اضطلعت رائدات اجتماعيات مؤهلات بدورهن في تحقيق حلم راود مجتمع منطقة عسير في تنمية المرأة والأسرة، حيث تسلحن بسلاح الرغبة والاستمتاع الذاتي للعمل التطوعي، إلى جانب المهارات الذاتية فى القدرة على الإقناع والتواصل في إنجاح قضية تثقيف السيدات وتنمية الأسرة، وسعين لكسب التأييد لها. وتحملت المتطوعات الاجتماعيات مسؤولية الحلم، وحجم قيمة قضيتهن بالمجتمع، وقمن بمسؤولياتهن فى تثقيف وتدريب وتطوير مهارات سيدات المجتمع، وإعداد أسر واعية ذات أصالة راسخة قادرة علي مواجهة تحديات المستقبل. ومنحتهن المؤسسة الخيرية فرصة ريادة العمل فى الميدان الخيري "مشروع الرائدة الأسرية"؛ برعاية مؤسسة محمد وعبدالله إبراهيم السبيعي الخيرية فى مبادرة لجمعية التنمية الأسرية بخميس مشيط، وذلك لتبنى العمل المؤسسي التطوعي، من خلال برنامج (إعداد وإمداد)؛ فظهرت كنموذج مؤسسي تطوعي عُني بدعم المتطوعات الاجتماعيات وتدريبهن فى برامج مساريه متخصصة تحضيراً للاضطلاع بدورهن بما يتناسب مع تطلعات المجتمع وواجباته. "تحقيق الرياض" يسلط الضوء على هذا النموذج الفريد للعمل التطوعي، حيث التقت بالرائدات الاجتماعيات المتطوعات، وتحدثن عن تجربتهن فى خدمة المجتمع، وعن قضيتهن، وفكرة برنامج (إعداد وإمداد)، والمهارات والمفاهيم والمسؤوليات التي اكتسبنها ضمن العمل فى بيئة عمل مؤسسية تطوعية على غرار مشروع الرائدة الأسرية. ترجمن شعار «الوعي أساس التغيير إلى الأفضل» لمواجهة التحديات المستقبلية رائدات بداية تحدثت "أمنة الفهرى" رائدة اجتماعية والمساعدة الإدارية، عن ماهية دورهن الاجتماعي التطوعي، وقالت: "الرائدات الاجتماعيات اسم أطلقته علينا مؤسسة مشروع الرائدة الأسرية برعاية مؤسسة محمد وعبدالله إبراهيم السبيعي الخيرية؛ تمهيداً لاضطلاعنا بمسؤوليات العمل فى الميدان الخيري الاجتماعي والموجه لتثقيف المرأة فى منطقة عسير"، مشيرة إلى أن تثقيف المرأة قضية اجتماعية تبنتها المؤسسة كأولوية ضمن استراتجياتها لتعزيز مكانتها وتمكينها من تنشئة وإعداد جيل مفعم بروح المبادرة والعمل والإنتاج؛ يساير ذاتها الفاعلة فى الابتكار والمساهمة فى دفع الحركة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بمجتمعها. إعداد وإمداد وتوضيحاً لفكرة برنامج إعداد وإمداد، تقول "الفهرى": "تم تكوين صفين قياديين من النساء فى البرنامج يراعى إعداد كل صف على مدى ثلاث سنوات"، موضحة أن السنة الأولى إعداد وتدريب الفتيات فى مجالات تثقيفية متنوعة، والسنة الثانية ينخرطن فى المسارات التخصصية كالاجتماعي أو الادارى أو العلمي الشرعي أو التدريبي، وفى السنة الثالثة يتم تفعيل المخرجات، حيث تبدأ الرائدات بإمداد المجتمع النسوى ببرامج ومناشط مفتوحة حسب تخصصاتهن لتفي بمتطلبات مقومات التنمية الاجتماعية التي تستهدفها الرائدة الأسرية. البناء وعن دور الرائدات فى التخطيط للبرامج؛ تحدثنا "فاطمة المالكي" الرائدة الاجتماعية، وتقول: "أثناء التخطيط للبرامج تُعطى الرائدات فرصة كبيرة لإبداء رأيها فى عمل ستقوده"، مشيرة إلى أن الملتقى الأول الذي أقامه مشروع الرائدة الأسرية تحت شعار سر البناء الذي كانت رسالته دعوة إلى فتح قنوات التواصل والحوار بين الأمهات وفتياتهن قام بتنظيمه والتخطيط له فريق عمل من الرائدات والمميزات. د. منال: نأمل من أرباب العمل اشتراط الخبرة في المجال التطوعي وتضيف:"إن الملتقى الأول لاقى نجاحاً مبهراً شجعنا على استمرار استنساخه فى الأعوام المقبلة بأفكار جديدة ومطورة، وكذلك في المشاريع المختلفة مثل مشروع نادي الفتاة، ومشروع مركز التدريب، ومشروع وحدة التواصل، وبرنامج تأهيل المقبلات على الزواج، وبرنامج الملتقيات الأسرية، وبرنامج المسابقات الإبداعية وغيرها من البرامج والمشاريع". قدرات وانجازات من جهتها تقول "جميلة الغامدى" الرائدة المتطوعة، ومعلمة ومدربة في تطوير الذات بمجرد أن وصلنا لمرحلة تفعيل المخرجات حسب ما خطط له فى برنامج إعداد وإمداد؛ قمنا بإمداد المجتمع النسوى ببرامج تثقيفية، وبفضل القائمين على المشروع وصلنا بمهنية ووسائل رسمية إلى القطاعات النسائية"، مشيرة إلى أن لكل امرأة شخصية قدرات فريدة أودعها الله، ومهمتنا أن نشجعهن على أن يجدن رغبات قلبهن ونداء حياتهن وتحرير طاقاتهن من التبعية واللا مبالاة، وندفعهن إلى خوض التجارب التي تحفزهن على اكتشاف الهبات التي وهبها الله فى ذواتهن، مؤكدة على أن تكون المرأة هي ذاتها رائدة تساهم بقدراتها الفريدة فى تنمية المجتمع وإنجازاتها اثر يغرى إلى الاقتداء بها. وأضافت أن الفهم الحقيقى للعمل التطوعي - خاصة فى مهمة كتنمية السيدات والأسرة - لا يعنى دعوة استصلاح موجهة للسيدات، وإنما تغيير الحسن إلى الأحسن، كما أن المهمة ليست سهلة كما يبدو ظاهرها؛ لذلك كان لاجتهاداتنا اثر وصدى ناجح ومؤشر لاستمراريتنا في العطاء والإبداع. وحدة العلاقات العامة وعن ما اكتسبنه الرائدات من مهارات ومسؤوليات من خلال العمل التطوعي، تقول "سميرة القحطانى" الرائدة الاجتماعية والناشطة في العلاقات العامة، أنه "كلما كان العمل التطوعي يحمل فى طياته قضية إنسانية ذات قيمة أعلى بالمجتمع؛ كلما عظم سلم المسؤوليات والأولويات الذي يتطلب فريق علاقات عامة واعيات بمسؤولياتها، ومتمكنات من توصيل رؤى ورسالة المؤسسة التطوعية للمجتمع"، مشيرة إلى أنه لكسب تأييد المجتمع وتحقيق نتائج مفيدة اجتماعياً فى قضية إنسانية؛ نحتاج إلى قدرات مهنية على الاتصال والعلاقات العامة مع الآخرين الأمر الذي دفعنا إلى إيجاد وحدة علاقات عامة، مؤكدة أنه قام بمسؤوليات هذا النشاط رائدات مؤهلات، وكان لدورهن الأثر العظيم في تغيير مفهوم العمل التطوعي، حيث يعملن بشكل دوري بدراسة احتياجات سيدات وفتيات المجتمع بالتوافق مع استراتيجيات الرائدة الأسرية فى إنضاج فكرة البرامج وإخراجها فى صورة قابلة للتطبيق. صفات ذاتية وتشاركها الرأي "سعيدة القحطانى" الرائدة الاجتماعية، وتقول "لحظة انضمامك للتطوع هي تلك اللحظة التي تتولد لديك القدرة على الاتصال مع الآخرين من مختلف أنماط البشر، وكافة المستويات وشرائح عمرية مختلفة؛ لذلك ينبغي أن تتوفر في المتطوعة - خصوصاً فى مجال تثقيف المرأة وتنمية الأسرة - صفات ذاتية كالحس التطوعي، والنشاط والعطاء، والوقت، والخبرة فى المجال التطوعي، والتسلح بمهارات ذاتية كفن الاتصال ومهارة الإقناع والتسامح، والاستزادة فى طلب المعرفة، وتطوير الذات، ونية العطاء من دون انتظار المقابل"، داعية السيدات إلى تجربة التطوع، قائلة: "أن تعطي من وقتك وجهدك فتساعدى المرضى أو تعملى على النهوض بمؤسسة وطنية مستثمرة خبراتك؛ فهذا أقل جهدٍ تقومى به لرد المعروف إلى بلدك، والمساهمة في تنميته وإشاعة التكاتف والتماسك والتآلف الاجتماعي". نادى الفتيات ودعت "جميلة الغامدى" استشارية أسرية، الفتيات إلى الانضمام إلى مشاريع الرائدة الأسرية، ومنها نادى الفتيات، وتقول: "هو مشروع اجتماعي إرشادي وتدريبيي يستقطب الفتيات من سن 15 إلى 24، ويسهم في استقرار الفتاه نفسياً واجتماعياً ومادياً، من خلال برامج تدريبية مقدمه لطالبات المدارس والكليات تكسبهن مهارات الاستذكار وزيادة التحصيل العلمي وتقنيات النجاح. وأضافت: إن توعية الفتيات بفرص العمل المستحدثة من أولويات الرائدة الأسرية، حيث قمنا مؤخراً بإصدار دليل نوافذ العمل بالتعاون مع الغرفة التجارية بأبها، وبمشاركة سيدات الأعمال؛ بغرض توجيه الفتيات وتشجيعهن على المبادرة فى صنع فرص العمل التي تتناسب مع ميولهن وإمكاناتهن وظروفهن، وقد كانت لنا تجربة أولى مع منسوبات المؤسسة فى تدريبهن وتسويق منجاتهن لاقت النجاح واستحسان سيدات الأعمال بالمنطقة. عطاء وثمار وأكدت "د. منال آل عايض" الاستشارية الاجتماعية، على أن العطاء التطوعي له ايجابيات تسمو بالروح الإنسانية، وترقى بالقيم والأفكار وتمنح الشعور بالسعادة، مشيدة بالفرص الثمينة التي يضيفها العمل التطوعي على مستوى بناء وتطوير الشخصية. وقالت: "إن العطاء التطوعي فرصة كبيرة لتعلم حرفة جديدة، واكتشاف ميول أخرى، من خلال نشاط أو مهارة مختلفة يقوم به الفرد أول مرة فى حياته، وقد تغير مساره العملي إلى آخر يحبه ويجد نفسه فيه أكثر"، داعية أرباب العمل إلى اشتراط الخبرة في المجال التطوعي على غيره، موضحة أن نجاح المتطوع في عمله يعكس صورة واضحة عن المتطوع، ومدى مبادرته، والتزامه، وإخلاصه، واهتمامه، وهي عوامل محفزة لتقليده مسؤوليات ومناصب أكبر في عمله، كما أن الوعي المجتمعي العام بمفهوم العمل التطوعي يعكس مدى رقي وحضارة الأمة ويسهم في بنائها وتطورها.