أكدت الحكومة العراقية أن إدارة المعابر في إقليم كردستان مع إيرانوتركيا ستكون خاضعة للسلطة الاتحادية «حصراً»، وجددت مطالبة الأكراد بإلغاء نتائج الاستفتاء على الانفصال شرطاً لبدء الحوار. وساهم ضغط أميركي في توصل أربيل وبغداد إلى هدنة عسكرية والدخول في مفاوضات، وافق خلالها الأكراد على تسليم المعابر والسماح للقوات الاتحادية باستكمال انتشارها في المناطق المتنازع عليها على أن تشارك في إدارة بعض الوحدات الإدارية. وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي الليلة قبل الماضية إن «ما تروجه بعض وسائل الإعلام الكردية من أن إدارة المعابر الحدودية ستكون مشتركة غير صحيح، وهذا جزء من محاولة رد الإعتبار، بل ستكون المعابر تحت السلطة الاتحادية وهي من صلاحياتها وفقاً للدستور»، وأكد أن «تركزينا ينصب حالياً على استتباب الأمن في المناطق المتنازع عليها والسيطرة على الحدود، وقد انتشرت القوات الاتحادية في تلك المناطق»، وأضاف أن «الحكومة تسعى إلى الحوار مع الإقليم، لكن شرط إلغاء نتائج الاستفتاء وليس تجميدها فقط، ولا تفاوض إلا (بعد الاعتراف) بعراق موحد ذي سيادة، والعالم وقف وساندنا لمصلحة بقاء هذه الوحدة، وإجراءاتنا في هذا الشأن إنجاز كبير للعراقيين، للمرة لأولى من دون قتال»، وحضّ على «عدم السماح بسفك دماء العراقيين من دون مبرر، وأمرنا قواتنا بعدم التصادم مع الإقليم وحتى في الحالات التي نلجأ فيها لذلك نقلل التصادم والمواجهة مع الحسم لفرض القانون»، واتهم «بعض الفضائيات في الإقليم بالتحريض على قتل الجنود العراقيين وتفاخرت بذلك وهذا يعد جريمة حرب، نحن لا نريد لمواطنينا الأكراد أن يصابوا بالرعب، نريدهم جميعاً أن يشعروا بأمان». وتعهّد «صرف رواتب موظفي الإقليم وقوات البيشمركة قريباً». وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من تسلم الحكومة الاتحادية إدارة معبر «ابراهيم الخليل»، وهو المنفذ الوحيد مع تركيا وكان يديره الأكراد منذ عام 1992، وكذلك معبر «فيشخابور» عند المثلث العراقي - التركي - السوري، وتحمل هذه المنطقة أهمية بالغة إذ يعبر قربها خط نفط كركوك إلى ميناء جيهان التركي، وتحاول بغداد إصلاحه». وتقدر قيمة التبادل التجاري للمعبر بين 8 و 10 بلايين دولار. وأعلن الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم يالن، خلال مؤتمر صحافي أمس أن «إدارة المعابر مع شمال العراق أصبحت تحت سيطرة الحكومة العراقية، والجميع ينتظر من أربيل أن تعتبر الاستفتاء ملغياً، وأن تواصل طريقها على هذا الأساس، ولن نفرض حصاراً عليهم»، وأضاف «نحن نقَيّم طلباً تقدم به رئيس وزراء اقليم شمال العراق نيجيرفان بارزاني للقاء الرئيس رجب طيب اردوغان». إلى ذلك، نفت إدارة مطار السليمانية وصول أي فريق من الحكومة للبحث في استئناف الرحلات الدولية، وأعربت عن «أملها بالإسراع في تسيير الرحلات المتوقفة منذ أسابيع». وصوّت البرلمان الاتحادي، على «قرار تجريم رفع علم الكيان الصهيوني (العلم الإسرائيلي) في التجمعات الجماهيرية»، اثر قيام اكراد رفع أعلام إسرائيلية قبل وإثناء الاستفتاء تناغماً مع موقفها الداعم لإنشاء دولة كردية. وفي أول رد فعل على القرار قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناروت «أنتم تعلمون جيدًا جدًا أن لدينا علاقة جيدة للغاية مع إسرائيل، لكن في كل الأحوال فإن هذا شأن عراقي داخلي».