علم ليل امس ان اتفاقاً مبدئياً تم التوصل اليه ليتولى حلف شمال الاطلسي (الناتو) قيادة عمليات التحالف الدولي في ليبيا. وذكر ديبلوماسي في بروكسيل ان العملية تتم الاثنين او الثلثاء المقبلين. وكان الاتحاد الأوروبي بدأ قمة لقادته في بروكسيل تستمر حتى ظهر اليوم للبحث في الدور المفترض أن يتولاه حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا. وكانت باريس اعلنت تمسكها بأن تبقى «القيادة السياسية» للعملية في يد التحالف الغربي القائم حالياً بقيادة الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا، بينما ضغطت ألمانيا وتركيا لنقلها إلى «الناتو» وتكليفه مهمة فرض منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا بهدف حماية المدنيين، وفق ما ينص قرار مجلس الأمن الرقم 1973، من دون أن يتطلب ذلك تدمير مواقع القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. وجاءت اجتماعات القادة الأوروبيين في وقت استأنف مجلس سفراء دول «الناتو» اجتماعاته مساء أمس في بروكسيل أيضاً. ووصف مصدر مطلع أجواء المحادثات بأنها «ايجابية». وقال ل «الحياة» إن «النقاشات تتطور في اتجاه ايجابي قد يمكّن من التوصل إلى اتفاق في وقت قريب هذا المساء (امس) أو في الأيام القليلة المقبلة». وأشار إلى اتصالات جرت بين وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ونظيره التركي أحمد داوود أوغلو، وكذلك إلى المحادثات التي أجراها الخميس القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا جيمس ستافريديس مع نظيره التركي. ونقلت وكالة «رويترز» أمس عن جاي كارني الناطق باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه واثق من أن الولاياتالمتحدة ستتمكن من تسليم قيادة العمليات العسكرية الخاصة بليبيا خلال أيام. وقال: «ما زلنا نعمل في نطاق هذا الإطار الزمني... ستكون مسألة أيام لا أسابيع». أما وكالة «فرانس برس» فنقلت من موسكو أن الكرملين أعلن أن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أكد لنظيره الأميركي أوباما ضرورة تجنّب وقوع إصابات بين المدنيين في حملة القصف التي يشنّها التحالف الدولي على ليبيا. وجاء موقف مدفيديف في ظل خلافات واضحة بين القادة الروس في شأن السياسة الواجب اتباعها في شأن الأزمة الليبية. وأكد سفير روسيا السابق في طرابلس فلاديمير تشاموف أنه أقيل من منصبه الأسبوع الماضي لانتقاده موقف الكرملين الذي أتاح التدخل عسكرياً في ليبيا والذي اعتبره «خيانة لمصالح روسيا»، مشيراً إلى أنه متفق مع رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي اتخذ موقفاً متبايناً من الكرملين باعلانه قبل أيام أن العملية العسكرية في ليبيا «حملة صليبية». وكان لافتاً أمس إعلان جان بينغ، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، إن الاتحاد دعا مندوبين من حكومة القذافي والمعارضة الليبية وآخرين لاجراء محادثات في أديس أبابا اليوم الجمعة. ونقلت «رويترز» عن بينغ قوله للصحافيين أن القذافي قد يرسل رئيس وزرائه، مشيراً إلى توجيه الدعوة أيضاً إلى مسؤولين من الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن ودول عربية مجاورة للحضور إلى إثيوبيا لمناقشة الأزمة الليبية. وعلى الصعيد الميداني، نقلت «رويترز» عن الناطق باسم المعارضة الليبية عبد الباسط أبو مزريق انهم قتلوا 30 قناصاً حكومياً في مصراتة، شرق طرابلس، وان السفن الحربية والزوارق الحكومية غادرت ميناء المدينة. وأضاف أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من الوصول إلى القناصة على أسطح المباني وقتل 30 منهم. وقالت المعارضة ان التحالف الغربي ابلغها انه سيضمن مرورا آمنا لسفن المساعدات من مالطا الى مصراتة. وأعلنت القيادة العسكرية الفرنسية أن طائرة «رافاييل» دمّرت أمس طائرة حربية ليبية خرقت الحظر الجوي وأطلقت عليها صاروخ جو - أرض مباشرة بعد هبوطها في مطار مصراتة. وجاء ذلك في ظل تعثّر المفاوضات حول تأمين خروج قوات القذافي من بلدة أجدابيا في شرق البلاد. إذ يُصر الثوار على أن يترك مؤيدو القذافي أسلحتهم الثقيلة قبل خروجهم، وهو أمر يرفضه الجنود الحكوميون. وتتم المفاوضات عبر ممثلين للعشائر. وفي الجزائر (أ ف ب) نقلت صحيفة «لكسبرسيون» أمس عن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أن «ما يحصل في ليبيا يمكن اعتباره فرصة إضافية نعطيها للإرهابيين»، معتبراً أن هذا الوضع «سيتفاقم جراء التدخل الأجنبي». وتحدث عن «زلزال» ستتسبب في حصوله «وفرة الأسلحة في المنطقة» وهذا «لن يعني فقط الليبيين انما كل البلدان المجاورة لها وخصوصاً الجزائر».