البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الثاني للجنة الوزارية السعودية- الفرنسية بشأن العُلا    وزير التجارة: منع الاستخدام التجاري لرموز وشعارات الدول والرموز والشعارات الدينية والطائفية    السيطرة على قريتين .. تقدم روسي شرق أوكرانيا    التواصل الحضاري ينظم ملتقى التسامح السنوي "    «الداخلية»: ضبط 20124 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    زوّار مهرجان وادي السلف يتخطون حاجز ال 117 ألف زائر    1.8 مليون طالب وطالبة في "تعليم الرياض" يعودون لمدارسهم..غداً    إجلاء أكثر من 250 ألف شخص وإلغاء الرحلات الجوية استعدادًا لإعصار "مان-يي" في الفلبين    ضيف الرأي: الفنانة التشكيلية مروة النجار    إطلاق مركز (Learning Hub) للتعامل مع التهديدات الصحية المعقدة    المربع الجديد استعرض مستقبل التطوير العمراني في معرض سيتي سكيب العالمي 2024    «سلمان للإغاثة» يوزّع 175 ألف ربطة خبز في شمال لبنان خلال أسبوع    مصرع 10 أطفال حديثي الولادة جراء حريق بمستشفى في الهند    يدعوان جميع البلدان لتعزيز خطط العمل الوطنية    استمرار تشكل السحب الممطرة على جازان وعسير والباحة ومكة    مهرجان صبيا.. عروض ترفيهية فريدة في "شتاء جازان"    سوق بيش الأسبوعي.. وجهة عشاق الأجواء الشعبية    اكتشاف مخلوق بحري بحجم ملعبي كرة سلة    وظائف للأذكياء فقط في إدارة ترمب !    تركيا.. طبيب «مزيف» يحول سيارة متنقلة ل«بوتوكس وفيلر» !    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    زيلينسكي يقول إن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب    ترامب ينشئ مجلسا وطنيا للطاقة ويعين دوغ بورغوم رئيسا له    إسبانيا تفوز على الدنمارك وتتأهل لدور الثمانية بدوري أمم أوروبا    "أخضر الشاطئية" يتغلب على ألمانيا في نيوم    نيوم: بدء تخطيط وتصميم أحياء «ذا لاين» في أوائل 2025    مركز عتود في الدرب يستعد لاستقبال زوار موسم جازان الشتوي    اختتام مزاد نادي الصقور السعودي 2024 بمبيعات قاربت 6 ملايين ريال    "الشؤون الإسلامية" تختتم مسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في غانا    "سدايا" تنشر ورقتين علميتين في المؤتمر العالمي (emnlp)    نجاح قياس الأوزان لجميع الملاكمين واكتمال الاستعدادات النهائية لانطلاق نزال "Latino Night" ..    لجنة وزارية سعودية - فرنسية تناقش منجزات العلا    الأمير محمد بن سلمان.. رؤية شاملة لبناء دولة حديثة    منتخب مصر يعلن إصابة لاعبه محمد شحاتة    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    ابن جفين: فخورون بما يقدمه اتحاد الفروسية    جدة تشهد أفراح آل قسقس وآل جلمود    بعثة الاخضر تصل الى جاكرتا استعداداً لمواجهة اندونيسيا    القوات الجوية السعودية تختتم مشاركتها في معرض البحرين الدولي للطيران    إحباط تهريب 380 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    خطيب المسجد النبوي : سنة الله في الخلق أنه لا يغير حال قوم إلا بسبب من أنفسهم    خطيب المسجد الحرام: من ملك لسانه فقد ملك أمرَه وأحكمَه وضبَطَه    ليس الدماغ فقط.. حتى البنكرياس يتذكر !    أمريكا.. اكتشاف حالات جديدة مصابة بعدوى الإشريكية القولونية    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    الخرائط الذهنية    باندورا وعلبة الأمل    في أي مرتبة أنتم؟    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنظيم دروسها العلمية بثلاث مُحافظات بالمنطقة    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    استعادة التنوع الأحيائي    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد دراج: خصخصة إعلامنا الحكومي ستعود بنا للوراء!
نشر في الحياة يوم 31 - 10 - 2017

{ خالد دراج اسم إعلامي قدير، ما إن يتبادر إلى ذهنك، إلا وتتذكر كفاحاً واستماتة وسعياً نحو طموح، والذي تبلور تحقيقه عبر تقلده مناصب صحافية عدة وتأسيس صحيفة رياضية، وإظهار أخرى للنور، يشدك بآرائه والتي تتبين حين تصلك استماعاً أو قراءة أنها خرجت من لدن خبير صحافي وإعلامي كان بحق أن يكون أيقونة الإعلام السعودية. يرى ضيفنا أن الكبار في صحافتنا كانوا كباراً في مرحلتهم ولهم كل التقدير والعرفان وسيحفظ التاريخ لهم ذلك. ولكن لم يعد الزمن بذلك الزمن ولا المناخ ولا الفكر الإعلامي بما كنا عليه قبل عقود من الزمن حتى لو عاد من غادر منهم لن يستطيع مجاراة المرحلة الحالية، ليس بسبب السن فقط، ولكن أيضاً لأن إعلام اليوم لم يعد إعلام الأمس طرحاً ولغة ومفردة وتقنية. وما كان ينشر بالأمس من أخبار واستطلاعات وتحقيقات سطحية لم يعد يقبل من قارئ اليوم الذي أصبح أكثر وعياً وإطلاعاً وأمام فضاء مفتوح ومنصات إعلامية داخل جيبه. ويضيف خوفي الحقيقي أن تستمر حال الأمس في إعلام اليوم من خلال الاختفاء خلف ماكياج التقنية والتمسح بها.
ما يُقارب 23 سنة قضيتها في صحيفة عكاظ وكانت بمثابة محطة مارست من خلالها جُل عملك ما الذي تحمله هذه المرحلة في ذاكرة خالد دراج؟
- عكاظ بالنسبة لي بيتي الأول الذي تعلمت منه منذ كنت طالباً في الثانوية بالطائف أراسل صفحة القرّاء «سوق عكاظ» حتى غادرتها مساعداً لرئيس التحرير. هي مرحلة التكون الشخصي والعملي ومرحلة العمل المضني الذي قضيت فيه زهرة الشباب قبل التفرغ عندما كنت طالباً في الجامعة وبعد أن احترفت العمل الصحافي وإلى أن تشرفت بالإسهام بجهد متواضع ضمن فريق عمل ضخم بصناعة «عكاظ» الجديدة التي بدأت ملامح تسيدها المشهد الصحافي في المملكة منذ عام 1406 تقريباً. عملت في مواقع متعددة بدأت في القسم الرياضي محرراً إلى أن وصلت مديراً للتحرير وأسست من خلالها صحيفة النادي التي تحولت لمجلة ثم لصحيفة يومية.
بعدها عملت مديراً للتحرير ومشرفاً عاماً للشؤون المحلية والاقتصادية والتنفيذية والسياسية ومديراً إقليمياً للمؤسسة (إدارة وتحرير وتسويق) في المناطق الجنوبية والوسطى والشرقية. إجمالاً كانت مرحلة جميلة واستثنائية، خصوصاً أنها كانت تمثل مرحلة الطفرة الصحافية الأكبر في تاريخ الصحافة السعودية والتي لا يمكن لها أن تتكرر، إذ كانت المنافسة شرسة جداً وتصل لمراحل كسر العظم بين الصحف الكبرى. سعدت بتلك الفترة في «عكاظ» وبكل تفاصيلها المبهجة والمزعجة. كنا ندفع ثمناً غالياً من الصحة والضغوط «والغبن»، وكنا نتجاوز كل العقبات والإحباط لأننا كنا نجد المتعة ونستلذذها في العمل الصحافي.
ولماذا لم تستمر؟
- لم أغادر «عكاظ» كما تردد من أجل عرض «صحيفة الرياض» المغري وقتها من الأستاذ تركي السديري – رحمه الله – إذ كنت لا أتخيل نفسي خارج عكاظ أبداً. ولم أغادرها لعدم ارتياح لبيئة العمل التي تدهورت كثيراً تجاه مجموعة من قيادات الصحيفة كنت أحدهم إذ كنا نتحمل ونتجاوز كثيراً. ولكن لأني وجدت في تلك الفترة أن لا مجال أبدً للبقاء بعد أن وصلت الأمور لمرحلة لا يمكن التعايش معها. والرياض صحيفة كبرى يعتز أي إعلامي بالانتساب لها.
ولكن لم نتوصل إلى طبيعة الخلاف؟ ومع من؟ هل تقصد رئيس التحرير وقتها د. هاشم عبده هاشم؟
- نعم واسمح لي بالتوقف إلى هنا!
ولكنك انطلقت بعدها وكانت الأبواب مشرعة أمامك لدخول نادي رؤساء التحرير؟
- الحمد لله لم أجلس في بيتي يوماً واحداً بلا عمل وهذا فضل من الله وبدعوات والدتي حفظها الله. ولا يمكن نسيان فضل عكاظ البيت الكبير الذي تعلمت فيه من الكثير من الزملاء ممن رأسوني ورأستهم.
كيف تصف تجربتك كرئيس تحرير صحيفة شمس؟
- صحيفة شمس كانت المحطة الأهم في مسيرتي الصحافية بلا شك لأني وضعت فيها خلاصة خبرتي طوال عملي الإعلامي وربما كانت تمثل مرحلة النضج الصحفي «أو هكذا أزعم». وتمكنا بفضل بيئة العمل النموذجية التي أشرف على تهيئتها رئيس مجلس الإدارة الأمير تركي بن خالد من تشكيل هوية صحافية جديدة في المملكة، خصوصاً في مرحلة التطوير الأخيرة التي تحولت فيها الصحيفة من حجم التابلويد إلى الحجم الطبيعي للصحف ووصلنا بها مع زملائي في جهاز التحرير والإدارة إلى مرحلة متقدمة بل ومنافسة في سوق التوزيع الصحافي والإعلاني. وكانت شمس في تلك الفترة من بين أبرز أربع صحف توزيعاً في المملكة. شاركنا كل هذا النجاح إدارة متمكنة بقيادة المدير العام الأستاذ خالد المسيند وفريق عمله المخلص. أعتز كثيراً بتلك المرحلة وبتمكني من إدراج «شمس» ضمن قائمة الصحف السعودية الرسمية وتمثيلها ضمن الوفود الإعلامية الرسمية للدولة وكذلك بإسهامي في إيقاف الرقابة المسبقة على الصحيفة قبل الطبع باعتماد وزير الإعلام وقتها د.عبدالعزيز خوجة. كنا نستبق الزمن بمشروعنا وشمس خلقت لهذه الفترة. ولكن!
وما سبب عدم استمرارك رئيساً لتحريرها؟
- قبل ذلك أود أن أشير إلى أن صحيفة شمس كانت ناجحة كفكرة من الناشر الأمير تركي بن خالد وكمنتج في السوق منذ انطلاقتها وخلال فترة إشراف الزملاء رؤساء التحرير الأستاذ بتال القوس والأستاذ خلف الحربي، وبلا شك ساعدنا ذلك الرصيد في إكمال المشوار. أما مغادرتي للصحيفة فكانت بسبب انتهاء فترتي التعاقدية التي امتدت لثلاث سنوات ولم يكتب التجديد بعد ذلك للظروف العامة التي استجدت في الشركة وتسلم المهمة الزميل الأستاذ مطلق البقمي لفترة وجيزة وهو مهني متمكن بذل جهداً موفقاً إلى أن توقفت الصحيفة وأغلقت الشركة ومازلت إلى اليوم حزيناً على توقف هذا المشروع الذي كان نواة فعلية لانقلاب كبير في مفهوم الصحافة السعودية الذي ساد طوال نصف قرن.
عُرض عليك منصب رئاسة تحرير صحيفة المدينة قبل فترة ونشرت أخبار حول ذلك وانتظر الوسط الإعلامي مباشرتك العمل ولكن انتهى الأمر فجأة .. ما الذي حدث؟
- بالمناسبة هذه أول مرة أتحدث فيها عن هذا الأمر. وكان هذا قبل أكثر من عامين، إذ تواصل معي مجلس إدارة مؤسسة المدينة الصحفية وعرضوا علي رئاسة تحرير الصحيفة واجتمعت بمجلس الإدارة بحضور رئيس المجلس د. ناصر الطيار ونائبه حيدر بن لادن وعدد من أعضاء المجلس وتحدثنا مطولاً.وبعد فترة تلقيت اتصالاً من رئيس مجلس الإدارة يفيد بموافقة المجلس على ترشيحي، وتوكلنا على الله ورفع مجلس الإدارة خطاباً بترشيحي بإجماع المجلس وتهيأت لترتيب أموري إلا أن مستجدات مفاجئة تمت خلال اجتماع لمجلس إدارة المؤسسة شهد خلافات شديدة لأسباب كثيرة لا علاقة لها برئاسة التحرير، وأدى ذلك إلى استقالة مجلس الإدارة وتشكيل مجلس جديد ومعها توقف المشروع باعتباري مرشح المجلس السابق. وهذه هي القصة.
كيف تُقوم تجربتك كعضو مجلس إدارة لهيئة الصحافيين في دورتها الثالثة؟
- على المستوى الشخصي كانت تجربة محبطة. على رغم تكامل أعضاء المجلس في تلك الدورة والاهتمام الكبير الذي وجدته الانتخابات من الداخل والخارج. وعلى رغم أنها محطة جيدة للإعلامي في سيرته الذاتية وفي موقع يفترض أن يكون موقعاً استثنائياً في مجلس إدارة هيئة الصحافيين السعوديين كونها تمثل إحدى مؤسسات المجتمع المدني التي كنا نحلم بها. ولكن لم نقدم ما يذكر في ذلك المجلس وفي ما كان قبله وما جاء بعده بكل أسف. وقد تقدمت باستقالتي لرئيس المجلس الأستاذ تركي السديري ورفض واضطررت للبقاء تقديراً له شخصياً ولدعمه الشخصي لترشيحي. الهيئة ولدت ميتة وستبقى كذلك على رغم كل محاولات الإنعاش القائمة.
هل تتوقع المشكلة في أعضائها من رؤساء التحرير؟ وهل لديك تصور للحلول؟
- وجود رؤساء التحرير في مجالس الإدارات لا يمثل مشكلة كمسميات ربما سلبيتهم تكمن فيهم كأشخاص وهناك حالات مشابهة في كثير من جمعيات الصحافيين في العالم فيها رؤساء تحرير فاعلون إلى جانب أنها انتخابات مفتوحة ومن حق أي صحافي أن يرشح نفسه. ولكن في رأيي أن أول الحلول يكمن في تعديلات شاملة للنظام الأساسي لهيئة الصحافيين والذي يتضمن الكثير من العوائق بخلاف أن البيئة والمناخ الحالي للصحافة لم يعدا يتواكبان مع لوائح النظام. ولعل أهمها آليات الانتخاب وضرورة اتباع نظام القوائم الانتخابية بدلاً من النظام الحالي الذي يعتمد على التكتلات التي تكرس مصالح الأفراد على حساب مصالح المهنة ومن يعملون تحت مظلتها.
كونك كاتباً وصحافياً، وتسلمت زمام أعمال قيادية في صُحف ورقية، ومن هذا المنظور، كيف ترى مستقبل الصحافة الورقية؟ لاسيما - إن علمنا- أن لك بحثاً أشرت فيه إلى بقاء الصحافة الورقية عشر سنوات مقبلة؟
- هذا البحث الذي تشير له كان قبل ثلاث سنوات وبالتالي أنت تتحدث عن سبع سنوات متبقية وأنا هنا عندما أشير إلى الصحف الورقية فأنا أعني منها الصحف الكبرى فقط التي يمكن لها أن تصمد أما صحف الوسط والمؤخرة من حيث التوزيع والمركز المالي فهي الآن في وضع الإنعاش ولك أن تعلم أن هناك صحفاً لم تسلم مرتبات موظفيها منذ خمسة أشهر! وهناك صحف عريقة تقلص جهازها التحريري إلى خمسة موظفين فقط!
فيما الصحف الكبرى هناك من بينها من يسلم المرتبات بعد مرور نصف شهر على موعدها. وبالتالي أتوقع بعد أن توقفت صحيفة الشرق عن الصدور أن يتوالى توقف عدد من الصحف إجبارياً بعد عدم القدرة على الصرف المالي وتحمل الخسائر.
كيف ترى حصة الإعلام السعودي من مجمل التغيرات الكبرى التي تشهدها بلادنا؟
- البلاد الآن تعيش مرحلة تحول تاريخي ونقلة شاملة في كل مفاصلها المجتمعية والتنظيمية والهيكلية والاقتصادية. وقيادة المملكة الآن ممثلة في رجل الرؤية وقائد التطوير ولي العهد تختصر الزمن وتحقق قفزات كبرى للوصول للهدف الأكبر والذي في رأيي سيتجاوز رؤية 2030 والمشهد الإعلامي حقيقة بحاجة إلى مشروع وطني ضخم ضمن استراتيجية إعلامية جديدة كلياً تشمل المستويين الحكومي والخاص. الخصخصة وحدها مشروع تجاوزه الزمن ولا تحقق شيئاً عندما تنحصر في بيع الحكومي للخاص. بل قد تعود بك إلى الوراء كثيراً. يجب أن تكون الآلة الإعلامية السعودية صناعة متطورة تواكب رؤية المملكة وتحولها التاريخي وما ستكون عليه خلال عقدين من الزمن. ومواكبة للتطور الإعلامي في العالم يجب أن تعود الاستثمارات الإعلامية السعودية المهاجرة للمملكة من فضائيات ومحطات وصحف وينطلق صوتها وبثها وطباعتها من الرياض في ظل انتهاء مبررات هجرتها وذلك ضمن حزمة من مشاريع صناعة إعلام سعودي قوي ومؤثر.
في تصورك كيف ترى دعم وزارة الإعلام للصحف الورقية، وبذل ما تستطيع لاستمرارها؟
- لابد من تدخل الوزارة العاجل والرفع للمقام السامي بحجم المشكلة وآثارها المستقبلية وجود الإعلام الورقي أمر مهم ولا يمكن تعويضه بالنسخ الإلكترونية من هذه الصحف. فالصحافة الورقية يجب أن تبقى كمظلة لإصدارات الإعلام الجديد إلى جانب توزيعها مجاناً كأحد الحلول البسيطة لإنعاش الجانب التسويقي إلى جانب الدعم الحكومي المجزئ والمشروط بضوابط صرف محددة.
هناك تحفظات تجاه كاتبي المقالات اليومية، وكونهم أصحاب كتابات ربما أغلبها لم ينضج ما تعليقك؟
- حقيقة مستوى وأداء كتاب الصحف السعودية اليوم وبشكل عام أراه أفضل من الماضي بكثير مع الأخذ في الاعتبار أن المتمكنين في كتابة المقالة الصحفية اليوم من مجموع مئات المقالات لا تتجاوز نسبتهم في رأيي نسبة 20 في المئة وأنا هنا أتحدث عن الجانب المهني البحت لكتابة المقالة الصحافية ولا أتحدث عن فكر وتوجه هذا الكاتب أو ذاك لأن الكاتب الصحافي المحترف يفرض نفسه مهما كان فكره وتوجهه. شخصياً أعتبر أن إحدى مشكلاتنا في الصحف السعودية تكمن في أن بعض رؤساء التحرير يجلبون معهم طواقم الكتاب الذين يوافقون توجهاتهم الفكرية والأيديولوجية ويقصون من سواهم لذلك نفتقد تنوع الطرح والرؤية وهذا من دون شك لا يخدم المصلحة العامة.
كيف ترى استمرارية نظام المؤسسات الصحافية؟ هل سينقرض؟
- نظام المؤسسات الصحافية نظام قديم مستنزف ومستهلك ولم يعد يواكب المؤسسات الصحافية التي مازال ملاكها تجاراً يتعاملون معها مثل شركات الإسمنت والبنوك والمقاولات. ومديرو المؤسسات ورؤساء التحرير في غالبيتهم للأسف موظفون لا يملكون إلا تنفيذ رغبات الملاك والحفاظ على مقاعدهم. أما الدور الحقيقي للمؤسسات الصحافية فلم يحدث. ولك أن تتخيل أن غالبية إن لم يكن جميع صحفنا لا يوجد فيها محرر متخصص مدرب ومؤهل في تخصصات الطب والنفط والأوراق المالية والجوانب الأمنية والعسكرية والبحثية والشرعية والقانونية وخلافها مؤسسات تضع المداخيل في جيوب المساهمين وقيادات المؤسسة فقط. ومع أول هزة مالية للصحف انكشفت الحال ولم تكن هناك حلول سوى المجازر الوظيفية لإقصاء نصف العاملين في الصحف كما تابعنا أخيراً.
الصحافة النسائية عندنا، كيف تُقومها؟
- أعطيت كل الفرص ويبدو لي أن هذا هو سقفها الأعلى. وهنا أتحدث عن إدارة العمل الصحافي. المرأة بشكل عام لم تسجل الحضور اللافت في معظم دول العالم كرئيسة تحرير وقد عايشنا فرصاً قيادية عدة لسيدات ولم يوفقن. أما على مستوى المحررات الصحفيات فلدينا مجموعة كبيرة مقتدرة ومتمكنة وعلى مستوى عال.
إلى جانب عدد من الكاتبات الصحافيات الكبار اللاتي يقدمن أعمدة صحفية مبهرة.
بشكل عام أرى المرأة السعودية تبدع بشكل عام في العمل الفردي أكثر من القيادي ولك على سبيل المثال لا الحصر في أستاذات الجامعات والباحثات والطبيبات والعالمات والديبلوماسيات داخل المملكة وخارجها الشاهد والدليل.
صورة السعودية بالخارج لم هي مشوهة؟
- هذا منذ زمن طويل ويعود لسببين الأول نتيجة حقد الكثير من بعض شعوب ودول العالم على المملكة واستكثارهم عليها ذلك الدور الكبير الذي تلعبه بحكم قيادتها للعالم الإسلامي ومكانتها على الساحة الدولية وبالتالي يلعبون أدواراً قذرة لتشويه سمعتها عبر أذرع إعلامية مأجورة أما السبب الثاني فيعود لضعف ورتابة أداء الإعلام الخارجي السعودي خلال سنوات طويلة. وإهمالنا لصناعة اللوبيهات ووقوفنا على خيوط اللعبة التي تتحكم في مفاصل المشهد الإعلامي في العالم.
مستشار إعلامي البعض يرى في هذا المسمى ضحكاً على الذقون ما ردك؟
- قد أكون مهيئاً للإجابة على سؤالك كوني مستشاراً إعلامياً مرخصاً مهنياً من وزارة الثقافة والإعلام ومن وزارة التجارة والاستثمار وللأسف هذا موجود بكثرة وكأن كل من يتقاعد من الإعلاميين يجب أن يكون مؤهلاً للعمل كمستشار وهذا غير صحيح. المستشار الإعلامي مهنة تحمل ترخيصاً رسمياً مثله مثل المستشار القانوني والهندسي. ولكن سوق العمل يختلط فيها الحابل بالنابل بكل أسف وفي كل مجال.
ملامح:
لم تكن ولادتي في حي الشرقية بالطائف هي كل ما يربطني بهذه المدينة لقد شهدت فيها كل طفولتي وصباي. كادت الدنيا تعصف بي لولا حضن والدتي التي شقيت وشقت لي طريق النجاح.
عمل والدي في التجارة ولكنه ترك لي إرث حب الصحافة والإعلام وكان رحمه الله قارئاً نهماً للصحف وخلف بعده أرشيفاً ثرياً. وكان مهتماً بالبحوث الشرعية وجمع لها الكثير من المراجع وكان مستمعاً ومتابعاً دقيقاً للإذاعات لندن - صوت العرب وغيرهما) وكنت مرسول شراء الصحف التي لم تكن تباع إلا في مكتبات محددة.
بدأت مسؤولياتي وأنا في السابعة من عمري أقف محل والدي في (البقالة)، كنت أبيع وأسجل المديونيات وأحصلها وبعد وفاته توليت تدريجياً مسؤولية أسرتي فكنت أدرس وأعمل في شركة تابعة لبلدية الطائف.
بداياتي الصحافية كانت مختلفة حيث بدأت وأنا طالب في ثانوية الطائف مراسلاً لمجلة تصدر من إيطاليا اسمها «الفن والرياضة والموضة» ويترأس تحريرها التونسي صلاح يوسف رحمه الله، وتعرضت بسببها لتحقيق في المدرسة من الوكيل الأستاذ الفاضل حميد الحارثي.
غادرت الطائف إلى جدة مرغماً للجامعة وكبرت مسؤوليتي الأسرية واضطررت للدراسة صباحاً في الجامعة والعمل ظهراً في الهاتف ومساء في صحيفة عكاظ. وكان يومي يبدأ من بعد الفجر إلى منتصف الليل وهذا ما سبب لي مشكلات ليلية مع حارس السكن الجامعي. مرات كنت أنام في الصحيفة وأتجه منها للجامعة صباحاً.
أول مردود مادي من الصحافة كان 50 ريالاً تمثل جائزة «مقال اليوم» وصلتني بالبريد وأنا طالب في الثانوية بالطائف بخطاب بتوقيع المرحوم بدر كريم بترشيح من أستاذي سعيد الصبحي مشرف صفحة نادي عكاظ.
في عكاظ بدأت مراسلاً من الطائف وأنا طالب بحدثين مهمين. كارثة سقوط قصر الأفراح على السيدات في حي شهار وتغطية وصول الأمير سلطان بن سلمان للطائف عائداً من رحلة الفضاء ديسكفري وكانت من الأحداث التي لا تنسى.
الصحافة الرياضية كانت محطة الانطلاقة والتأسيس قضيت فيها ربع عمري المهني وحققت فيها بحمد الله أعلى ما يمكن أن يصل له الصحافي الرياضي من مناصب.
الصحافة السياسية دخلتها خلال غزو الكويت وكنت مشرف فترة في تحرير ملحق الحدث بعكاظ.
تكرست الخبرة تباعاً عندما كنت رئيس تحرير مناوباً لفترة طويلة وتمكنت من حضور مؤتمرات عربية ودولية كثيرة دخلت من خلالها البيت الأبيض والإليزيه.
رسائل إلى:
وزير الثقافة والإعلام:
لا أعتقد أن هناك وقتاً أفضل من وقتنا هذا لصياغة استراتيجية إعلامية ضخمة للمملكة في الداخل والخارج مع الإشادة بما حصل من تطوير منذ مباشرتكم مسؤوليات الوزارة.
هاشم عبده هاشم:
العمر يمضي والتاريخ يرصد. بقدر كل نجاحاتك إلا أنك دوماً تنسب كل ذلك لك وحدك. ألا يستحق من شاركوك تلك النجاحات وحملوك على أكتافهم لمنصات التتويج أن تتواضع يوما وتذكرهم ولو لمرة؟
تركي آل الشيخ:
نتفق معك أن مرحلة الرياضة السعودية الآن تتطلب مثل هذا الحراك العاجل والمعالجات السريعة وقدمتم عملاً مميزاً خلال شهرين بلا شك. ولكن التأسيس للمستقبل يحتاج إلى دراسة شاملة للأنظمة واللوائح التي ينبغي لها أن تسود خلال الفترة المقبلة لاستكمال هذه الخطوات المميزة في تاريخ الرياضة السعودية.
وزير العدل:
لا يمكن للمواطن العادي غير المتابع لجهودكم أن يلمس أي تطور في أداء الوزارة طالما يظل ينتظر شهرين إلى ستة شهور بين الجلسة والثانية.. لا بد من حلول معالي الوزير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.