على بُعد خطوات من «ميدان التحرير»، الذي انطلقت منه شرارة ثورة 25 يناير المصرية، افتتح أخيراً معرضان للكتاب، أحدهما في بهو مبنى الجامعة الأميركية، والثاني في معهد غوته. وسادت المعرضين روح ثورة 25 يناير، سواء عبر عناوين كثير من الكتب التي ضمها المعرض الأول الذي أطلق عليه «معرض كتاب التحرير»، أو في منطلق المعرض الثاني الذي قام على فكرة عرض الكتب التي كان يفترض أن تُعرض في جناح ألمانيا في معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تسببت تلك الثورة في إلغائه، مع العلم أنه كان مقرراً افتتاحه يوم 29 كانون الثاني (يناير) الماضي. وخلال افتتاحه معرض الجامعة الأميركية في القاهرة أشاد وزير الثقافة المصري عماد أبو غازي، بفكرته معتبراً أنه «تجربة متميزة وجديدة وأتمنى تكرارها كثيراً، كما أنه يحمل أكثر من دلالة مهمة، لأنه أول معرض جاء بعد ثورة 25 يناير، كما أنه وقع في مكان مجاور لميدان التحرير الذي شهد معظم أحداث الثورة، وداخل صرح تعليمي له تاريخ مشرف ومعروف». وأعرب مدير قسم النشر في الجامعة الأميركية في القاهرة مارك لينز عن سعادته بافتتاح الوزير أبو غازي المعرض قائلاً إن حضوره «يمثل إضافة حقيقية للمناسبة». وحرصت فاطمة، ابنة الأديب الراحل نجيب محفوظ على حضور مراسم افتتاح هذا المعرض الذي اعتبرته «إضافة للثقافة المصرية»، كما وجهت الشكر إلى أبو غازي لافتتاحه المعرض وحرصه منذ اليوم الأول لتوليه منصبه على الاندماج مع المثقفين المصريين بمختلف انتماءاتهم. ومعروف أن قسم النشر في الجامعة الأميركية في القاهرة يمنح سنوياً جائزة لعمل روائي عربي تحمل اسم نجيب محفوظ الذي تتولى أيضاً نشر أعماله بمختلف اللغات. وحوى «معرض كتاب التحرير» الكثير من العناوين «المثيرة» مثل «كارت أحمر للرئيس» لعبدالحليم قنديل و «الفرعون الصغير» لمحمد الباز و «ليلة سقوط الرئيس» لسامي كمال الدين، و «بابا رئيس جمهورية» لمحمد زكي، و «جمهورية آل مبارك» لمحمد طعيمة و «سقوط عصابة التوريث» لحمادة أمام، وتتناول تجاوزات الرئيس السابق حسني مبارك وأركان حكمه، و «ثورة الغضب» لمراد ماهر، و «ثورة مصر ... 18 يوماً هزت العالم» لحسين عبدالواحد، و «ثورة السلاحف» لأحمد عبدالعليم، وتتناول أحداث ثورة 25 يناير. وشارك قسم النشر في الجامعة الأميركية في القاهرة في هذا المعرض بأكثر من 100 عنوان في مختلف المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية، إضافة إلى عدد من الإصدارات في الفن المعماري. ومن أبرز العناوين التي ضمها المعرض «شقة الحرية» لغازي القصيبي و «تاريخ يتمزق في جسد امرأة» لأدونيس، و «قضايا المرأة: الفكر والسياسة» لنوال السعداوي، و «هل نستحق الديموقراطية؟»، و «مصر على دكة الاحتياط» لعلاء الأسواني. وقالت مديرة الإعلام والعلاقات العامة في الجامعة الأميركية في القاهرة نبيلة عقل ل «الحياة» إن هذا المعرض يعد تحية للثورة ومحاولة لتعويض رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب والناشرين عن إلغاء دورته الثالثة والأربعين. وأضافت أن عدد دور النشر والمكتبات المشاركة فيه بلغ 100 دار ومكتبة، منها «الشروق» و «نهضة مصر»، ومكتبة «مدبولي»، ومكتبة «ديوان»، فضلاً عن جهات عدة تابعة لوزارة الثقافة المصرية منها «صندوق التنمية الثقافية». وعلى هامش المعرض حرصت «ساقية الصاوي» على عقد ندوات وأمسيات شعرية وموسيقية عدة، منها ندوة تحت عنوان «مصر الثقافية إلى أين؟»، شارك فيها جمال الغيطاني ومحمد سلماوي وجلال أمين وحمدي أبو جليل. وإضافة إلى الكتب أفسحت الجامعة الأميركية في القاهرة المجال لعرض مشغولات يدوية تقليدية أنتجها حرفيون من مختلف المحافظات المصرية. أما معرض معهد غوته الذي افتتحه سفير ألمانيا في القاهرة ميشائيل بوك أمس ويستمر يومين، فيضم، وفق مساعدة مدير المشاريع في المعهد عبير مجاهد، 400 إصدار باللغة الألمانية. وقالت مجاهد ل «الحياة»: «اعتدنا المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب بجناح مشترك مع إدارة معرض فرانكفورت والإذاعة الألمانية وبعد إلغاء الدورة الأخيرة لهذا المعرض فكرنا في إقامة معرض يتزامن مع المعرض المقام في الجامعة الأميركية حتى لا نحرم القارئ المصري من شراء الكتب الألمانية». وتضيف مجاهد أن عناوين الكتب التي ضمها المعرض تشمل مختلف الاتجاهات، فهناك كتب للأطفال وكتب عن المصريات وتعلم اللغة الألمانية، وهناك مجموعة خاصة بفن العمارة حيث تم اختيار العمارة الصديقة للبيئة لتكون الموضوع الرئيس للمعرض، إضافة إلى مجموعة كبيرة من كتب الأدب الناطق بالألمانية».