دخلت القوات النظامية السورية والميليشيات الموالية لها اليوم (الإثنين)، إلى حي الحميدية، أكبر أحياء مدينة دير الزور لجهة المساحة، ضمن المعارك التي تخوضها لاستعادة الأحياء المتبقية تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وذكرت وسائل إعلام موالية للنظام السوري و«الإعلام الحربي المركزي»، أن «القوات سيطرت علي الملعب البلدي في دير الزور، وتتقدم حالياً في أحياء المطار القديم والحميدية والجبيلية». وأشارت مصادر إعلامية إلى أن قوات النظام دخلت الحميدية وسط اشتباكات عنيفة دارت عند مداخل الحي. ولم يعلّق «داعش» على ذلك، إلا أن إعلاناته تكررت في الساعات الماضية عن استهداف مواقع قوات النظام في كل من أحياء المدينة ومحيط مدينة الميادين. وكانت قوات النظام أطبقت الحصار على «داعش» في حيين على الضفة الغربية لنهر الفرات في مدينة دير الزور، إلى أن أعلنت السيطرة أول من أمس على حي الصناعة، وتبعها حيا العمال والعرفي. إلى ذلك، قالت «شبكة دير الزور24»، أن «قوات الأسد توغلت داخل الحميدية ووصلت إلى مدرسة خديجة الكبرى، بعد أن سيطرت على الشارع الرئيس الذي يضم الفرن الآلي ومؤسسة المياه، ومديرية الشؤون الاجتماعية والعمل». وأشارت إلى أن حي الحميدية يضم العدد الأكبر من السكان، وهو أول الأحياء التي خرجت عن سيطرة النظام السوري في حزيران (يونيو) 2013، بعد سيطرة فصائل «الجيش السوري الحر» عليه. وتتزامن عمليات قوات النظام في دير الزور مع تقدم أحرزته في الأيام الماضية جنوب المحافظة، وسيطرت من خلاله على الميادين، المعقل الرئيس للتنظيم في المحافظة. وفي السياق، هاجم تنظيم «داعش» مواقع «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) في حقل العمر النفطي الذي سيطرت عليه أخيراً في ريف مدينة دير الزور الشرقي. ونشرت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم اليوم، صوراً قالت إنها «أثناء الهجوم على مواقع حزب العمال الكردستاني في حقل العمر النفطي على الضفة الشرقية لنهر الفرات»، مشيرة إلى مقتل ستة عناصر ووقوع عشرات الجرحى. وذكرت جريدة «عنب بلدي» أنه بحسب خريطة السيطرة الميدانية، انطلق هجوم التنظيم من الجيب الخاضع لسيطرته على الضفة الشرقية للفرات، والمحاصر من قبل «قسد» من الجهات كافة. ولم تعلّق «قوات سورية الديموقراطية» على الخسائر التي أعلنها التنظيم. وكانت «قسد» اطلقت منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي، حملة عسكرية تحت مسمى «عاصفة الجزيرة»، للسيطرة على ما تبقى من أراضي الجزيرة السورية تحت سيطرة «داعش». وسيطرت «قسد» على مساحات واسعة في ريف دير الزور الشرقي بينها حقول نفطية استراتيجية، منها كونيكو وحقول الجفرة وحقل العمر، وتخوض حالياً مواجهات للسيطرة على حقل التنك القريب من مدينة البوكمال. وتتلقى «قسد» دعماً من التحالف الدولي، سواء لجهة العتاد العسكري أو التغطية الجوية التي ترافق العمليات العسكرية.