بعد سباق محموم بينها وبين القوات النظامية، أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» سيطرتها على «حقل العمر» النفطي في ريف دير الزور. ويُعتبر الحقل أكبر حقول النفط في سورية، وتُعطي السيطرة عليه الأكراد اليد العليا التحكم بموارد النفط في محافظة دير الزور. وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن هذا التقدم ل «سورية الديموقراطية» جرى بعد التقدم إلى «حقل العمر» من محاور عدة، بعدما سيطرت «سورية الديموقراطية» على «حقل الصيجان» الواقع إلى الشمال قبل ذلك بساعات. وسيطرت «سورية الديموقراطية» خلال الأسابيع الماضية على أكبر حقول الغاز في دير الزور وهي «كونيكو» و «العزبة». كما سيطرت على «حقل الجفرة» النفطي شرق دير الزور نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي (للمزيد). وجاء تقدم «سورية الديموقراطية»، التي تتشكل في غالبيتها من عناصر كردية، فيما تعاني القوات النظامية من صعوبة التقدم غرب دير الزور بسبب اشتداد مقاومة «داعش» ضدها ومنع تقدمها في الريفين الشرقي والغربي للمدينة بمقتل ثاني قائد عسكري كبير خلال 3 أيام. وأفاد «المرصد السوري» بأن القوات النظامية قررت إيفاد العميد سهيل الحسن الملقب ب «النمر» لتولي مسؤولية السيطرة على كامل المدينة، بعد مقتل القائد البارز في قوات «الحرس الجمهوري» في دير الزور العقيد وائل زيزفون، في مدينة حويجة الصكر، بعد يومين فقط من تعيينه محلّ العميد عصام زهر الدين، الذي قتل نهاية الأسبوع في حويجة صكر أيضاً. وعلم «المرصد» أن قوات النظام عينت رسمياً العميد غسان طرَّاف المنحدر من مدينة بانياس الساحلية، كخلف للعميد عصام زهر الدين كقائد للواء 104 في الحرس الجمهوري، المكلف بحماية مطار دير الزور العسكري. وأفاد «المرصد» بأن «سورية الديموقراطية»، تمكنت صباح أمس من تحقيق تقدم استراتيجي في الريف الشرقي لدير الزور ودخلت «حقل العمر» النفطي الواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات بالقرب من طريق دير الزور- الحسكة. وسيطر «الجيش السوري الحر» في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 على هذا الحقل الهام، ثم سقط تحت سيطرة «داعش» 2014. ومنذ أشهر، سعت القوات النظامية إلى استعادة السيطرة عليه في سباق مفتوح مع «سورية الديموقراطية». وأفاد «المرصد» بأن سيطرة «سورية الديموقراطية» على الحقل جاءت بعدما تمكن «داعش» من طرد القوات النظامية من محيط «حقل العمر» بعد تنفيذ هجوم معاكس، ما فتح الباب أمام «سورية الديموقراطية» لتنفيذ هجومها للسيطرة على الحقل، الذي كانت قوات النظام قد وصلت إلى أطرافه منذ أول من أمس. وقالت ليلوى العبدالله، الناطقة الرسمية باسم «حملة عاصفة الجزيرة» في بيان أمس، «نفذت قواتنا عملية عسكرية خاطفة واسعة النطاق استهدفت تمركز المرتزقة في حقول العمر النفطية... واستطاعت قواتنا بالنتيجة تحرير حقول العمر من المرتزقة وطردهم خارج الحقول من دون أضرار تُذكر». إلى ذلك، كشف «المرصد» معلومات وصفها ب «الموثوقة»، أفادت بأن «وساطات تجري من قبل وجهاء وأعيان العشائر من ريف دير الزور الشرقي، مع «داعش» لدفع التنظيم لتسليم «سورية الديموقراطية»، القرى والبلدات والمناطق المتبقية من منطقة خشام إلى بلدة هجين بمسافة نحو 110 كيلومترات من الضفاف الشرقية لنهر الفرات، إضافة إلى كامل المنطقة المتبقية في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي، الممتدة حتى ريف بلدة الصور. وأفاد «المرصد» نقلاً عن هذه المصادر بأن «داعش» يفضل تسليم «سورية الديموقراطية» المناطق الخاضعة لسيطرته على تركها تسقط في يد القوات النظامية وحلفاؤها. وتتجه القوات النظامية لشن عملية عسكرية للسيطرة على البوكمال والقرى المتبقية في ريفها والضفاف الغربية لنهر الفرات، وهى آخر معاقل التنظيم في تلك المنطقة الصحراوية.