وافقت بلدية القدس الإسرائيلية الأربعاء على بناء 176 وحدة استيطانية داخل حي فلسطيني في القدسالشرقيةالمحتلة، بعد أيام من موافقة السلطات الإسرائيلية على تقديم خطط لبناء أكثر من 2600 وحدة استيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة. وقال مئير ترجمان نائب رئيس بلدية القدس إن لجنة التخطيط التابعة للبلدية وافقت على بناء 176 وحدة استيطانية في مستوطنة «نوف تسيون»، داخل حي جبل المكبر الفلسطيني في القدسالشرقيةالمحتلة. ومنحت موافقة مشروطة على مشروع بناء هذه الوحدات، حيث أشارت ناطقة باسم حركة «السلام الآن» المناهضة للاستيطان الى أن ملكية الموقع محط نزاع قضائي بين شركتين مختلفتين، مشيرة الى وجوب التوصل الى حل قبل الشروع في بناء هذه الوحدات. وتقول «السلام الآن» إن هذا المشروع سيؤدي الى إقامة أكبر مستوطنة داخل أي حي فلسطيني في القدسالشرقية. ويوجد بالفعل 91 وحدة في «نوف تسيون». واحتلت إسرائيل القدسالشرقية عام 1967 وأعلنت ضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها «الأبدية والموحدة»، في حين يسعى الفلسطينيون الى أن تكون القدسالشرقيةالمحتلة عاصمة دولتهم العتيدة. وكان رئيس بلدية القدس نير بركات أعلن في بيان في وقت سابق هذا الأسبوع الموافقة على تصاريح البناء، مؤكداً: «سنواصل بناء وتعزيز القدس». وتابع: «نحن نقوم بإعادة توحيد القدس عبر أفعال على الارض». وقال مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس خليل التفكجي، إن «حساسية» المشروع الاستيطاني تأتي بسبب «الموقع الاستراتيجي» للمستوطنة التي ستكون في الجزء الجنوبي من البلدة القديمة في القدس. ووفق التفكجي، فإن خطورة هذا المشروع ومشاريع مماثلة في أحياء فلسطينية أخرى مثل رأس العمود وجبل الزيتون تتمثل في كونها لمصلحة «عدم تقسيم (المدينة) وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس»الشرقية. وأضاف التفكجي أن هذه البؤر تحول دون تنازل إسرائيل عن القدسالشرقيةالمحتلة، و «عدم تقسيم مدينة القدس مرة أخرى». ودانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي في وقت سابق هذا الأسبوع أيضاً خطة البناء في «نوف تسيون»، مشيرة الى أنها تأتي في إطار خطة إسرائيلية «لفرض حل الدولة الواحدة بحكم الأمر الواقع». ووفق عشراوي، فإنه «من دون القدس عاصمة لفلسطين، لن تكون هناك دولة فلسطينية. ومن دون دولة فلسطينية لن يكون هناك سلام أو استقرار في المنطقة». وتعهد مسؤولون إسرائيليون بتعزيز الاستيطان هذا العام. وأشاروا الى أنه ستتم الموافقة على 12 الف وحدة سكنية في 2017 في مراحل مختلفة من عمليات التخطيط والبناء، أربعة أضعاف الرقم في عام 2016. ويعتبر المجتمع الدولي المستوطنات غير شرعية سواء أقيمت بموافقة الحكومة الإسرائيلية أم لا. ويعتبر الاستيطان العائق الاول أمام عملية السلام. ويقوض البناء الاستيطاني وتوسع المستوطنات الأراضي التي من المفترض أن تشكل دولة فلسطينية أو يقطع أوصالها، ما يجعل قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة أمراً صعباً. ويعيش حوالى 430 ألف يهودي في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة التي تقطع أوصال الأراضي الفلسطينية، وسط 2,6 مليون فلسطيني، بالإضافة الى مئتي ألف مستوطن في القدسالشرقيةالمحتلة وسط 300 ألف فلسطيني. وبينما تسعى إدارة دونالد ترامب لإحياء مفاوضات السلام المتعثرة، فإن الإدارة الأميركية تعرضت لانتقادات لصمتها حيال الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مقارنة بإدارة باراك اوباما التي كانت تنتقد الاستيطان.