عشية جولة محادثات في فيينا لبدء صوغ اتفاق نهائي يطوي ملف طهران النووي، سخر الرئيس الإيراني حسن روحاني من الحديث عن الطابع «السري» للبرنامج الذري لبلاده، مشدداً على رفضها أي «أبارتهايد» نووي. وتبدأ إيران والدول الست المعنية بملفها النووي (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في فيينا الأربعاء جولة محادثات أعلن عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، أنها ستركّز على «صوغ اتفاق نهائي بحيث يشمل كل الجوانب المتبقية من المفاوضات». وأشار إلى أن المفاوضات ستبدأ بعشاء عمل مساء غد بين وزيرَي الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأوروبية كاثرين آشتون، على أن تُجرى المحادثات من الأربعاء حتى الجمعة. واعتبر روحاني أن «ادعاء قيام إيران بنشاطات نووية سرية»، هو «كذبة مفضوحة»، مضيفاً: «لو اردنا القيام بنشاطات سرية، لم نكن لنطلب شراء أجهزة طرد مركزي من الأسواق الرسمية في الشرق والغرب». وتابع خلال كشف المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية عن 3 «إنجازات نووية للاستخدام المدني: «من لديه نيات في القيام بنشاطات سرية، لا يدخل في محادثات صريحة مع شركات غربية وشرقية، وحين رأينا أنها لم تلتزم تعهداتها، قررنا البدء بهذه النشاطات اعتماداً على طاقاتنا الذاتية». وزاد: «بعد انتصار الثورة (1979) أحجمت أميركا وألمانيا وفرنسا وآخرون عن الوفاء بتعهداتهم، إذ امتنعت أميركا عن تزويد مفاعل طهران بوقود نووي وألمانيا عن إكمال مشروع بناء محطة بوشهر النووية وفرنسا عن منح ايران حقها في كمية سداسي فلورايد اليورانيوم من مشروع مشترك معها. واضطُرت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية إلى الاعتماد على نفسها». وأكد روحاني أن إيران لن تقبل أبداً «أبارتهايد علمياً ونووياً»، مضيفاً: «تقنيتنا وعلمنا النوويان ليسا مطروحين على طاولة (المفاوضات)، ولن نتراجع قيد أنملة عن حقوقنا المشروعة». وزاد: «إذا أراد العالم علاقات جيدة مع إيران، عليه اختيار الاستسلام لحقوقها واحترامها والإشادة بعلمائها». وشدد على أن «الأمة الإيرانية لم تسعَ إطلاقاً إلى (امتلاك) أسلحة دمار شامل»، مضيفاً: «ما يمكننا عرضه على العالم هو مزيد من الشفافية. نريد أن نقول للعالم إن أعداءنا يكذبون». واستدرك الرئيس الإيراني: «إذا سعى أحدهم إلى التكنولوجيا ولم يقمْ بعمل قانوني وسياسي جيد، قد يطرح العدو عذراً خيالياً ليسبّب مشكلة له. إذا لم يكن لدى المرء علاقات عامة جيدة وليس قادراً على التواصل في شكل جيد، قد يقدم خبثاء على تضليل الرأي العام الدولي» ضده. إلى ذلك، أفاد تقرير أعدّته لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة تراقب التزام طهران عقوبات مجلس الأمن، ب «تراجع» محاولاتها لشراء «برامج ممنوعة» تستخدمها في برنامجها النووي. ورجّح التقرير أن يكون الأمر يعكس «مناخاً سياسياً جديداً» في إيران، أو تطويرها «أساليب لإخفاء مشترياتها»، مضيفاً أنها «أظهرت قدرة متزايدة على إنتاج سلع أساسية محلياً». في غضون ذلك، أعلن قائد سلاح البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري أن «خبراء يعكفون» على إنتاج بارجة تعمل بالطاقة الذرية، وحاملة طائرات اعتبرها من «التجهيزات العسكرية النادرة». إيران - باكستان على صعيد آخر، التقى روحاني رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الذي بدأ زيارة لطهران تستغرق يومين، يلتقي خلالها أيضاً المرشد علي خامنئي، وستشهد إبرام اتفاقات تعاون. شريف التقى إسحق جهانكيري، النائب الأول للرئيس الإيراني الذي أعلن أن بلاده «تدعم أمن باكستان وتقدّمها واستقرارها»، ووصفها بأنها «بلد صديق وجار». وشدد على «أهمية تطوير العلاقات» بين البلدين، ورفع التبادل التجاري بينهما إلى 5 بلايين دولار سنوياً. واستدرك أن «القضايا المالية والمصرفية» تشكّل «إحدى العراقيل في التجارة بين البلدين»، وزاد: «نتوقع من المصرف المركزي الباكستاني العمل عبر التعاون مع نظيره الإيراني والمصارف التجارية الإيرانية، للتغلّب على العراقيل». كما حض شريف على «إزالة القيود على شركات إيرانية ناشطة في باكستان»، معتبراً أن «خط أنبوب نقل الغاز الإيراني إلى شبه القارة الهندية، رمز للتعاون بين البلدين، ونتوقّع من باكستان الإيفاء بتعهداتها والاتفاقات المبرمة في هذا الصدد». ونسبت وسائل إعلام إيرانية إلى شريف وصفه العلاقات بين طهران وإسلام آباد بأنها «تاريخية ثقافية وعريقة»، معتبراً أن تطوير العلاقات الشاملة بين البلدين يشكّل «أولوية في السياسة الخارجية» الباكستانية. ولفت إلى أن العقوبات الغربية على طهران أحدثت «مشكلات في التعاملات التجارية والمبادلات المالية» مع إسلام آباد، مستدركاً: «نحن عازمون على معالجتها سريعاً». وشدد على «أهمية» مشروع خط أنبوب نقل الغاز الإيراني، مشيراً إلى أن بلاده «قدّمت اقتراحاً جديداً» في هذا الصدد. وتابع: «لإيرانوباكستان حدود مشتركة وطويلة، يجب أن تكون آمنة وهادئة، وهذه فرصة جيدة لإنشاء سوق حدودية مشتركة». من جهة أخرى، حذّر طبيب الزعيم المعارض مير حسين موسوي الخاضع لإقامة جبرية منذ شباط (فبراير) 2011، السلطات من «عرقلة علاجه الطبي»، علماً أن الأخير يعاني مشكلات في قلبه. وأضاف الطبيب: «العلاج لمشكلات موسوي واضح ويمكن إنجازه بسهولة شديدة». واستدرك أن «ثمة إهمالاً في علاجه»، لافتاً إلى أن السلطات لا ترغب في إدخاله مستشفى. إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن السلطات أوقفت الصحافي الإصلاحي سراج الدين ميردامادي، لاتهامه بالتآمر ضد النظام. وذكر محامي ميردامادي أن موكله كان اتُهم هذه السنة بإشاعة أكاذيب ضد الحكومة، لكنه أُطلق بكفالة.