أوضح رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام أن السبب الرئيسي لزيارته للمملكة هو تقديم الشكر والتقدير باسم لبنان حكومة وشعبا على المكرمة الكبيرة غير المسبوقة التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للجيش اللبناني لمؤازرة ودعم وحدة لبنان. وأكد سلام خلال وقائع المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في جدة في ختام زيارته الاولى للمملكة ان «الرياض تعاملت مع لبنان بعطاء سخي يتقدم على كل العطاءات في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة العربية». وأضاف أنه تباحث مع سمو ولي العهد بشأن آخر المستجدات وما يعزز التواصل بين البلدين. وحول أزمة الاستحقاق الرئاسي قال سلام «مسألة الاستحقاق الرئاسي هي شأن (لبناني-لبناني)، ونحن نعمل من اجل أن ينجز هذا الاستحقاق داخليا من دون تدخلات خارجية، ونستفيد من دعم المملكة ومواكبتها لنا في لبنان، وسمعنا كلاما واضحا من القيادة السعودية ان هذا شأن لبناني مع تمنيات بأن ينتخب رئيس جمهورية ويستمر التوافق الذي جاء بالحكومة، من أجل تحصين الوضع السياسي في لبنان». وتابع «هناك مادة دستورية تشير الى انه في حال حدث الشغور تناط وكالة سلطة رئيس الجمهورية بمجلس الوزراء، والمجلس حاضن اساسي للبنان واللبنانيين بعد الطائف، فلا خوف من ان تكون الامانة في مكان غير مناسب، فهي في وسط وصلب عمل السلطة التنفيذية بمجلس الوزراء». واعتبر سلام انه «في ظل بعض المزايدات من الممكن ان يتحول الشغور الى فراغ سياسي مزعج، ونأمل الا نصل الى ذلك». وقال الرئيس سلام ان من أبرز ما تم تداوله مع قيادة المملكة التركيز على ما يواجهه لبنان على صعيد تفاقم أزمة النازحين السوريين مع تزايد أعدادهم، موضحا أن لبنان لا يمكنه مواجهة هذه الأزمة وحده دون اي مساعدة، وأن المملكة ستكون في مقدمة المبادرين للمساعدة على معالجة هذا الوضع. وتحدث سلام عن عودة السعوديين الى لبنان قائلا «هذا الامر بدأ فور عودة السفير السعودي علي عواض عسيري الى لبنان»، وأجاب على سؤال «عكاظ» حول الضمانات الأمنية التي تقدم للمصطافين الخليجيين والسعوديين تزامنا مع دعوتهم لزيارة لبنان خلال موسم الصيف قائلا «الضمانات تكمن في الأداء الأمني الذي تقوم به الحكومة حاليا على كافة الأصعدة والمستويات والذي أرخى جوا من الطمأنينة والأمان والاستقرار». وعن لقائه مع رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، اوضح سلام انه «لقاء طبيعي ونحن والحريري -انطلاقا من حرصنا على تعزيز لبنان- لا بد ان نتواصل»، وأوضح أن الحريري جاد بالسعي لإيجاد حلول حتى يتم الاستحقاق الرئاسي. وعن دور «حزب الله» في سوريا، لفت سلام الى ان «الحزب شريك في حكومة المصلحة الوطنية، ونحن في الحكومة كان لنا موقف واضح من الاحداث بسوريا وقلنا اننا نعتمد النأي بالنفس و«حزب الله» اعتمد هذا الموقف، غير ان هناك فجوة او مساحة غير مكتملة بين الاعلان والتطبيق وتتطلب علاجا ونحن نجهد في ذلك مع «حزب الله» وغيره ليكون النأي بالنفس مكتملا على كل المستويات، وهذا سيتطلب المزيد من المساعي ولن نتوقف».