كشفت مصادر إعلامية جزائرية أن أجهزة الاستخبارات أبدت «قلقها من خطاب (رئيس الحكومة) أحمد أويحيى التخويفي على الصعيد الاجتماعي»، نقلاً عن وثيقة لمديرية الأمن الداخلي التي باتت تتولى مهمات «مديرية الاستعلام والأمن» (أي الاستخبارات). وتزامن التقرير مع نفي أويحيى وجود أي نية لإجراء تعديل حكومي، ما يمكن أن يؤشر إلى عدم تقبل جهة ما في السلطة ظهور الأخير كمرشح يملك حظوظاً في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ونقل تقرير نشرته صحيفة جزائرية تصدر باللغة الفرنسية، عن وثيقة منسوبة لمديرية الأمن الداخلي في جهاز الاستخبارات التي يقودها الجنرال «عبد القادر»، أن الأخيرة وجّهت تقريراً إلى رئاسة الجمهورية يطلب من مستشاري الرئيس «تحليل خطب أويحيى منذ تعيينه رئيساً للحكومة». وأشار التقرير النهائي، وفق الصحيفة، إلى «الطباع الاستفزازية (لأويحيى) ومن ثم الخطرة على المجتمع». وقالت الصحيفة إن «خطاب رئيس الوزراء يأتي في وقت تحضّر الجزائر نفسها لانتخابات محلية يفترض أن تعيد التوازن الاجتماعي الكفيل بتهدئة النفوس المتوترة». ولم تحدد الفقرات المنقولة عن تقرير الاستخبارات المفترض، ما هي الخطابات «الاستفزازية» لأويحيى، علماً أن الأخير «صدم» مراقبين فور تعيينه، حين أعلن نفاد المخزون المالي للبلاد في شكل يمنع سداد أجور الموظفين، كما أعلن عن بدء استغلال الغاز الصخري، وشنّ هجوماً سياسياً لاذعاً ضد «خصوم بوتفليقة». وكرد فعل على هذا التقرير، كشفت مصادر مأذونة أن رئاسة الجمهورية أمرت رئيس الحكومة بإعادة النظر في خطابه، وتلقى الوزراء الذين يمسكون حقائب سيادية، تعليمات، دون علم أويحيى، بتوجيه خطاب «مطمئن وواعد» للشعب. ما يفسر هدوء تصريحات صدرت عن وزيري الداخلية والطاقة في الأيام الأخيرة. ويحتمل «التسريب» الجديد لوثيقة استخباراتية فرضيات عدة، قد تكون إحداها أنه يعبّر عن صوت جهة ما في السلطة تستهدف أويحيى شخصياً، ما يبرر مسارعته أول من أمس، إلى نفي وجود تغيير حكومي في الأفق، رداً على إشاعات أُطلقت على نطاق ضيق جداً، بوجود توجه إلى إجراء تعديل حكومي. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان نشرته أمس، أنه في إطار مكافحة الإرهاب، سلّم مسلح يدعى أ. أغالي نفسه للجيش في إقليم الناحية العسكرية السادسة في تمنراست (منطقة صحراوية)، وكان بحوزته «رشاش كلاشنيكوف و3 مخازن ذخيرة مملوءة».