ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أمس، أن وحدات من القوات النظامية السورية العاملة في دير الزور استعادت منطقة اصلاح الحسينية ومعمل الورق وفرضت سيطرتها عليهما وبدأت عملية عسكرية لاجتثاث آخر تجمعات إرهابيي «داعش» في قرية حويجة صكر على الضفة الشرقية لنهر الفرات حيث قضت على العديد منهم ودمرت لهم عربات عدة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن اشتباكات تدور بين القوات النظامية وعناصر «داعش» قرب أكبر حقل نفطي في سورية، وهو حقل العمر. وقال قائد ميداني في القوات النظامية إن وحداته عثرت على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، بعضها اسرائيلي الصنع، اثناء تمشيط مدينة الميادين في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي. وأفاد مراسل الوكالة في دير الزور بأن القوات النظامية تابعت تقدمها على الضفة الشرقية لنهر الفرات، باتجاه قرية الجنينة حيث تخوض اشتباكات مع إرهابيي «داعش»، تمكنت خلالها «بمساندة من سلاحي الجو والمدفعية من القضاء على عدد كبير منهم». وعلى محور الميادين، أشار مراسل الوكالة إلى متابعة وحدات الهندسة في القوات النظامية عملية إزالة الألغام والمفخخات في المناطق التي تم تحريرها أول من أمس. وكانت القوات النظامية استعادت أول من أمس مدينة موحسن وقرى العبد والبوعمر والبوليل وبقرص تحتانى وبقرص فوقانى والزبارى والعليات وسعلو والطوب، بعد تدمير آخر تحصينات وتجمعات التنظيم التكفيري فيها. عثرت وحدات الجيش العربي السوري على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة والعبوات الناسفة، بعضها إسرائيلي الصنع خلال تمشيط مدينة الميادين بريف دير الزور الجنوبي الشرقي. وصرح أحد القادة الميدانيين بأن الأسلحة التي تم العثور عليها تضم أنواعاً عدة من ثقيلة ومتوسطة وخفيفة وبعضها إسرائيلي الصنع، إضافة لمئات من القذائف المتنوعة وذخائر وأسلحة أخرى من صنع حلف الناتو ودول أوروبية وغربية عدة. وأوضح القائد الميداني أن الأسلحة شملت عتاداً مدرعاً ومدفعية وكميات كبيرة من مضادات الدروع، إضافة إلى مدفع عيار 155 ملم يصل مداه إلى 40 كلم وهو صناعة «ناتو» وتاريخ صناعته في عام 2011 أي مع بداية الحرب الإرهابية على سورية. ولفت الى العثور على كمية كبيرة من قطع الغيار الحديثة التي يفترض ألا تمتلكها سوى الجيوش المنظمة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن اشتباكات تدور بين القوات النظامية وحلفائها وبين تنظيم «داعش» على محاور في الريف الشرقي لدير الزور في محيط بلدة ذيبان في الضفة الشرقية لنهر الفرات، التي تبعد كيلومترات عدة من حقل العمر النفطي الذي يعد أكبر حقل نفطي في سورية. وتترافق الاشتباكات مع قصف مكثف من القوات النظامية على محاور القتال، في محاولة للسيطرة على بلدة ذيبان. ووردت معلومات عن خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال. وأكدت المصادر أن عملية العبور جاءت عبر التنقل على جسور مائية بين ضفتي الفرات الغربية والشرقية. وتمكنت القوات النظامية منذ بدء حملتها في محافظة دير الزور من استعادة السيطرة على 52 قرية وبلدة ومدينة على الأقل، أكبرها مدينة الميادين، في ريف دير الزور الشرقي وريفها الشمالي الغربي، وباديتها الغربية، والضفاف الشرقية المقابلة لمدينة دير الزور من نهر الفرات. وتمكنت القوات النظامية أيضاً من إنهاء وجود تنظيم «داعش» من الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، وصولاً إلى بادية الميادين في الريف الشرقي لدير الزور وريفها الشمالي الغربي وحتى منطقة الميادين في الريف الشرقي، بالإضافة للمنطقة الممتدة من الضفاف المقابلة لمطار دير الزور العسكري وحتى الضفاف المقابلة للمدينة. وأبرز هذه المناطق هي الميادين وبقرص وموحسن والبوعمر والبوليل والشولا وكباجب ومراط ومظلوم وحطلة والخريطة والتبني ومعدان عتيق والطريق والشميطية وعياش والمريعية والجفرة. الحسكة من جهة أخرى، قصفت طائرات التحالف الدولي مناطق في بلدة مركدة بريف الحسكة الجنوبي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. وتواصلت في غضون ذلك الاشتباكات على مداخل ومحيط بلدة مركدة، التي تعد آخر بلدة يسيطر عليها تنظيم «داعش» في محافظة الحسكة، بين «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) التي تقود عملية «عاصفة الجزيرة» من جانب، وعناصر تنظيم «داعش» من جانب آخر. وكان «المرصد السوري» نشر صباح أمس أن «قسد» وصلت إلى المدخل الجنوبي لبلدة مركدة وسيطرت على مبان في مدخلها، فيما حلقت طائرات التحالف الدولي في سماء مناطق القتال ونفذت ضربات على مواقع للتنظيم في المنطقة. ووردت معلومات عن خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال. وفي حال تمكنت «قسد» من السيطرة على بلدة مركبة، لن يتبقى للتنظيم في محافظة الحسكة سوى بضع قرى، لها خط امتداد إلى العراق.