انتقد رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف أمس، السياسة الخارجية «الخاطئة» التي تنتهجها حكومة الرئيس حسن روحاني، فيما اعتبر الأخير أن علاقات بلاده مع دول العالم هي «أفضل من أي وقت»، متعهداً «الانتصار على التطرف والمتطرفين». وقال قاليباف الذي نافس روحاني في انتخابات الرئاسة الصيف الماضي: «إذا كان الأميركيون يبتسمون ويلقون نكاتاً، فهذا لا يعني أنهم أصدقاء لنا. علينا التحرّر من افتراض أن السياسة الخارجية هي مفتاح لتسوية مشكلات البلاد. هذه سياسة خاطئة وضعها العدو لنا». واعتبر أن العلاقات بين إيرانوالولاياتالمتحدة مثل «علاقة حمل بذئب»، منبهاً إلى أن «مخطط العدو ما زال تفكيك دولتنا». ورأى أن «طاولة المفاوضات هي بمثابة ساحة معركة تخوضها الأمة والثورة». وذكّر بأن مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي «طالب المسؤولين بالامتناع عن تجاوز الخطوط الحمر»، معتبراً أن الملف النووي هو «الأكثر أهمية في السياسة الخارجية في تاريخ إيران». وجاء كلام قاليباف متناقضاً مع تصريحات لروحاني شددت على «النجاح والشموخ الذي حققته إيران في سياستها الخارجية»، معتبراً أن «علاقاتها مع العالم، لا سيّما دول الجوار، هي أفضل من أي وقت». ورأى روحاني أن «لا انتصار أكبر وافضل من الاتحاد والتضامن والتآخي والتعاون بين الشعب الإيراني»، لافتاً إلى أن «الاستقرار هو أهم مبدأ لتحقيق التنمية وتسوية مشكلات البلاد». وحذر من «سجال بين تيارات وسوء أخلاق وإشاعة كذب واتهامات»، وزاد: «سننتصر بعون الله وقوته، على التطرف والمتطرفين». على صعيد آخر، نظم حوالى 4 آلاف أصولي تظاهرة أمام مبنى وزارة الداخلية في طهران، مستهجنين أن ثمة «نساء لا يراعين الحجاب». وأفادت وكالة «فارس» للأنباء بأن قائد الشرطة في العاصمة حسين ساجدي نيا «حضر إلى مكان التظاهرة وناشد منظّميها إنهاءها»، فيما اعتبر محافظ العاصمة حسين هاشمي أن التظاهرة ليست قانونية، إذ إن منظميها لم ينالوا إذناً من الداخلية. في المقابل، نشرت إيرانيات على موقع «فايسبوك»، صورهنّ بلا حجاب في أماكن في بلادهنّ، بعضها أمام لوحات تحض النساء على «التزام الحجاب». في موازاة ذلك، تدرس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) بعد غد الأحد، اتفاق جنيف الذي أبرمته إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأعلن حميد بعيدي نجاد، نائب وزير الخارجية، أن جولة محادثات أجرتها إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) على مستوى الخبراء في نيويورك، كانت «مفيدة» قبل جولة على مستوى وزاري ستُعقد في فيينا الأسبوع المقبل. كذلك وصف ناطق باسم الاتحاد الأوروبي المحادثات بأنها «مفيدة»، فيما نقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسي غربي أن الجانبين حققا تقدّماً في شأن سيناريوات تسوية نزاع على مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل. ولفت إلى أن «المسألة الأكثر صعوبة أمام التوصل إلى اتفاق (نهائي)، هي تخصيب اليورانيوم والبحوث وتطوير أجهزة الطرد المركزي». وأعلن البيت الأبيض أن سوزان رايس، مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، أجرت في إسرائيل «مشاورات معمقة حول كل جوانب التحدي الذي تمثله إيران»، مشيراً إلى أن الجانبين «تعهدا متابعة التنسيق الذي يُعتبر سابقة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، بالتزامن مع المفاوضات» النووية مع طهران. ونقل عن رايس تأكيدها «التزام الولاياتالمتحدة منع إيران من امتلاك سلاح نووي». أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، فشدد على أن «افضل طريقة لمحاربة السلاح النووي الإيراني هي منع وجوده». وزاد أن «هدف المحادثات مع إيران يجب أن يكون منعها من الوصول إلى سلاح نووي».