اتهم مواطنون ومتعاملون في أسواق الدواجن أصحاب المزارع برفع الأسعار بشكل مبالغ فيه بنسبة 40 في المائة في بعض الأحجام بداعي الارتفاعات المتواصلة في أسعار الأعلاف والتي أصبحت بمثابة معوقات تحول بينهم وبين تربية الدواجن. ووفقا لتقر نشرته "المدينة"، قال احد البائعين إن هناك ارتفاع في أسعار الدواجن المبردة يتراوح ما بين ريالين إلى ثلاثة ريالات، إضافة إلى قلة في المعروض بشكل محدود أحيانًا، مشيرًا إلى أنه في السابق كان الموزع يقدم للعرض 100 حبة تباع جميعها في نفس اليوم بينما الآن فقد انخفض المعروض إلى 40 حبة في اليوم الواحد. ويشير إلى أن هناك احتمالين لسبب هذا الارتفاع في الأسعار، إما يعود إلى قلة الإنتاج وكما يقول المنتجون بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف فعلًا كما حصل قبل ثلاث سنوات حين ارتفعت أسعار الأعلاف وارتفعت أسعار الدواجن معها بشكل مبالغ فيه وانخفض المعروض في السوق وثانيها أن مزارع الدواجن تواجه معوقات أخرى من نفوق أعداد كبيرة من الدواجن مع حرارة الطقس. وقال : «إن سعر حبة الدجاج المبردة حجم 1000 غرام يباع الآن بسعر 13 ريال بعد أن كان في السابق لا يتجاوز تسعة ريالات. من جانب آخر كشف رئيس الجمعية التعاونية لمنتجي الدواجن عبدالله قاضي أن ما يقارب 400 مزرعة دواجن متعثرة في جميع مناطق المملكة بسبب عدم قدرتها على المنافسة السعرية التي تلجأ إليها الشركات العالمية المنتجة للدواجن المستوردة خلال الخمس السنوات الماضية. وأشار قاضي إلى أن الدولة قامت بمساعدة الجمعية في محاربة قضية إغراق السوق بالدواجن المستوردة من خلال الدعم الحكومي لمادتي الذرة والصويا وهما الشريانان الأساسيان لإنتاج الدواجن. و أكد أن الدعم الحكومي وصل إلى 375 ريالًا لطن الصويا و 226 ريالا لطن الذرة، وقال إنه في السابق قد وصل الدعم الحكومي بعد الأزمة الاقتصادية في العام 2009 إلى 1260 ريالًا لطن الصويا و 1000 ريال لطن الذرة و ألمح إلى أن الجمعية تسعى إلى أن يصل الدعم الحكومي لهذين المادتين إلى الدعم الذي يلقاه الشعير. وذكر بأنه ليس هناك تعارض في ذلك ولكن لكل دولة الحق في حماية منتجاتها المحلية من الإغراق. وفي هذا الصدد قال إن أمانة مجلس التعاون لدول الخليج العربي تعمل حاليًا على رفع قضية ضد مسألة الإغراق ضد الدول المتسببة في إغراق الأسواق الخليجية من خلال منظمة التجارة العالمية. فيما يعتقد احد المستهلكين أن مزارع الدواجن تعاني من قلة المعروض لذلك تلجأ لزيادة السعر وهذا يؤثر على المستهلك وهي بالتالي تحقق ربح أكثر مع زيادة الطلب باقتراب شهر رمضان المبارك. فيما يرى إحدى مزارع الدواجن في جدة أن السبب الرئيس والعائق الكبير الذي تعانيه المزارع في المملكة هو ارتفاع أسعار الأعلاف الذي أثر سلبًا على الدواجن. وأضاف يقول: «كنا في السابق نشتري 500 كيس)من الأعلاف ب 14ألف ريال بينما يصل سعرها الآن إلى أكثر من 33 ألف ريال. وقال : «إن هناك سبب آخر لارتفاع الأسعار وهو أن بعض أصحاب المزارع قام بتخفيض الإنتاج خوفًا من ارتفاع التكاليف بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وكذلك افتقار بعض مزارع الدواجن المحلية إلى إنشاء مسالخ خاصة بها، مطالبًا بالسماح بإنشاء مسالخ خاصة لكل مزرعة بشروط المحافظة على حماية البيئة من بقايا المسلخ. وتحدث مصطفى بصراحة عن أن تكلفة حبة الدجاج كانت في السابق تتراوح بين 5.5 - 6 ريالات حتى تصل إلى محلات العرض والبيع بينما هي الآن أصبحت تكلف أكثر من ثمانية ريالات، مما يجعل هناك عبء أكبر على المستهلك النهائي فيصبح هو ضحية تكاليف الإنتاج. وعاد عبدالله قاضي إلى التأكيد على أن مواصفات الدواجن المستوردة من الخارج تعتبر متدنية، وأن الجمعية بصدد إعداد دراسة من أجل وضع مواصفات صحية وفنية للدواجن المستوردة والرفع بها إلى وزارة الزراعة وهيئة الغذاء والدواء حيث سوف تتضمن هذه الدراسة المواصفات التي يجب توفرها في الدواجن المستوردة مثل مدة الصلاحية ونسبة المياه في الدجاج بعد السلخ والعليقة ونوعية الإضافات المساعدة في التجهيز. وأشار إلى أن إنتاج الدواجن في المملكة يشكل مجالًا كبيرًا للاستثمار وهامشًا كبيرًا للربح حيث تعد المملكة الثانية على مستوى العالم في استهلاك اللحوم البيضاء بمعدل (43 كيلو جرامًا للفرد في السنة) بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأوضح أن دور الجميعة يكمن في انتشال هذه المزارع من التعثر إلى القيام بمهامها على أكمل وجه. وأكد قاضي إن الجمعية قامت بعدة مبادرات وتم الرفع بشأنها إلى وزير الزراعة والبنك الزراعي وتمت الموافقة عليها مبدئيًا من قبل البنك بقيمة تصل إلى 480 مليون ريال مجزأة على ثلاث مراحل حيث تشكل المرحلة الأولى إنشاء مختبرين مركزيين في منطقة عسيروجدة وكذلك إنشاء مستودعات تبريد في الرياضوجدة وكذلك إنشاء مسالخ مشتركة تكون تحت إدارة الجمعية، حيث تبلغ تكاليف المرحلة الأولى 120 مليون ريال.