استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز اليوم الثلثاء رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، خلال اليوم الثاني من زيارته للسعودية، كما التقى سلام ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع. واستقبل الملك عبدالله سلام والوفد الوزاري المرافق في مطار جدة قبيل مغادرته الى المغرب في اجازة خاصة، وبحث سلام مع الامير سلمان تعزيز العلاقات الثنائية والاوضاع على الساحتين الاقليمية والدولية. وأكد سلام أن انتخابات الرئاسة "استحقاق لبناني - لبناني ونحن نعمل من اجله ليتحقق في لبنان وليس خارجه"، مضيفاً: "نستفيد من دعم السعودية ومواكبتها لنا في لبنان، وسمعنا كلاما واضحا في السعودية ان هذا شأن لبناني مع تمنيات بأن ينتخب رئيس جمهورية ويستمر التوافق الذي جاء بالحكومة، ليطال رئاسة الجمهورية ليتحصن الوضع السياسي في لبنان". وفي ما يتعلق باللقاء مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، لفت الى "اننا لمسنا ان الحريري جاد بالسعي لايجاد نتيجة ليتم الاستحقاق الرئاسي، وصحيح ان هذا الاستحقاق يمكن ان يعني طائفة اكثر من اخرى لكنه استحقاق وطني لبناني، وعلى الجميع لعب دور، وهذه قضية وطنية بامتياز". واشار الى ان "التطرف تعاني منه منطقتنا وكل العالم، ونحن في لبنان من الطبيعي في وسط تعايشنا وشراكتنا الوطنية الا نحتمل التطرف او اي شيء يفرض بالقوة، ونعرف التطرف ونعرف كيف نتعامل معه"، وقال: "لن نسمح في لبنان بالتطرف ان يكون له مكان بيننا وسنحرص على وضع حد له". وعن دور "حزب الله" في سورية، لفت سلام الى ان "الحزب مكون سياسي في لبنان يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين وهو شريك في حكومة المصلحة الوطنية، ونحن في الحكومة كان لنا موقف واضح من الاحداث بسورية وقلنا اننا نعتمد النأي بالنفس و"حزب الله" اعتمد هذا البيان"، مضيفاً: "صحيح انه بين الاعلان والتطبيق هناك فجوة او مساحة غير مكتملة وتتطلب علاجا ونحن نجهد في ذلك مع حزب الله وغيره ليكون النأي بالنفس مكتملا على كل المستويات، وهذا سيتطلب المزيد من المساعي ولن نتوقف". واعتبر سلام انه "في ظل بعض المزايدات من الممكن ان يتحول الشغور الى فراغ سياسي مزعج، ونأمل الا نصل الى ذلك". وعن عودة السعوديين (للسياحة) الى لبنان، قال:"هذا الامر بدأ فور عودة السفير السعودي علي عوض عسيري الى لبنان، وبحسب ما سمعت من القنصل اللبناني في جدة فقد بدأ بتلقي طلبات الحصول على تأشيرات بكمية كبيرة". يذكر ان زيارة سلام للسعودية هي الاولى له منذ تشكيل الحكومة في اذار (مارس) الماضي. وتتزامن مع اقتراب انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان في ظل فشل الكتل البرلمانية في الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للبلد الذي يشهد انقسامات سياسية حادة واوضاعا اقتصادية صعبة للغاية.