قالت وكالة السلامة النووية اليابانية امس الخميس ان استمرار ارتفاع مستويات الاشعاع في ماء البحر خارج محطة فوكوشيما النووية المعطوبة بشمال شرق اليابان ربما يعني ان الاشعاع يتسرب بشكل مستمر. وسئل هايدهيكو نيشياما نائب مدير عام الوكالة في مؤتمر صحفي هل هناك تلوث اشعاعي مستمر لماء البحر فأجاب قائلا "ذلك احتمال." واضاف ان الاجهزة المختصة والفنيين لا يعرفون الاماكن المحتملة للتسرب. وقالت الوكالة في وقت سابق ان مستويات اليود المشع التي رصدت في ماء البحر بالقرب من محطة فوكوشيما اليوم تزيد 4385 مرة عن الحد القانوني وهي أعلى مستويات سجلت منذ بدء الازمة التي احدثها زلزال مدمر وامواج تسونامي في 11 مارس. وقد تزايدت الضغوط على اليابان اليوم الخميس لتوسيع المنطقة التي أخليت من السكان حول المحطة النووية المتضررة التي ضربها الزلزال بينما قال مسؤولون إن الإشعاع ربما يتسرب بشكل مستمر إلى مياه البحر حيث زاد التلوث الان أكثر من أربعة آلاف مرة عن الحد القانوني. وفي أول بيانات رسمية عن تأثير الزلزال المدمر وأمواج المد العاتية (تسونامي) التي أحدثها وكانت وراء الأزمة النووية تراجعت الصناعة اليابانية إلى مستوى قياسي في مارس آذار بعد أن أغلقت المصانع وتعطلت الإمدادات العالمية. وقد تصل تكلفة الضرر الذي لحق باليابان ثالث أكبر اقتصاد في العالم بسبب الزلزال والتسونامي فقط إلى أكثر من 300 مليار دولار مما يجعل الكارثة ثالث أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في العالم. وذكر تقرير صادر عن بنك للاستثمار في وول ستريت إن مطالبات التعويض التي لها علاقة بالأزمة النووية قد تصل إلى أكثر من 130 مليار دولار. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ووكالة السلامة النووية اليابانية إن الحكومة يجب أن تبحث توسيع منطقة إجلاء السكان حول محطة فوكوشيما النووية المتضررة وهي منطقة يصل قطرها الان إلى 20 كيلومترا بعد رصد مستويات عالية من الإشعاع على بعد ضعف هذه المسافة عن المنشأة. ووبخ سياسيون من المعارضة رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان لتمسكه بمساحة الإجلاء الراهنة بعد قرابة ثلاثة أسابيع على الكارثة التي أسفرت عن أسوأ أزمة نووية في العالم منذ كارثة تشرنوبل عام 1986 . وأجلت السلطات أكثر من 70 ألف شخص من المنطقة المحيطة بالمحطة النووية وشجعت 136 ألفا آخرين يعيشون في منطقة قطرها عشرة كيلومترات بعد نطاق المنطقة المحظورة على الرحيل أو البقاء في منازلهم. وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الإشعاع في قرية ايتاتي الواقعة على بعد 40 كيلومترا من محطة فوكوشيما دايتشي النووية فاق الحد الذي يستوجب إجلاء السكان. وقال دينيس فلوري وهو نائب للمدير العام للوكالة "نصحنا (اليابان) بتقييم الوضع بحرص وأشاروا إلى أنه يخضع بالفعل للتقييم." لكن يوكيو ايدانو كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني لم يشر إلى توجه الحكومة اليابانية إلى توسيع منطقة الإجلاء. وقال في تصريح ردا على سؤال حول ما رصدته وكالة الطاقة الذرية في ايتاتي "ليس لدينا في الوقت الراهن سبب للاعتقاد أنه سيكون للإشعاع أثر على صحة الناس." وذكرت وكالة السلامة النووية اليابانية أن المستويات العالية للإشعاع في مياه البحر بالقرب من المجمع النووي قد تعني أن الإشعاع يتسرب بشكل مستمر. وسئل هايدهيكو نيشياما نائب مدير عام الوكالة اليابانية في مؤتمر صحفي هل هناك تلوث اشعاعي مستمر لمياه البحر فأجاب قائلا "ذلك احتمال." وأضاف أن الفنيين لا يعرفون مصدر التسرب. وزادت مستويات اليود المشع التي رصدت في مياه بالقرب من المجمع 4385 مرة عن الحد لقانوني في أعلى مستوى مسجل لها منذ بداية الأزمة. وفي دعم دبلوماسي لليابان يزور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي طوكيو اليوم ويجري محادثات مع رئيس وزراء اليابان. وتنامت مجددا المخاوف من الأزمة خارج اليابان بعدما رصدت سنغافورة مستويات إشعاع أعلى تسع مرات عن الحد في كرنب (ملفوف) مستورد من اليابان بينما تم رصد كمية "ضئيلة" من اليود المشع في عينات ألبان على الساحل الغربي للولايات المتحدة. وأعلنت الحكومة اليابانية أن تكلفة الأضرار التي سببها الزلزال والتسونامي قد تفوق 300 مليار دولار. وكان تكلفة أضرار زلزال كوبي عام 1995 قد بلغت مئة مليار دولار بينما وصلت تكلفة أضرار الإعصار كاترينا عام 2005 إلى 81 مليار دولار. وقال محلل في بنك اوف امريكا ميريل لينش في تقرير إن شركة طوكيو إلكتريك باور اليابانية للكهرباء (تيبكو) التي تشغل المحطة النووية قد تواجه مطالب تعويض تصل إلى 11 تريليون ين (133 مليار دولار) أي قرابة أربعة أمثال قيمة أسهم الشركة إذا ما امتدت الأزمة النووية وهي الأسوأ في اليابان لعامين. وذكر تحقيق أجرته رويترز أن اليابان وتيبكو قللا مرارا من المخاطر في المحطات النووية وتجاهلا تحذيرات من بينها دراسة حول التسونامي أعدت عام 2007 .