بدأ مسؤولون عسكريون عراقيون وأكراد اجتماعات أمس السبت للتفاوض حيال انسحاب قوات البشمركة من المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل ونشر قوات اتحادية، وفق ما أفاد المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي. وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمر مساء الجمعة ب"ايقاف حركة القوات العسكرية لمدة 24 ساعة" في المناطق المتنازع عليها "لمنع الصدام وإراقة الدماء بين أبناء الوطن الواحد". وأضاف إن هذه الخطوة ترمي إلى "إفساح المجال أمام فريق فني مشترك بين القوات الاتحادية وقوات الإقليم للعمل على الأرض لنشر القوات العراقية الاتحادية في جميع المناطق المتنازع عليها" والتي تشمل "فيشخابور والحدود الدولية". وقال الحديثي لوكالة فرانس برس إن "مهمة الفريق المشترك الأساسية هي تهيئة عملية انتشار القوات الاتحادية في المناطق الحدودية من دون اشتباكات". وأوضح أن "هناك لقاءات بين قادة القوات الاتحادية والبشمركة للقيام بإعادة الانتشار في هذه المناطق الحدودية بسلاسة وانسيابية". وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل منذ شهر حين نظم الإقليم استفتاء على الاستقلال جاءت نتيجته "نعم" بغالبية ساحقة. ودارت معارك عنيفة بالمدفعية الثقيلة الخميس بين المقاتلين الأكراد والقوات العراقية المتوجهة إلى معبر فيشخابور الحدودي مع تركيا، سعياً إلى تأمين خط الأنابيب النفطي الواصل إلى ميناء جيهان التركي. وأوضح الحديثي "نسعى لتجنب الصدامات وإراقة الدماء والأرواح، ومن هذا المنطلق قرر رئيس الوزراء إيقاف حركة القطاعات الاتحادية لاتاحة الفرصة أمام الفريق لتهيئة الأرضية لاستكمال إعادة الانتشار وبسط القوات الاتحادية صلاحياتها". وبحسب الحديثي، فإن الفريق الفني يتكون من قيادات عسكرية متخصصة في المساحة والحدود ويعمل على "ضمان انتشار القوات الاتحادية على حدود الخط الأزرق التي حددها الدستور ويفصل بين الإقليم والأراضي الاتحادية". والخط الأزرق للإقليم، يضم مدن السليمانية وحلبجة ودهوك وأربيل فقط، بينما توسعت السلطات الكردية منذ العام 2003 في كركوك ونينوى وديالى وصلاح الدين. وأكد الحديثي أن "هدف القوات العراقية إعادة الانتشار وصولاً إلى منطقة فيشخابور على الحدود العراقية التركية". وتقع فيشخابور على رأس مثلث حدودي بين الأراضي التركية والعراقية والسورية، وتعتبر استراتيجية خصوصاً للأكراد. وسيطرت قوات البشمركة على خط أنابيب النفط الممتد من محافظة كركوك مروراً بالموصل في محافظة نينوى الشمالية، في أعقاب الفوضى التي تبعت الهجوم الواسع لتنظيم داعش قبل ثلاث سنوات.