يخوض الجيش العراقي معركة على جبهتين، الأولى ضد القوات الكردية للسيطرة على المناطق المتنازع عليها، وقد تقدم في اتجاه معبر فيشخابور عند الحدود التركية. والثانية ضد «داعش» قرب الحدود مع سورية، وهي الأصعب على ما يقدر خبراء أميركيون (للمزيد). إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي من طهران حيث التقى مرشد الجمهورية علي خامنئي رفضه اقتراحاً كردياً لإلغاء نتائج الاستفتاء على الانفصال ووقف العمليات العسكرية وبدء المفاوضات بين بغداد وأربيل، وتلقى رفضه دعماً تركياًوإيرانياً، في حين عبر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون عن قلق الولاياتالمتحدة من استمرار القتال بين القوات العراقية والكردية. ودعا بغداد إلى «تطوير قدراتها الذاتية والتصدي للنفوذ الإيراني». وقال العبادي في بيان أمس، إن «جحافل البطولة والفداء تزحف للقضاء على آخر معقل للإرهاب في العراق لتحرير القائم وراوة والقرى والقصبات في غرب الأنبار وستعود كلها إلى أرض الوطن. ونكرر ما قلناه سابقاً إن معاركنا أصبحت أعراساً للانتصار، وهزيمة منكرة لداعش وليس أمام الدواعش غير الموت أو الاستسلام». وبعد ساعات على انطلاق المعركة أكدت قيادة العمليات المشتركة «تحرير دائرة البحوث الزراعية، شمال الطريق الاستراتيجي، ومحطة وقود، وقرية أم الوز ومنطقتي الحسينيات والنادرة وقاعدة سعد الجوية، ومنطقة الكعرة، وما زالت مستمرة بالتقدم». وأفاد «الحشد الشعبي» بأن قواته «سيطرت على الطريق بين عكاشات والقائم، إضافة إلى قاعدة سعد الجوية». وأكدت القوات العراقية أنها اقتربت من السيطرة على معبر فيشخابور الحدودي مع تركيا، في إطار عملية «فرض السيادة» على المناطق المتنازع عليها مع أربيل عقب مواجهات مع «البيشمركة». وجاء في بيان لإعلام «الحشد الشعبي» أن قواته و «وحدات الرد السريع سيطرت على قرية المحمودية وتقدمت باتجاه ناحية فيشخابور عند المثلث الحدودي السوري- العراقي- التركي، بعدما طردت عصابات مسعود بارزاني (رئيس الإقليم) من تلك القرية، وكذلك السيطرة على قرية الجزرونية التابعة لناحية زمار». وسبقت ذلك مواجهات وتبادل قصف بالهاونات بين «الحشد» و «البيشمركة» قرب قرية سحيلة، حيث يوجد حقل نفط. وأوضح البيان أن «التقدم يأتي ضمن عملية واسعة لاستعادة فيشخابور»، واتهم القوات الكردية ب «استخدام صواريخ حرارية وهاونات ألمانية الصنع ضد القوات الاتحادية المتقدمة». من جهة أخرى، رفض العبادي اقتراح حكومة إقليم كردستان «تجميد الاستفتاء»، ونشر على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي أمس، خلال زيارة إيران أن «إجراء الاستفتاء جاء في وقت نخوض فيه حرباً ضد داعش وبعد أن توحدنا لقتال الإرهاب، وحذرنا من إجرائه لكن من دون جدوى». وأضاف: «ما إجراءاتنا الدستورية في بسط السلطة الاتحادية إلا انتصاراً لجميع العراقيين». ولفت إلى أن «استراتيجية الحكومة، هي إخضاع هذه المناطق لسلطة الدولة، ونحن لا نقبل إلا إلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور». وتلقى موقف العبادي دعماً تركياً، إذ أعلن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أن «التجميد ليس كافياً». وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم: «أياً كان القرار الذي ستتخذه حكومة كردستان العراق، من البديهي أنه لن يؤدي إلى نتائج تتيح إصلاح الأضرار التي سببتها». ودعا تيلرسون العراق إلى تطوير قدراته و «الوقوف في وجه النفوذ الإيراني، مع اعترافه بأن البلدين يشتركان في حدود طويلة ومصالح اقتصادية مشروعة. وأضاف أن الولاياتالمتحدة ما زالت «قلقة للغاية إزاء القتال الذي اندلع بين قوات الأمن العراقية والبيشمركة الكردية. ونشعر بخيبة أمل لعجز الطرفين عن التوصل إلى حل سلمي». وأضاف أنه شجع العبادي على «قبول مبادرات أربيل لإجراء محادثات على أساس الدستور العراقي». كما دعا رئيس مجلس النواب بول رايان بغداد «إلى القبول بعرض حكومة الإقليم تجميد نتائج الاستفتاء، والدخول في مفاوضات لمعالجة مخاوف الأكراد، وحصتهم في الموازنة وعائدات النفط». وحذر من أن «الاشتباكات المستمرة وإراقة الدماء بين الجانبين تعيق الحرب على داعش، وتهدد العراق بالعودة إلى موجة جديدة من العنف الطائفي».