أثارت الأحداث التي يمر بها اليمن هذه الأيام تساؤلات حول دور المعارضة في إدارة الدولة في وقت لم تطف فيه على السطح البدائل الممكنة إذا ما سقط نظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي يواجه احتجاجات واعتصامات تطالب برحيله، منذ فبراير الماضي. وبات غموض إدارة المرحلة المقبلة يمثل هاجسا لليمنيين خاصة مع مواصلة الرئيس صالح العلاج بعد المحاولة الأخيرة لاغتياله. وتتعدد المكونات السياسية المعارضة للنظام في اليمن، الا أن هناك نظرة من عدم الثقة لدى قطاع من الشباب في ساحات التغيير المطالب برحيل النظام، بشأن قدرة هذه المكونات على إدارة البلاد ويرون أنها قفزت فوق مشروعهم. ويعد تكتل أحزاب اللقاء المشترك، الذي يضم خمسة أحزاب سياسية كبيرة، أبرز التكوينات المعارضة إلى جانب حركة التمرد الحوثي والأحزاب المستقلة مثل رابطة أبناء اليمن والتجمع الوحدوي اليمني والحركة الديمقراطية للبناء والتغيير. ويقول محللون ونشطاء إن المعارضة اليمنية لم تتمكن من تقديم ما يمكن أن يكون محط إجماع للشارع اليمني. وهي تعاني انقسامات داخلية في ظل الأزمة الحالية التي يمر بها اليمن، ويبقى دورها مرهونا بحل خلافاتها التي تبرز بين الحين والآخر. ويتهم الشباب المرابطون في الساحات والمطالبون بإسقاط النظام في اليمن، المعارضة بالقفز على مشروعهم وتحويل ما يسمونها بالثورة إلى أزمة سياسية بين المعارضة والحزب الحاكم. ويتساءل الناشط الشبابي عاد نعمان «إذا كانت المعارضة ليست قادرة على صنع مخارج للأزمة الحالية، وليست قادرة على إدارة ساحات الاعتصامات، فكيف لها أن تدير أمور دولة بكاملها خلال مرحلة ما بعد الرئيس صالح». ويضيف «المعارضة اليمنية فقدت الثقة في تعاملاتها مع الشباب والشارع، خاصة أنها لم تتبن في يوم من الأيام مطالب وقضايا الشباب، ولكنها في سعي دائم للوصول إلى السلطة، الأمر الذي أدخلنا في دوامة جديدة لتحقيق المطالب الممكنة». ومع مغادرة صالح، أعلن المتحدث باسم اللقاء المشترك محمد قحطان دعم ائتلاف المعارضة لنقل السلطة إلى نائبه عبدربه منصور هادي، وتشكيل حكومة وطنية تشرع فورا في الإعداد لانتخابات رئاسية مبكرة. فيما دعت اللجنة التنظيمية لثورة الشباب بساحة التغيير بصنعاء كافة القوى الوطنية والأطياف السياسية إلى البدء بتشكيل مجلس رئاسي مؤقت يتولى تكليف حكومة كفاءات لإدارة المرحلة الانتقالية.