اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرشحه لرئاسة البنك المركزي الأميركي، تاركاً بصمته على قيادة الاحتياط الفيديرالي، وسط تنامي ازدهار أكبر اقتصاد في العالم. وكان البيت الأبيض أبلغ حاكم المصرف جيروم باول أول من أمس، بأنه سيكون الشخص الذي اختاره ترامب خلفاً لجانيت يلين، وفق مصدر في الكونغرس ووسائل إعلام أميركية. وأوضح مصدر في الكونغرس لوكالة «فرانس برس»، أن قيادة الكونغرس «تلقت معلومات مسبقة» حول تعيين باول، وهو جمهوري (64 عاماً) يتفق مع آراء الإدارة الأميركية حول تخفيف القيود، لكن يُستبعد أن يرفع معدلات الفائدة بسرعة كبيرة، وهو ما يعارضه ترامب. وبتعيين باول يكون ترامب الرئيس الأول منذ نحو أربعين عاماً، لا يمدد مهمة رئيس الاحتياط المعيّن من الإدارة السابقة. وأكد ترامب أنه ينظر إلى يلين بتقدير كبير، مشيداً بعملها «الممتاز». ويختتم الإعلان عملية اختيار حظيت بتغطية إعلامية واسعة واستمرت أسابيع من الترقب، استخدم خلالها ترامب مواقع التواصل الاجتماعي والمقابلات التلفزيونية لشرح وجهة نظره. وقال للصحافيين: «ستعجبون كثيراً بهذا الشخص». وتتولى يلين رئاسة المؤسسة التي تقوم بمهمات البنك المركزي منذ عام 2014، وتنتهي ولايتها في وقت بدأ الاقتصاد مرحلة ما بعد الأزمة يبلغ ذروته، مع تراجع نسبة البطالة وتسجيل نمو قوي ونسبة تضخم منخفضة، وهي ظروف حققت لها إشادات في أوساط كثيرة. وعلى رغم مواجهة إدارته مشكلات منذ بدايتها عملياً، أشاد ترامب دائماً ب «النمو الاقتصادي السلس وانتعاش وول ستريت»، ما جعل إمكانات مسّ بالوضع القائم محفوفة بالأخطار. لكن ترامب يفتخر أيضاً بالتخلص من تركة إدارة الرئيس باراك أوباما السابقة. وقال لشبكة «فوكس نيوز» الشهر الماضي «أود ترك بصمتي الخاصة». وباول هو خبير مصرفي في الاستثمار، كاشفاً عن ثروة خاصة تتراوح بين 20 مليون دولار و55 مليوناً بعد نحو عشر سنوات من العمل في مجموعة «كارلايل غروب» للاستثمارات المالي. ورانغال كورازل وهو الحاكم الآخر في الاحتياط الفيديرالي المعين من ترامب، كان أيضاً شريكاً في «كارلايل». وقال إيان شبردسون من مجموعة «بانثيون ماكرو- إيكونوميكس» في إعلان للزبائن، «جيروم باول هو مرشح الاستمرارية، أقله في ما يتعلق بالسياسة النقدية في المدى القريب». وأضاف: «لن نغير توقعاتنا في شأن معدلات الفوائد، إذا كان باول هو المرشح». وتشمل الأسماء المطروحة أيضاً المستشار الاقتصادي الحالي غاري كون، وهو رئيس سابق لمجموعة «غولدمان ساكس». لكن ترامب ربما يكون حذراً إزاء خسارة كون، فيما يبدأ الجمهوريون مساع عالية الأخطار لتمرير اقتطاعات ضريبية كبيرة. وعلى لائحة ترامب أيضاً أحد الحكام السابقين للاحتياط الفيديرالي هو كيفن وارش، وهو من أنصار معدلات فائدة أعلى. ويمكن أن يحصل على بعض التأييد من المحافظين، وأستاذ الاقتصاد في جامعة ستانفورد جون تايلور المؤيد المعروف لقاعدة تحتسب معدلات الفائدة على أساس عوامل اقتصادية محددة. لكن المرشحين الاثنين يهددان بالتسبب بتداعيات سلبية في الأسواق، التي تخشى كثيراً معدلات فائدة أعلى. ورأى محللون أن باول خيار وسط للرئيس، الذي يريد التمايز عن عهد سلفه باراك اوباما، في وقت تفضل الاسواق الاستمرارية وكانت تميل الى يلين التي تميز عهدها بتدني التضخم ونمو اقتصادي ثابت.