اعتبر خبراء في مجال إنتاج الدواجن، ضعف التسويق الذي تقوم به مزارع الدواجن لمنتجاتها، من أهم المشكلات التي تواجه صناعة الدواجن في المملكة، مشيرين إلى أن حصة الدواجن المستوردة تبلغ نحو 65 في المئة من حجم السوق، ما يسبب مشكلات للإنتاج المحليوقال هؤلاء في حديثهم ل«الحياة»: إن المزارع تعاني من نفوق الدواجن بمعدل كبير يصل إلى 15 في المئة، ما يؤثر في الإنتاج المحلي، وقدروا استهلاك الفرد في السعودية من الدواجن بنحو 40 كيلو غرام سنوياً، بسبب توجه أصحاب الدخل المحدود إلى استهلاك اللحوم البيضاء بعد الارتفاعات الكبيرة في أسعار اللحوم الحمراء.وأوضح عضو لجنة الدواجن بغرفة الرياض خالد بن نهار الرويس، أن شركات الدواجن المحلية ما زالت تعاني من ضعف تسويق منتجاتها، وذلك لعدم معرفتها بحاجات السوق، وكيفية عرض المنتجات والأسعار المناسبة للمستهلك، إضافة إلى قلة الدراسات المسحية للسوق في معظم الشركات السعودية المنتجة للدواجن، ما جعل الدواجن المستوردة تمتلك حصة كبيرة من الاستهلاك المحلي، مقارنة بالمنتج المحلي الذي يعاني من ارتفاع كلفة الإنتاج وارتفاع أسعار أعلاف الدواجن. وقدّر الرويس في حديثه ل«الحياة» حصة الدجاج المستورد في السوق المحلية بنحو 65 في المئة، ما يسبب مشكلات للإنتاج المحلي من ناحية انخفاض المبيعات، كما أن هناك زيادة في نفوق الدواجن، ما يؤثر في الإنتاج المحلي، ويبلغ متوسط نفوق الدواجن 15 في المئة، وفي بعض المزارع تصل نسبة النفوق إلى 40 في المئة. وأضاف الرويس أن «استهلاك السعودي من الدواجن سنوياً يبلغ 40 كيلو غراماً، واتجه أصحاب الدخل المحدود إلى استهلاك اللحوم البيضاء، بعد الارتفاعات في أسعار اللحوم الحمراء». وطالب الشركات السعودية المنتجة للدواجن بإيجاد طرق تسويقية لإقناع المستهلك بالإنتاج المحلي من الدواجن، وإيجاد مستودعات لتجميد الدواجن في المسلخ، وتفعيل دور جمعية منتجي الدواجن بشكل كبير، مشيراً إلى وجود شركتي دواجن في السعودية تقوم بعمل تسويقي فقط، ما يوضح ضعف تسويق منتجات شركات الدواجن. من جهته، أوضح نائب رئيس التسويق الغذائي في شركة «اراسكو» محمد الزهراني، أن مشاريع الدواجن تحتاج إلى دعم تسويقي، وفهم لسلوك المستهلك، ودعم تلك الشركات بالخبرات سواءً من الجمعيات التعاونية أو الغرف التجارية والخبراء المتخصصين في مشاريع الدواجن. وقدّر الزهراني استهلاك الفرد في السعودية بنحو 40 كيلو غرام سنوياً، مؤكداً أن ارتفاع نسبة النفوق في مزارع الدواجن تتطلب أن تكون الدواجن في أماكن مخصصة، وأن تكون المزارع حاصلة على شهادات الجودة العالمية، مع وجود تغذية سليمة للدواجن، ما يقلل من النفوق في المزارع. أما الخبير في مشاريع الدواجن عبدالهادي الدوسري، فقال إنه مع ظهور الأزمة المالية العالمية انخفضت أسعار المنتج الأجنبي من الدجاج المستورد في السوق المحلية إلى أقل من الكلفة الفعلية للمنتج الوطني، الأمر الذي أدى إلى إغراق السوق وتكدس المنتج الوطني في الثلاجات من دون بيع، ما اضطر الشركات المنتجة إلى بيع المنتج بأقل من الكلفة وبخسارة تبلغ 20 في المئة. وأكّد الدوسري أن هناك ضعفاً في مجال التسويق في شركات الدواجن، وقال إنه «لا توجد خطط مستقبلية حول حاجات السوق ونمط الاستهلاك في المملكة، ومن المهم أن تقوم شركات الدواجن المحلية بحملات إعلانية وترويجية لمنتجاتها على مدار العام، سواءً عبر الإعلام المقروء أو المرئي». ولفت إلى أنه «في الوقت الحالي تصل حصة المنتج المستورد من الدواجن في السوق المحلية إلى أكثر من 70 في المئة، مشيراً إلى أن بعض مزارع الدواجن المحلية تعاني من وجود الأمراض، ما يقلل إنتاجها في السوق المحلية». يذكر أن حجم استهلاك الأسواق السعودية من الدواجن بلغ العام الماضي 570 ألف طن، بقيمة تُقدر بنحو خمسة 5.7 بليون ريال، واستوردت السعودية 320 ألف طن من الدواجن من كل من فرنسا والبرازيل وأميركا والصين، ما يؤكد أهمية هذا القطاع للاقتصاد الوطني السعودي. وقدّم صندوق التنمية الزراعي لمشاريع الدواجن قروضاً بأكثر من ثلاثة بلايين ريال، شملت 1082 مشروعاً، كما قدم 291 مليون ريال أسهمت في دعم 22 مسلخاً للدواجن.