طالبت عضو مجلس إدارة غرفة التجارة في جدة عائشة عباس نتو، بتحويل العمل التطوعي إلى مؤسسي تنظيمي حتى لا يستغله ضعاف النفوس. وأشارت في ندوة نسائية، أقيمت تحت عنوان «ثقافة العمل التطوعي النسائي»، إلى تجارب عدد من رائدات العمل التطوعي النسائي على مستوى المملكة واللائي امتدت تجربتهن لأكثر من ربع قرن. وأضافت «نتو» أن المسؤولية الاجتماعية تجعلنا نعمل ضمن رؤية اجتماعية، وأن المجتمع ليس فرداً فقط، وإنما نحن جميعاً نمثل رؤية اجتماعية متكاملة، وطالبت «نتو» بدعم المجتمع لهن، واستشهدت بتجارب سابقة في العمل التطوعي، منها تجربة سيول جدة وكيف استجاب المجتمع لنداء الواجب التطوعي، وقالت: «إن العمل التطوعي ليس مفهوماً حديثاً وإنما الجديد عليه هو المؤسسي، فلكل مدينة من المملكة تجارب مهمة في العمل التطوعي، قد تكون تجارب مفيدة لبناء مجتمع مترابط، ومن هذه التجارب التي ذكرتها «نتو» تجربة التسويق في بيت النفاس، عندما يضعن الحرفيات والمنتجات ضمن الحي منتجاتهن في بيت الوالدة، وهي تقوم تطوعاً بالتسويق لهن من على فراشها وعرض المنتجات على من يزورها، وبهذا تكون تجربة ناجحة وعملاً تطوعياً بسيطاً ومهماً يرتكز على الجانب الروحي والترابط الاجتماعي». وأضافت نتو: «إن العمل التطوعي ليس له مذهب أو لون، وإنما هو مساندة إنسانية واجتماعية يقدمها المتطوع من دون ثمن أو إكراه، وما يصادفه من عوائق يمكن التغلب عليه بقليل من الصبر والمثابرة، وأكبر هذه المعوقات هي تطويع العمل التطوعي لخدمة فكر معين». أما مديرة مركز غراس «فوزية عباس هاني» فاعتبرت أن المشاركة الاجتماعية الجماعية أبرز العوامل المؤدية إلى نجاح العمل التطوعي وتحقيقه لأهدافه، وركزت على جانب الإرشاد الأسري والاجتماعي، وعلى ضرورة توفير خط ساخن في كل محافظة لمساعدة الناس على احتواء المشكلات الأسرية التي تهدد استقرارهم النفسي، وقالت: «إن مهمة الخط الساخن تقديم استشارات نفسية وأسرية يقوم عليها اختصاصيون متطوعون يستقطعون من أوقاتهم دقائق للعمل التطوعي وتقديم الاستشارات للناس بحسب المشكلة، والمساعدة على إيجاد حلول في سرية تامة بين المستشار والمريض، أو من يعاني من مشكلة. بدورها أشارت مقررة المنبر الثقافي بالنادي الأدبي بجازان خديجة ناجع، إلى أن فكرة إقامة ندوات من هذا النوع على المنبر الثقافي والخروج عن المشهد الثقافي المعتاد، مثال القصة والشعر، والتركيز على تناول الشأن الاجتماعي، يعد أحد متطلبات المجتمع حتى لا تكون الأندية الأدبية محصورة في إطار ثقافي محدود. من جهتها أبدت عضوة جمعية الجنوب النسائية نورة أبو عبسان تعجبها من معارضة بعض الأزواج لفكرة انخراط زوجاتهم في العمل التطوعي، أو مجرد المشاركة بعمل بسيط لا يتعارض مع التزاماتهن الأسرية، حتى ولو كان يوماً واحداً في الشهر لزيارة الأيتام أو السجينات أو استقطاع مبلغ بسيط لكفالة يتيم أو مشروع خيري، وقالت: «أن هناك من سبقونا للعمل التطوعي وهن الصحابيات، وهناك الكثير من الراغبات في العمل التطوعي لكن ممانعة الرجل لخروج المرأة للمشاركة في العمل التطوعي لا تزال تقف عقبة أمام المتطوعات، فبعض الرجال يعارضون حتى فكرة تطوع المرأة من منزلها، أو استقطاع مبلغ بسيط من حسابها لمصلحة كفالة يتيم، ما تسبب في حرمان الكثيرات من فرصة المشاركة في أعمال تطوعية تصب في مصلحة المتطوع قبل كل شيء».