تدرج في العديد من المحطات الصحافية القيادية في اثنتين من أهم المؤسسات الإعلامية في السعودية، التى بدأت قبل 30 عاماً عندما ترأس القسم الرياضي في «عكاظ» بعد تنحي عادل عصام الدين وأمضى قرابة 7 سنوات في قيادة التحرير الرياضي، على رغم أنه لم يكن متفرغاً للعمل الصحافي، ثم استقال والتحق بعدها بصحيفة «المدينة» كرئيس للقسم الرياضي ولم يستمر طويلاً لأسباب تتعلق بعمله في قطاع «النفط» ليتلقى بعدها عرضاً جديداً للعمل كمدير تحرير متفرغ للشؤون الرياضية، وكان هذا أول منصب يتم استحداثه في تاريخ الصحافة المحلية، وأشرف حينها على ثلاث مطبوعات دفعة واحدة «الصفحات الرياضية في المدينة والملاعب الأسبوعية وملحق الهدف الرياضي»... صالح سعيد العمودي كشف في حواره ل «الحياة» عن أهداف صحيفة «النادي» في ثوبها الجديد، وأعلن عن جاهزية الأخيرة لمنافسة مثيلاتها من الصحف الرياضية المتخصصة، بل ورفع راية «التحدي» للمنافسة على بلوغ مناطق ومحافظات المملكة كافة لكسب «القراء» مشيراً إلى أن «النادي» ستكون لكل النوادي، كما أبان أن صحيفة «المدينة» كانت تغرق في بحر الاتحاد، وأن «النادي» ستكون على مسافة واحدة من الأندية السعودية كافة، كل ذلك وأكثر في الحوار الآتي، فإلى نصه: عينت أخيراً لرئاسة تحرير صحيفة النادي، التي على أعتاب مرحلة مفصلية ومهمة تتمثل في صدورها اليومي، كيف ستكون هويتها ورسالتها ورؤيتها وشعارها؟ - ليست مفصلية فحسب، بل نقلة تاريخية تقوم بها مؤسسة «عكاظ» في تحول صحيفة «النادي» من مطبوعة أسبوعية إلى إصدار يومي يعني من وجهة نظري قراراً استراتيجياً تفرضه تطلعات الإدارة العليا في هذا الصرح الشامخ، ويترتب على ذلك تكوين هوية خاصة بالمحتوى الرياضي والشبابي ل «النادي» تليق بمكانة وعراقة وريادة «عكاظ»، أما رسالتنا من خلال هذه المطبوعة فلن تبتعد كثيراً عن بقية مطبوعات مؤسسة عكاظ الأخرى، ونحن ننشد تقديم خدمة إعلامية راقية في عالم الصحافة الرياضية المتخصصة تسهم في خدمة الحركة الرياضية والشبابية في المملكة على أكمل وجه، وبالنسبة إلى رؤيتنا فهي «القمة والصدارة» وأن تكون «النادي» صحيفة الشباب الأولى، وأزعم أن شعارنا الذي نرفعه يلبي مطالب الساحة الرياضية السعودية، والنادي لكل النوادي. ما رأيك في الصحافة الالكترونية؟ - الإعلام الجديد السلطة الخامسة، ولاشك أن الصحافة الالكترونية ستُنهي السلطة الرابعة المتمثلة في الصحافة الورقية، والصحافة الالكترونية ستكون المتسيدة بعد خمس سنوات بمميزاتها وإيجابياتها وهامش طريقتها، ومن خلال القراءات والدراسات الأوروبية والأميركية فإن الصحف الورقية أيلة للسقوط في العالم كافة، وربما تتأخر في العالم العربي إلى عام 2018، وأطلعت على هذه القراءات في ورش عمل على هامش مؤتمر تحديات النشر الالكتروني للصحافة المطبوعة في دبي. هناك صحافيون بارزون انتقلوا من العمل في الصحافة الورقية إلى الالكترونية، كيف ترى هذه التنقلات؟ - أرى أنها ضربة أو خطوة استباقية من صحافيين فضلوا الانتقال من النمط التقليدي المتمثل في السلطة الرابعة الصحافة الورقية إلى السلطة الخامسة المتمثلة في الإعلام الجديد، فمعظم القراء سيتجهون في السنوات الخمس المقبلة إلى الإعلام الجديد إذ يجدون فيه فرصة للتعبير عن قدراتهم سيما وأن له مزايا عدة قوية للمتلقي والإعلامي في ما يسمى بالمستهلك الناشر وهذا لا تجده في النمط التقليدي المسيطر على الصحافة الورقية، وثمة صحافيين ما زالوا بين الصحافتين الورقية والالكترونية يمارسون العمل الصحافي بين هنا وهناك. وهل أنت بين هاتين السلطتين؟ - نعم بين هذه وتلك من خلال عملي مديراً لتحرير الشؤون الرياضية وكذلك السياسية ومديراً لتحرير النشر الالكتروني في صحيفة المدينة، ولكن كما ذكرت ستكون الصحافة الالكترونية هي المهيمنة على وسائل الإعلام المقروء، والصحافة الورقية آيلة للسقوط. هل سيشهد موقع «النادي» على الشبكة العنكبوتية تطوراً يتزامن مع الحلة الجديدة ورقياً؟ - اليوم نعيش عصر النشر الإلكتروني، وما لم نفكر بهذه الطريقة فسيسبقنا (جيل العنكبوتية) ويتجاوزنا سريعاً، ولهذا سيشهد موقع الصحيفة على شبكة الانترنت تطوراً كبيراً خلال المرحلة المقبلة، يليق بشكل ومضمون المطبوعة الورقية. لماذا تركت «المدينة» بعد زمن طويل، هناك من يصفها بالمغامرة هل تتفق معه؟ - تركت «المدينة» وأنا مدير تحرير، أي عشت القيادة الصحافية فترة طويلة وهي ليست غريبة عني، ولم يكن الانتقال إلى رئاسة تحرير «النادي» مغامرة، بل هي قناعة افرزها قرار مدروس وقبل هذا وذاك هي إرادة الله عز وجل، وكما يقول الشاعر «نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما لحب إلا للحبيب الأولِ». امتد عملك في صحيفة «المدينة» لأكثر من 20 عاماً وكان لرياضة «المدينة» حضور لافت ولا يزال، ستبدأون في «النادي» من حيث انتهيتم في «المدينة»؟ - لصحيفة «النادي» هوية مستقلة وسياسة نشر تتناسب مع توجهاتها وأجزم إنها ستختلف كثيراً عما كنا ننشره في الصفحات الرياضية في صحيفة «المدينة»، ولن نبدأ في «النادي» إلا من حيث ينبغي أن تكون البداية، أي إننا سنقدم صحافة متخصصة «رياضية شبابية» بكل ما تعنيه كلمة التخصص، وإن كان العامل المشترك هو التمسّك بمبدأ المنافسة الجادة مع بقية الصحف الرياضية المتخصصة. ترأستم تحرير مجلة «القمة»، لماذا أوقفت عن الصدور؟ - رئاستي لتحرير «القمة» كانت من أفضل مراحل مشواري الصحافي، ونجحت هذه المطبوعة بكل المقاييس على رغم أنها تصدر شهرياً واستمرت قرابة العامين، وبدأت تسجل ارتفاعاً ملحوظاً في أرقام المبيعات، ووقعنا عقوداً إعلانية سنوية، وعندها أراد المالك أن يتفرغ لها ويصدرها تحت مظلة صحيفة يومية يملكها هو أيضاً لخفض المصروفات وزيادة الإيرادات، وفعلاً تم حل فريق عمل المجلة وسلمنا المشروع بكامله لرفيق الجريدة اليومية ليتولى المهمة نيابة عنا، لكن حدث الذي كنا نتوقعه، فلم يستطع كادر الجريدة إصدار عدد واحد من مجلة القمة، وكانت النهاية لها ولم تصدر حتى اليوم.