علمت «الحياة» أن الولاياتالمتحدة وعدداً من دول الاتحاد الأوربي وبريطانيا تجري اتصالات مع أطراف الأزمة السياسية الراهنة في اليمن، للتوصل إلى توافق و»حل وسط» في شأن الانتقال السلمي للسلطة. وذُكر ان الرئيس علي عبدالله صالح حاول مراراً «التخلص» من اللواء علي محسن الأحمر، كما قال مصدر عسكري قريب الى الأحمر لوكالة «فرانس برس» امس. وأكدت مصادر رغبة الدول الغربية في تجنيب اليمن الانزلاق إلى الفوضى والصراع الداخلي، من خلال تحقيق توافق بين ما يطرحه الرئيس وبين ما تشترطه أحزاب المعارضة عبر حوار يؤدي إلى صيغة تتفق عليها الأطراف لتهدئة التداعيات التي تثيرها الأزمة الراهنة. وكان الرئيس صالح عرض أمس على أحزاب المعارضة تشكيل حكومة جديدة من «احزاب اللقاء المشترك» تمارس صلاحياتها الدستورية كاملة على ان يبقى الرئيس في منصبه بصلاحياته الدستورية حتى تنجز الحكومة مشروع التعديلات الدستورية، وتُعد البلاد سياسياً واقتصادياً وأمنياً لإجراء انتخابات برلمانية على أساس تغيير نظام الحكم من رئاسي إلى برلماني، وتسلم فيه حكومة الغالبية المنتخبة مهامها فوراً، في حين لن يخوض الرئيس صالح أي انتخابات رئاسية مقبلة. وقالت مصادر أن وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال عبدالقادر هلال، نقل عرض الرئيس الى أطراف المعارضة التي بادرت الى رفضه قطعياً. وقال الناطق باسم أحزاب «اللقاء المشترك» محمد قحطان «أن العرض لم نقبله منذ ثلاث سنوات، كونه يريد التخلص من حكومة حزبه الحاكم وهذا لا يعني أننا في أحزاب المشترك سنقبل بموقع البديل». ووصف العرض بأنه «ضرب من الجنون الذي يسيطر على القصر كما انه غير مقبول لدينا حتى من حيث المبدأ ولا يمكن نقاشه». وأضاف قحطان أن أحزاب «المشترك» لا تزال عند موقفها تشترط رحيل الرئيس وأركان نظامه في المؤسسة العسكرية والأمنية «استناداً إلى مطالب الشعب اليمني المحتشد في جميع المحافظات». وتزيد هذه التطورات من تعقيدات الأزمة وتدفع بها الى خيارات مفتوحة على كل الاحتمالات في ضوء الاحتقانات المتبادلة بين أنصار المعارضة والحزب الحاكم واندفاع الجانبين إلى الشارع في فعاليات احتجاجية متبادلة، وفق حسابات تقوم على معطيات التطورات المستمرة لهذه الأزمة. واستمرت الاعتصامات والاحتجاجات المناوئة للنظام والتي بدأت قبل نحو ستة أسابيع. وشهدت المحافظات مسيرات احتجاجية تطالب برحيل الرئيس وإسقاط النظام وأعلنت اللجنة التنظيمية ل»الثورة الشعبية في اليمن»، اليوم الخميس مناسبة ليوم الشهيد من خلال تصعيد فعالياتها وتنظيم المسيرات والاحتجاجات السلمية لمطالبة بإسقاط النظام. وأعلنت في بيان رفضها لأي حوار بين السلطة والمعارضة يتعارض مع سقف مطالب حركة الاعتصامات بإسقاط النظام والرحيل الفوري للرئيس صالح من السلطة، وأكد البيان بأنها لن تعترف بأي اتفاق لا يحقق مطالبها.