وسّعت فصائل المقاومة الفلسطينية أمس دائرة الرد على التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد قطاع غزة بإطلاق صواريخ «غراد» استهدف أحدها مدينة إسرائيلية تبعد 45 كيلومتراً عن القطاع و15 كيلومترا عن تل ابيب. جاء ذلك بعد نحو ساعتين من إعلان حركة «الجهاد الاسلامي» رفضها التهدئة المجانية مع اسرائيل، مشددة على ان «الهدوء مقابل الهدوء» وان «كل الخيارات متاحاً والى أبعد مدى»، فيما توجه وفد قيادي من الحركة الى دمشق للبحث في التصعيد الاسرائيلي والتهدئة غير المقبولة. وارتفع عدد صواريخ «غراد» التي اطلقت من قطاع غزة على مدن اسرائيلية امس الى خمسة صواريخ، سقط اثنان منها على أسدود وريشون لتسيون قرب تل ابيب، من دون وقوع مصابين أو أضرار، كما سقط ثالث في أرض خالية في محيط مستوطنة «أوفاكيم» التي تبعد نحو 31 كيلومتراً عن القطاع، في حين استهدف رابع مدينة عسقلان، وخامس بلدة يافني شمال المجدل. كما سقطت ثلاثة صواريخ محلية الصنع وقذيفة هاون في النقب الغربي. وهذه هي المرة الاولى التي يستأنف فيها قصف مناطق في العمق الاسرائيلي منذ الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة (عملية الرصاص المصبوب) نهاية عام 2008. وينظر الى المدى الذي وصلته هذه الصواريخ على انه تطور نوعي في العمليات الفلسطينية، خصوصاً ان ريشون ليتسيون تقع على بعد 45 كيلومترا عن قطاع غزة و15 كيلومترا عن تل ابيب، أي انها قريبة من مطار بن غوريون واللد، في حين ان اسدود تبعد نحو 40 كليومترا عن القطاع من الشمال. ويُعتبر اطلاق الصواريخ عصر أمس على بلدتي يافني (يبنا الفلسطينية) وريشون لتسيون (عيون قارة الفلسطينية) رسالة تحد مزدوجة، فمن جهة هي تحد لاسرائيل التي يطالب عدد من اركان حكومتها بالرد بعملية عسكرية «قوية وصارمة» على اطلاق الصواريخ من غزة، رغم ان اوساطاً سياسية قريبة من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو استبعدت مصادقته على عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، في حين رجحت تقارير صحافية متطابقة ان يسمح نتانياهو للجيش بتوجيه ضربات قوية من دون ان تتسبب في اشعال الوضع، وقد تشمل استئناف سياسة الاغتيالات في صفوف قادة المقاومة في القطاع. ومن الجهة الاخرى، يعتبر اطلاق صواريخ «غراد» امس رسالة تحد الى حركة «حماس» التي تسعى الى اعادة التهدئة غير المعلنة مع الدولة العبرية خشية مزيد من التصعيد الذي قد تدفع ثمنه غالياً، حسب ما هدد قادة اسرائيليون. وكانت الحركة اعلنت اجراء اتصالات داخلية وخارجية مع «الجهاد» اول من امس بهدف استعادة التهدئة. وحمّل القيادي في «الجهاد» خالد البطش في مؤتمر صحافي في غزة إسرائيل مسؤولية التصعيد، وقال ان «الهدوء يقابله هدوء، والرسائل التي وصلت الى الاحتلال ورأيتموها بمثابة رسائل تحذير اولية». في هذه الاثناء، توجه عضوا المكتب السياسي في «الجهاد» محمد الهندي ونافذ عزام الى القاهرة في طريقهما الى دمشق للبحث في التصعيد الاسرائيلي الحالي، والتهدئة غير المعلنة وغير المقبولة من الحركة، والمصالحة الفلسطينية. وقالت مصادر في الحركة ل «الحياة» ان القيادييْن سيلتقيان قادة الحركة والفصائل الفلسطينية، بما فيها «حماس» لمناقشة التصعيد الاسرائيلي والاوضاع الداخلية والمصالحة والاحتقان في القطاع.