انتقدت الحكومة الإيرانية أوساطاً أصولية مبتهجة بفشل جولة المحادثات في فيينا الأسبوع الماضي بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، فيما هدد رئيس الأركان الجنرال حسن فيروز آبادي بمعاقبة وسائل إعلام مرتبطة بالقوات المسلحة، اتهمها بنشر «إشاعات واتهامات بلا أساس». وقال اسحق جهانكيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، إن «المسرورين بفشل (جولة المفاوضات) مخطئون، لأن الحكومة والوفد المفاوض الذي يُعتبر من الكوادر الأكثر كفاءة، عازمان بدعم من قائد الثورة (علي خامنئي) والشعب على إيصال هذا الملف إلى النتيجة المتوخاة» وإبرام اتفاق نهائي يطوي الملف النووي. وشدد على أن الحكومة «ستتابع المفاوضات مع حفاظها على الخطوط الحمر التي حددها قائد الثورة، ودفاعها عن المبادئ والحقوق النووية للبلاد وعدم الرضوخ لضغوط». وأكد أن الحكومة «عازمة على تسوية قضاياها مع العالم من موقف المنطق والحوار». في السياق ذاته، أعلنت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن بلادها «مصممة على مواصلة المحادثات النووية وإنجاحها» مع الدول الست. واعتبرت أن تصريحات في شأن محادثات فيينا كانت «متسرعة وغير دقيقة»، مذكّرة بأن المفاوضات «معقدة جداً» ولكنها «تطوي مسارها الطبيعي». وبرز موقف لافت لفيروز آبادي، إذ ذكّر بأن الرئيس حسن روحاني «خدم خلال النضال الثوري و35 سنة بعد الثورة، في قطاعات دفاعية وأمنية وسياسية حساسة»، مضيفاً: «يجب أن نكون فخورين وشاكرين لوجوده، وعلينا جميعاً أن نركّز جهودنا على دعم حكومة يمكنها أن تقود سفينة البلاد في ظروف حساسة». ونبّه إلى «معلومات بلا قيمة وتثير خلافاً، وأخرى إشاعات واتهامات بلا أساس»، مضيفاً: «حتى وسائل إعلام مرتبطة بالقوات المسلحة، في شكل أو آخر، ترتكب أخطاء ولا تتحرّك في إطار توجيهات القائد، وسنواجهها إذا لم تصحّح سلوكها». وذكّر بأن خامنئي «طلب دعم الحكومة وتجنّب نشر قصص وانتقادات محقّرة (قد) تثير توتراً في المجتمع». في غضون ذلك، أعلن الدفاع الجوي الإيراني أنه نفّذ مناورات استغرقت يوماً ضد الطائرات بلا طيار في منطقة الخليج، تخلّلها «اختبار منظومات رادارية وصاروخية ومدفعية وإلكترونية في مواجهة هجوم من طائرات معادية، واتخاذ تدابير تكتيكية ضد طائرات بلا طيار». إلى ذلك، لفت الأستاذ الجامعي الإصلاحي صادق زيباكلام إلى أن «إيران أعلنت علناً مراراً عزمها تدمير إسرائيل». وأضاف في خطاب أمام جامعة آزاد في مدين مشهد: «ما من دولة أخرى لديها برنامج نووي، أعلنت نيتها تدمير بلد». وسأل: «لا أعلم من كلّف إيران تدمير إسرائيل، هل أوكلت الأممالمتحدة إليها تلك المهمة؟». وانتقد «منع أي انتقاد للسياسة النووية التي انتهجها المحافظون» خلال عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، مستدركاً أن الأصوليين في عهد روحاني، «ينتقدون بسهولة سياستنا النووية ويدبّجون مقالات، وعقدوا مؤتمراً أخيراً» ضدها. ويشير بذلك إلى مؤتمر عنوانه «نحن قلقون» عقده أنصار لرجل الدين المتشدد محمد تقي مصباح يزدي، انتقد المفاوضات مع الدول الست واتفاق جنيف.