في الفيلم التلفزيوني «طعم الليمون» الذي أنهى تصويره قبل أيام في دمشق. «الحياة» تواجدت في موقع التصوير وحاورت عدداً من نجومه. البداية كانت مع مخرج العمل السيجري الذي يقول: «الفيلم عن فكرة للمخرج حاتم علي ومن تأليف رافي وهبي، وهو محاكاة لقصة حقيقية دارت عام 2009، عندما زارت الممثلة الأميركية أنجيلينا جولي دمشق كسفيرة للأمم المتحدة. واتخذنا الحارة الشعبية مكاناً للأحداث، ورصدنا منزلاً يضم عائلات لبنانية وفلسطينية وعراقية ونازحين وجولانيين وسوريين، وحاولنا الوصول إلى مجتمع مصغّر، لنرصد حالة هؤلاء بانتظار النجمة الأميركية، خلال ثلاثة أيام. وفي السياق ذاته، هناك خط آخر لطفلين وعلاقتهما بسكاكر بطعم الليمون يتركها الجد بعد وفاته، فنشاهد الأحلام والآمال التي تبنى على زيارة جولي. لكن، وبعد انتظار طويل تغادر النجمة من دون المرور في هذه الحارة، فتضيع كل الأحلام». ولا يخفي السيجري ما يحمله الفيلم من رسالة واضحة الى الولاياتالمتحدة، ويقول: «ما نود قوله هو إن الحلول والتدخلات التي تقدمها أميركا للمناطق العربية ليست إلا حلولاً وهمية وغير ملبية للطموح والآمال، ويجب علينا عدم انتظار أي شيء منهم». وعن تجربته كمخرج للمرة الأولى، يقول: «لا شك في أن الأمر مربك، فأنا معتاد أن أكون أمام الكاميرا، والآن بتّ خلفها، والفارق أنني في السابق كنت أتبنى شخصية وأقدمها، أما الآن فأتبنى عملاً كاملاً بكل شخصياته وأفكاره وطروحاته، من هنا فإن المسألة لها علاقة بمنبر جديد لتقديم وجهة نظر بطريقة جمالية تحترم عقل المشاهد وذهنه ومشاعره». المخرج الليث حجو الذي يقوم بدور التعاون الفني في «طعم الليمون»، يقول عن هذه التجربة: «بما أن العمل هو أول تجربة لنضال كمخرج، فقد يحتاج إلى بعض المساعدة على المستوى التقني، وهنا ينحصر دوري. أما الخيار الفني كمخرج فهو خيار نضال، من التمثيل الى النص وسواهما من الأمور الفنية». وعن تقويمه العمل ككل، يقول: «لا أستطيع أن أقوّم العمل، فأنا أصبحت جزءاً منه، والحكم يجب أن يكون للمشاهد». ويشير الممثل محمد حداقي الى أن السبب الرئيس لمشاركته في العمل وجود السيجري كمخرج، ويضيف: «على رغم أن مشاركتي محدودة، لكنني آثرت المشاركة لهذا السبب، وأتوقع أن تكون السوية الفنية للعمل جيدة، فنضال يملك الأفق والخبرة الفنية والمهنية ليقدم الجديد والمميز». وعن فكرة العمل، يقول: الفكرة «مسبوكة» في شكل جميل، ولكن طريقة التنفيذ هي الأهم، وأعتقد بأن الطريقة هي ملعب السجيري». ويتمنى الممثل جمال العلي التوفيق للسيجري في هذه التجربة، ويقول: «أتمنى أن تكون هذه البداية الأولى لولادة مخرج كبير، يقدم أعمالاً مهمة في الدراما السورية. وبالنسبة الى أجواء العمل، أعتقد أن التوليفة المقدمة تحمل إسقاطات على الوطن العربي، فنرى الفلسطيني واللبناني والعراقي والسوري، وهذه الشخصيات موجودة في الواقع. ثم ان فكرة العمل مميزة وجديدة وغير مطروقة، وتحمل طابع التفرد والجدة». ويضيف: «صحيح قد يرى بعضهم ان الفيلم يدور حول زيارة جولي فقط، لكنه أبعد من ذلك بكثير، إذ يحمل طروحات كبيرة ذات أبعاد سياسية وحياتية مهمة». ويفصح الممثل العراقي جواد جركجي بأن موافقته على المشاركة في العمل كانت قبل قراءة النص، ويقول: «اسم نضال السيجري يكفي لأن أوافق مباشرة، فهو يحمل الكثير من الصفات الفنية والإنسانية التي تجعل أي ممثل يحب العمل معه. وبعد قراءتي للنص وجدت أن مكاني موجود في العمل، من خلال الشخصية العراقية المكتوبة في شكل رائع. وبالنسبة الى العمل ككل، أعتقد أن هذه السهرة التلفزيونية تستطيع أن تلخص الكثير من معاناة الشعوب العربية». يذكر أن العمل صوّر بكاميرا hd عالية الدقة، وذلك لإمكان تحويل الفيلم إلى السينما، كما من المتوقع أن يستخدم فيه بعض الصور الوثائقية لزيارة جولي دمشق في 2009 في حال توافرت صور بدقة عالية، كما ذكر طاقم العمل. وهو من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، ومن بطولة أمل عرفة، عبدالرحمن أبو القاسم، حسن عويتي، جمال العلي، محمد حداقي، ايمان جابر، هشام غزال، خالد القيش، والعراقي جواد جكرجي، والأردنية نادرة عمران.