أفادت مصادر متطابقة بأن القوات النظامية السورية وحلفاؤها تمكنت من استعادة السيطرة على قرية حويجة صكر في محافظة دير الزور شرق سورية. وذكر مصدر عسكري سوري لوكالة «سبوتنيك» الروسية أمس، أن «الجيش السوري وبالتعاون مع القوات الرديفة، ألحق بمجموعات داعش الإرهابية خسائر كبيرة بالأفراد والأسلحة والعتاد، شملت عربات مدرعة مفخخة وسيارات مزودة برشاشات ومدافع مختلفة»، موضحاً أن «وحدات الهندسة التابعة للجيش السوري باشرت على الفور عمليات تفكيك وإزالة الألغام والعبوات الناسفة، التي زرعها التنظيم الإرهابي بكثافة في الشوارع والطرقات والمفارق والساحات والأبنية». في موازاة ذلك، نقل مراسل موقع «روسيا اليوم» عن مصدر عسكري سوري قوله إن وحدات من القوات النظامية السورية تواصل مطاردة عناصر تنظيم «داعش» في المنطقة. وكانت وكالة الأنباء السورية «سانا» ذكرت في وقت سابق أن وحدات القوات النظامية كثّفت عملياتها على تجمعات ومحاور تحرك «داعش» في دير الزور. ووفقاً لمصدر عسكري، فإن هذه الوحدات واصلت عملياتها في مطاردة عناصر التنظيم في ريف دير الزور الشرقي «ودمرت آخر تجمّعاته وتحصيناته في محيط قرية الجفرة». وأشار المصدر إلى أن العمليات أسفرت عن «تأمين محيط مطار دير الزور في شكل كامل، والقضاء على العديد من إرهابيي تنظيم (داعش) وتدمير أسلحتهم». كما أكدت (سانا) أن القوات النظامية حققت إنجازاً جديداً تمثل في فرض السيطرة الكاملة على مدينة معدان، أحد أخطر مقرات «داعش» على الضفة الجنوبية لنهر الفرات بين محافظتي دير الزور والرقة. إلى ذلك، نجحت عملية «الفجر-3» التي تشنها القوات النظامية في فرض سيطرتها الكاملة على «المحطة الثانية» النفطية في ريف دير الزور الجنوبي بعد أن أوقعت قتلى وجرحى في صفوف التنظيم. وقال «مركز الإعلام الحربي» المقرّب من «حزب الله»، إن «المحطة الثانية» لها أهمية استراتيجية لموقعها المهم بالقرب من الحدود السورية- العراقية، باعتبارها منطلقا للجيش وحلفائه للتقدم باتجاه مدينة البوكمال في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، التي تعتبر آخر معاقل «داعش» المتبقية في سورية. وأضاف «الإعلام الحربي» أن الجيش السوري وحلفاءه كانوا قد أفشلوا جميع هجمات «داعش»، التي حاول من خلالها إعاقة وعرقلة تقدم القوات النظامية خلال عملية السيطرة على المحطة التي انطلقت من تدمر باتجاه حميمة مروراً بالمحطة الثالثة وصولاً إليها. يُشار إلى أن المحطة الثانية تعتبر أحد أهم مواقع «داعش» جنوب دير الزور، وقد تكبد مسلحو التنظيم خلال عملية سيطرة الجيش وحلفائه عليها خسائر فادحة، ما أجبرهم على الانسحاب منها، وفق «الإعلام الحربي». في موازاة ذلك، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قتالاً عنيفاً يدور بين قوات النظام وعناصر «داعش» على محاور في مدينة دير الزور. ورصد «المرصد» تمكن قوات النظام من تحقيق تقدم جديد في المنطقة، وإعادة تثبيت سيطرتها في كامل حويجة صكر، بعد خسارته مواقع ونقاط في المنطقة خلال الأيام الفائتة، نتيجة الهجمات المعاكسة والعنيفة والمباغتة التي كان ينفذها عناصر التنظيم. وتزامن هذا التقدم في حويجة صكر مع اشتباكات عنيفة بين طرفي القتال، لا تزال مستمرة على محاور التماس في بقية أحياء مدينة دير الزور. وعلم «المرصد» أن قوات النظام تمكنت من التقدم في نقاط ومواقع للتنظيم داخل أحياء مدينة دير الزور، كانت هي الأخرى قد خسرتها قوات النظام في الهجمات المضادة للتنظيم على محاور في مدينة دير الزور، التي لا يُحكم «داعش» سيطرتها عليها، باستثناء 7 في المئة تقريباً من مساحتها. «سورية الديموقراطية» على مشارف ثاني أكبر حقول النفط أفادت مصادر متطابقة في المعارضة بأن «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) تقترب من تخوم ثاني أكبر حقول النفط في سورية شرق دير الزور. وكانت «قسد» قد سبقت القوات النظامية في السيطرة على حقل نفط العمر، شرق دير الزور، أكبر حقول النفط في سورية. وقالت الناطقة باسم قوات «عاصفة الجزيرة» ليلوى العبدالله في تصريحات صحافية أمس، إن المعارك وصلت إلى محيط حقل التنك النفطي. وأفادت ليلوي العبدالله بأن المعركة للسيطرة على حقل التنك ستستمر خلال الساعات والأيام المقبلة. ويعتبر «حقل التنك»، ثاني أكبر حقول النفط في سورية، بعد «حقل العمر» الذي سيطرت عليه «قسد»، الأحد الماضي، ويقع في بادية الشعيطات. ولم يصدر تعليق من تنظيم «داعش» الذي يسيطر على حقل التنك، ويخوض معارك ضد «قسد» شرق دير الزور. وكانت شبكة «فرات بوست» الإخبارية القريبة من المعارضة ذكرت أن «داعش» سينسحب بموجب اتفاق مع «قسد» من حقل التنك بعد مفاوضات عشائرية بين الطرفين. وقالت مصادر محلية أخرى إن الاتفاق يتضمن تسليم مناطق سيطرة «داعش» إلى «مجلس دير الزور العسكري»، حتى منطقة هجين ومن الشحيل إلى ذيبان. في موازاة ذلك، قال ناشطون محليون إن «داعش» سينسحب بكامل عتاده وعوائل عناصره من المنطقة الواقعة بين مدينة البصيرة (32 كلم شرق دير الزور) حتى مدينة هجين (98 كلم شرق دير الزور) شرق نهر الفرات، إلى مدينة البوكمال غرب الفرات، وذلك بوساطة من وجهاء المنطقة. وأوضح ناشطون، أن وجهاء المنطقة اجتمعوا مع قيادات من «قسد» في حقل العمر النفطي منذ يومين، واتفقوا على انسحاب عناصر التنظيم من مدن وبلدات (البصيرة، الشحيل، ذيبان، الطيانة، درنج، الجرذي، سويدان جزيرة، غرانيج، أبو حردوب، الكشكية، أبو حمام، البحرة، هجين) لتدخلها «قسد» بعد يومين من الانسحاب وتجري عمليات التمشيط. وتعليقاً على ذلك، قالت العبدالله: «على العكس ليس هناك انسحاب لمرتزقة داعش، وهم يوجهون ضربات لقواتنا بسبب خسائرهم الفادحة». وأشارت إلى أن «الدليل على ذلك الهجومان المتتاليان لداعش الأربعاء والخميس الماضيين ضد القوات في المنطقة». كما نفى قائد «مجلس دير الزور العسكري» التابع ل «قسد» أحمد خبيل، وجود أي اتفاق أو مفاوضات مع تنظيم «داعش»، لافتاً إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة بين الطرفين، وقواتهم تتقدم باتجاه تلك المدن والبلدات. وضمت «قسد» مساحات واسعة في ريف دير الزور الشرقي خلال الفترة الماضية، إذ سيطرت على أكبر حقول الغاز «كونيكو» و «العزبة»، وتبعتها بسيطرة كاملة على حقول «الجفرة» الاستراتيجية. مقتل ثمانية مدنيين في قصف مدفعي قرب دمشق قتل ثمانية مدنيين سوريين أمس في قصف مدفعي للقوات النظامية، استهدف مدينتين في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وشاهد مراسل فرانس برس في أحد مستوصفات مدينة دوما مدنيين ينقلون الجرحى، وأحدهم يبكي بالقرب من أحد معارفه ويمسح يديه على وجهه، وطبيباً يعالج طفلة أصيبت في رجلها. ووثق «المرصد السوري» مقتل «ستة مدنيين بينهم طفل في قصف مدفعي لقوات النظام استهدف مدينة دوما، واثنين آخرين نتيجة قذيفة أطلقتها تلك قوات على مدينة سقبا» القريبة. وتشكل الغوطة الشرقية واحدة من أربع مناطق سورية تم التوصل فيها إلى اتفاق خفض توتر في أيار (مايو) في إطار محادثات آستانة، برعاية كل من روسيا وإيران وتركيا. وتحاصر قوات النظام منذ أربع سنوات الغوطة الشرقية، حيث يعيش حوالى 400 ألف شخص في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية. وساهم اتفاق «خفض التوتر» الذي بدأ سريانه في الغوطة الشرقية عملياً في تموز (يوليو)، في توقف المعارك والغارات العنيفة التي كانت تستهدف تلك المنطقة باستمرار موقعة خسائر بشرية كبرى. إلا أن ذلك لم يُترجم على صعيد تكثيف وتيرة إدخال المساعدات إليها، إذ يعاني أكثر من 1100 طفل في الغوطة الشرقية من سوء تغذية حاد، وفق منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف). وتوفي طفلان رضيعان السبت والأحد نتيجة إصابتهما بسوء التغذية الحاد أو مضاعفاته، بينهما سحر ضفدعة (34 يومياً) التي التقط مصور متعاون مع فرانس برس صوراً ومشاهد صادمة لها تصدرت وسائل الإعلام حول العالم عشية وفاتها قبل يومين. إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري» بتعرض مناطق في درعا البلد بمدينة درعا، جنوب سورية، لقصف متجدد من جانب قوات النظام. كما قُتل رجل من بلدة خراب الشحم، إثر مكمن لقوات النظام عند الأطراف الشمالية الغربية لبلدة عتمان بريف درعا. أما في محافظة القنيطرة، جنوباً، فأفاد «المرصد» بتعرض مناطق في بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة وبلدة اوفانيا، لقصف من جانب قوات النظام بقذائف الهاون، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية. كما هزت انفجارات الضواحي الجنوبيةالشرقية للعاصمة دمشق، ناجمة عن سقوط قذائف على مناطق فيها. ورصد «المرصد السوري» سقوط عدد من القذائف على أماكن في منطقة جرمانا وأطرافها، ما تسبب في أضرار مادية، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.