شهدت محاور في ريف حماة الشرقي المقابلة لمنطقة وادي العذيب بريف سلمية في محافظة حماة، واللتين تفصل بينهما منطقة ملغمة تسيطر عليها القوات النظامية، اقتتالاً عنيفاً أمس بين «داعش» و «هيئة تحرير الشام» التي تهيمن عليها «جبهة النصرة». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن عشرات الأشخاص عبروا منطقة سيطرة النظام وحقول الألغام، وتوجهوا نحو مناطق سيطرة ال»هيئة»، ومن ضمن مجموعات المدنيين التي عبرت، عناصر من تنظيم «داعش»، الذين رفضوا الانصياع لدعوات «هيئة تحرير الشام» لهم بتسليم أنفسهم كما جرت العادة خلال عملية انتقال مجموعات من منطقة وادي العذيب بريف سلمية الشرقي إلى مناطق سيطرة «هيئة تحرير الشام». وأكدت المصادر ل «المرصد السوري» أن العناصر المنتمين لل «هيئة « والذين ينحدرون من عشيرة الشعيطات، اعتقلوا خلال الأسبوعين الفائتين نحو 70 عنصراً من عناصر التنظيم الفارين من ريف حماة الشرقي الذي سيطرت عليه القوات النظامية، من بينهم نحو 20 مصاباً وبعضهم يحتاج لعلاج طبي فوري، إلا أن عناصر الشعيطاتاعتقلوهم واقتادوهم إلى جهات مجهولة. ويسود قلق لدى ذوي عناصر التنظيم السو. وقالت مصادر أن ال»هيئة» تحدثت عن أنها ستخضع عناصر التنظيم المعتقلين ل «دورات شرعية» وستطلقهم في وقت لاحق. في موازاة ذلك، اتهمت «هيئة تحرير الشام» القوات النظامية بتسهيل دخول «داعش» إلى مناطق سيطرتها شرق حماة. وقالت ال»هيئة» في بيان امس إن «النظام سمح لجماعة الدولة (داعش) بجندها وسلاحها لتقتحم القرى الآمنة والمحررة». بدورها، ذكرت وكالة «أعماق» الناطقة باسم التنظيم، أنها قتلت عنصراً وأسرت أربعة من ال»هيئة» خلال مواجهات ريف حماة الشرقي. وبدأ «داعش» هجوماً على منطقة الرهجان الخاضعة لسيطرة ال»هيئة» شرق حماة، أمس، واستطاع السيطرة عليها. واعتبرت ال»هيئة» أن ما جرى «يؤكد اتفاقهم (عناصر داعش) وتنسيقهم الكامل مع النظام وعمالتهم له، فهم يخسرون المناطق ويسلمونها للنظام والمحتل الروسي». ويسيطر «داعش» على 13 قرية من بينها حصرات، ورسم الأحمر، وسرحا، وسرحا الشمالية، والمستريحة، وأم الفور، ووادي الزروب. وحصل موقع «عنب بلدي» الإخباري المعارض على تسجيل صوتي لعنصر من «تحرير الشام» في قطاع البادية، قال فيه إن «تحرير الشام» أدخلت عناصر «داعش» مناطقها بشرط تسليم سلاحهم، إلا أن التنظيم نقض الاتفاق وبدأ هجومه. وبحسب مصادر مؤيدة ل «تحرير الشام»، فإن «داعش عبر من منطقة عقيربات ضمن اتفاق مع النظام إلى البادية بريف حماة الشرقي، حيث سمح النظام لعناصره بالعبور من مسافة أكثر من عشرة كيلومترات بهدف إيقاف» هجمات «هيئة تحرير الشام» أو «النصرة». وسيطرت ال»هيئة» على قرية أبو دالي شرق حماة أمس، وما زالت تخوض معارك في المنطقة، بدأتها في 19 أيلول (سبتمبر) الماضي. وكانت القوات النظامية تمكنت من التقدم وفرضت سيطرتها على كامل الدائرة المحاصرة بريف حماة مطلع الشهر الجاري. وتواصل القوات النظامية السورية تمشيطها للمنطقة حيث خاض «داعش» قتالاً شرساً في الأسابيع الأربعة الفائتة، لمنع القوات النظامية من تحقيق هذه السيطرة التي أفقدت التنظيم وجوده في ريف سلمية الشرقي. وجاءت هذه الخسارة الكبرى للتنظيم بعد شهر من بدء هجوم عنيف من قوات النظام في المنطقة، بغطاء من القصف المدفعي والصاروخي والجوي الروسي على الريف الحموي الشرقي، أفقد «داعش» وجوده في شكل كامل في محافظة حماة. القوات النظامية تبسط سيطرتها على طريق السخنة - دير الزور أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بأن القوات النظامية تمكنت من تدمير دفاعات تنظيم «داعش» في مدينة الميادين بريف دير الزور، وبسطت سيطرتها على طريق السخنة - دير الزور. ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري قوله إن وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة واصلت تقدمها صباح أمس على عدة اتجاهات ومحاور في دير الزور، استعادت خلالها السيطرة على بلدة مراط الفوقا شرق نهر الفرات بعد تدمير آخر تحصينات «داعش» فيها، كما استعادت السيطرة على أجزاء كبيرة من قرية حطلة تحتاني وتابعت تقدمها باتجاه منطقة جسر السياسية في الجهة الشرقية من نهر الفرات بعد اشتباكات عنيفة مع التنظيم، سقط خلالها العديد ما بين قتيل ومصاب. ودمر الطيران السوري والمدفعية مواقع محصنة وتحركات لعناصر «داعش» في مدينة الموحسن وقرى الجنينة والحسينية والحصان والبوليل والبوعمر وحويجة صكر وأحياء الرشدية والحويقة والحميدية والعرضي والعرفي والعمال والشيخ ياسين وكنامات وخسارات وجسر السياسية. في موازاة ذلك، يواصل «داعش» انسحابه من قرى واقعة على الضفاف الشرقية لنهر الفرات والمقابلة لمدينة دير الزور وامتدادها الشمالي الغربي. ورصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مع هذا الانسحاب تقدم «قوات سورية الديموقراطية» التي تقود عملية «عاصفة الجزيرة». وعلم «المرصد» أن «سورية الديموقراطية» تمكنت أمس من السيطرة على قريتي حوايج بومصعة ومحيميدة الغربية، وتمكنت من الوصول إلى منزل شيخ عشيرة البكَّارة في قرية محيميدة، والذي يقاتل عدد من أفراد عشيرته إلى جانب قوات النظام في معارك دير الزور ضد «داعش». وبذلك فإن «سورية الديموقراطية» تكون قد التقت بقواتها المتواجدة في الضفاف المقابلة لمدينة دير الزور وامتدادها الشمالي الغربي، بعد قتال مع «داعش» في عدد من القرى، وانسحاب الأخير من قرى أخرى. وأكدت مصادر موثوقة ل «المرصد السوري»، أن «داعش» عمد إلى الانسحاب من الجبهات المشتعلة مع «سورية الديموقراطية»، حيث يركز التنظيم قوته في مواجهة قوات النظام والقوات الروسية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية. وشهدت القرى الأخيرة التي سيطر عليها التنظيم -الصعوة وحوايج ذياب والكسرة وزغير جزيرة وحوايج بومصعة ومحيميدة- عمليات انسحاب متتالية لعناصر التنظيم منها.