واشنطن – «نشرة واشنطن» – يمكن أن يثير تغيّر المناخ مخاوفَ من ذوبان القمم الجليدية في القطبين وارتفاع منسوب مياه البحار، ما يهدد بإغراق بلدان بكاملها. لكن ينطوي ذلك في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على قلق مقابل يتمثل في شح المياه، إذ ساهم انخفاض مستويات هطول الأمطار على نحو ثابت بسبب تغير المناخ، في أن تعاني الدول العربية من نقص في المياه، لأن مصر ولبنان هما البلدان الوحيدان اللذان لا يزالان يملكان كمية كافية من المياه، بينما يواجه اليمن نقصاً حاداً. وتعهدت الولاياتالمتحدة، خلال مؤتمر الأممالمتحدة حول تغير المناخ في كوبنهاغن عام 2009، بمساعدة الدول النامية في جهودها المحلية الرامية إلى التكيف مع تغير المناخ. وتمثل شراكات أميركا في المنطقة في مجال القضايا المتعلقة بالمياه، نوعَ المساعدة التي يستطيع أن يساهم في تمويلها الصندوق العالمي الجديد للبلدان النامية، المنشأ في كوبنهاغن. وعملت الحكومة الأميركية في السنوات الأخيرة مع اليمن والأردن والمغرب، لمساعدتهما على تأمين الموارد المائية والحفاظ عليها، ففي اليمن، ساعدت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في تجديد خزان يعود تاريخ بنائه إلى 700 سنة، كان يحتفظ بالإمدادات الرئيسة للمياه. وتعاون العمال مع قادة محليين لاستعمال الأساليب التقليدية ومواد من أحجار طبيعية في عملية التجديد، لتكريم تاريخ الخزان وتثقيف الناس حول كيفية الحفاظ على نظافته وصيانته جيداً. وفي الأردن، تموّل حكومة الولاياتالمتحدة تنفيذ مشاريع تهدف إلى تعزيز إمكان الوصول الدائم إلى المياه الصالحة للشرب لسكان العاصمة. وتَجمع محطة الزارة - ماعين لمعالجة المياه، والمموَّلة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، المياهَ من الجداول وتزيل الملوثات والملح منها، لتوزيعها على السكان البالغ عددهم 700 ألف نسمة. ووفّر المشروع 1500 فرصة عمل في مجال البناء و100 وظيفة دائمة لأردنيين لإدارة العملية. كما ساعدت أميركا في إعادة تأهيل شبكات توزيع مياه الشرب في عمان والعقبة لخفض نسبة تسرب المياه. ومن خلال المشاركة مع منظمات المجتمع الأهلي، وزعت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية 135 منحة مالية صغيرة لتنفيذ مشاريع تهدف إلى الاقتصاد في استهلاك المياه والكفاءة في استخدامها، استفادت منها 2600 عائلة تعيش في مناطق محرومة. وفي المغرب، ساعدت ثلاثة مشاريع رائدة في إظهار أساليب الإدارة الكفية لإمدادات المياه الشحيحة. وتنظّف محطة معالجة المياه المهدورة في درارغا في جنوب المغرب، طبقة المياه الجوفية الملوَّثة، التي يستطيع المزارعون أن يشتروا منها السماد الطبيعي والمياه المعالَجة لاستعمالها في الري. وساهمت الوكالة في إدخال تقنيات مبتكرة في الزراعة والري للمساعدة في منع تآكل التربة والترسب المبكر للطمي في خزان مياه يقع شمال المغرب. ويموّل البنك الدولي، إلى جانب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، تنفيذ مبادرات استدامة مياه الشرب ومياه الري في المنطقة. وأشار إلى حالات الجفاف، وموجات الحر، وتفاقُم نوعية الهواء، والتدفقات البحرية في المناطق الساحلية المنخفضة، إضافة إلى تأثيرات أخرى يسببها تغير المناخ، والتي يتوجب على البلدان الإقليمية التصدي لها. ومن خلال التمويل والتعاون، تستطيع الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي، محاربة نتائج تغيُّر المناخ.