سخر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، من «حماقة» الغرب في سعيه خلال مفاوضاته مع طهران لتسوية ملفها النووي، إلى «تقييد» برنامجها الصاروخي. وحض «الحرس الثوري» على إنتاج صواريخ ب «كميات ضخمة»، وردم الهوة التكنولوجية مع «العدو». في موازاة ذلك، انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني «أكاذيب روّجتها قوى غربية» في شأن «نشاطات إيرانية نووية سرية»، قائلاً: «لم يكونوا مستعدين لمساعدتنا، لذلك اعتمدنا على انفسنا واستطاع علماؤنا صنع أجهزة طرد مركزي وبدأنا باختبارها، ثم زعموا انهم اكتشفوا ماذا صنعت إيران». (للمزيد) وأكد روحاني أن إيران لن تقبل أبداً «أبارتهايد علمياً ونووياً»، مضيفاً: «تقنيتنا وعلمنا النوويان ليسا مطروحين على طاولة (المفاوضات)، ولن نتراجع قيد أنملة عن حقوقنا المشروعة». وزاد: «ما يمكننا عرضه على العالم هو مزيد من الشفافية. نريد أن نقول للعالم إن أعداءنا يكذبون، واتخاذ خطوة إلى أمام في المجال السياسي». وجاءت تصريحات خامنئي وروحاني عشية جولة محادثات في فيينا بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، لبدء صوغ اتفاق نهائي يطوي هذا الملف. وزار خامنئي مركز قيادة القوة الفضائية ل «الحرس الثوري»، متفقداً «معرضاً لإنجازاتها» شمل طائرات بلا طيار ومنظومات صاروخية وباليستية ومضادة للدروع، ومنظومات دفاع جوي ورادارات ومراكز تحكّم لغرف القيادة. وكشف «الحرس» في المعرض «نسخة» من طائرة الاستطلاع الأميركية من طراز «آر كيو 170» التي كانت طهران أعلنت «اصطيادها» قبل سنتين، علماً أن قائد القوة الفضائية الجنرال علي حاجي زادة أبلغ خامنئي أن «القدرات الصاروخية الإيرانية باتت الأولى في المنطقة والسابعة في العالم». واعتبر أن المعرض «جزء بسيط من قدرات حرّاس الإسلام والبلاد، وإذا أخطأ العدو سنلقّنه دروساً لن ينساها». ووصف خامنئي المعرض بأنه «رائع ولا يُمحى من الذاكرة»، معتبراً أنه أثبت «قدرات الشعب الإيراني وطاقاته لخوض الميادين الصعبة، ويحمل رسالة مفادها بأننا قادرون». وعاتب مسؤولين بسبب «عدم اهتمامهم في شكل جدي برسالة القدرة والطاقات الذاتية»، مضيفاً: «طيلة السنوات الماضية وجدنا أننا ما ركّزنا جهودنا وكرسناها على شيء، إلا وحققنا النتائج المرجوة». وذكّر بأنه «كان وما زال من مؤيدي نهج المبادرة في السياسة الخارجية والحوار... لكن يجب الامتناع عن ربط حاجات البلاد وبعض المشكلات، مثل العقوبات، في المفاوضات النووية». وأضاف: «على المسؤولين تسوية مسألة العقوبات بوسائل أخرى». واتهم «جبهة الاستكبار» بمحاولة «دفع الشعب الإيراني للتراجع والركوع»، مؤكداً أنها «لن تحقّق هدفها أبداً». وأشار إلى «حماقة أن يتوقّع العدو تقييد البرنامج الصاروخي الإيراني، فيما يتابع تهديداته العسكرية لنا». وحض القوة الفضائية في «الحرس الثوري» على «متابعة نشاطها وبرامجها بدقة، وعدم الاقتناع بما حققته حتى الآن، وإنتاج (صواريخ) بكميات ضخمة»، وزاد: «هذا واجب أساسي على جميع القادة العسكريين، كما على مسؤولي الحكومة اعتبار هذه القضية من أولويات واجباتهم ومهماتهم». ودعا إلى «التخطيط لردم الهوة الفاصلة بيننا وبين العدو، والتقدّم عليه في الحالات التي تكون فاصلتنا قريبة منه».